363
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على الصوم، و بيان أنّ الدعاء الّذي يدعوه۱ الصائم مستجاب بشرط المصلحة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّومُ في الشِّتاءِ الغَنيمَةُ البارِدَةُ.۲

«الغنيمة» و الغُنم و المَغنم واحد، و قيل: أصله من إصابة الغنم الّذي يَظفر به الظافر، ثمّ تُوُسّع۳ فيه، و غنَّمتُه نفَّلته۴، و غُناماك أن تفعل كذا أي غايتك. و «البَرد» أصله خلاف الحرارة، و بَرَدَ ذلك أي ثبت كما يثبت البرد، يقال: بَرَدَ لي عليه حقٌّ۵، و۶ قال الشاعر:

اليومُ يومٌ بارِدٌ سَمومه۷

أي ثابت، و يعبَّر عن الساكن بالبَرْد /۱۱۹/ كما يعبّر عن المتحرّك بالحرارة، و عيش بارد أي طيّب دائم. قال:

1.. «ب» : يدعو .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ، ح ۲۳۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۳۵ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۲۹۷ ؛ المصنّف لابن أبيشيبة ، ج ۲ ، ص ۵۱۱ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۵۴ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۵۶ ، ح ۵۷۶۲ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۷۲ ؛ الخصال ، ص ۳۱۴ ، ح ۹۲ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۲۳۶ ، ص ۱۹۱ .

3.. «ألف» : يوسّع .

4.«ألف» : نقلته .

5.. و قيل : إنّ أبا العبّاس محمّد بن يزيد الثمالي إمام نُحاة البصرة في عصره لقّبه اُستاذه أبو عثمان المازنيِّ بـ «المبرّد» أيالمثبت للحقِّ، و الكوفيون يفتحون الراء منه حكاية به. عبد الستّار .

6.. «ب» : ـ و .

7.نسبه الجوهري في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۶ برد إلى أبي عبيدة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
362

۱۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّائِمُ لا تُرَدُّ دَعوَتُهُ.۱

«الدُّعاء» هو قول القائل المريد للمدعوّ له۲ لمن هو فوقه: اِفعل. و إنّما صار الصائم أقرب إلى الإجابة لأنّه تخلّى من۳ الطعام و الشراب اللذَين يبلّدانه و يفتِّرانه عن الطاعة، فخَلص قلبُه للّه‏ تعالى، فإذا۴ دعا اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ كان أجدر بالإجابة و أقرب من الإصابة من الّذي يملأ بطنه فهو من الكِظّة۵ فيما يُلهيه عن ذكر اللّه‏ تعالى و الدعاء له ؛ أ و لا ترى إلى موسى ـ صلوات اللّه‏ عليه ـ لمّا أراد مناجاة ربّه تعالى تخلّى۶ في الطور ثلاثين ليلةً على ما واعده اللّه‏ تعالى؟ فروي: أنّه لم يطعم في هذه الثلاثين طعاما، فلمّا دعاه اللّه‏ تعالى إلى المناجاة عمد إلى لِحاء۷ شجرة فمضغه، فأوحى اللّه‏ تعالى إليه يأمره بإتمام أربعين ليلةً ـ كما ينطق به الكتاب العزيز ـ فقال: يا ربّ، و لمَ زاد الموعد؟ قال تعالى۸: و لم مضغت لحاء الشجرة؟ فقال۹: يا ربّ، كان ريح فيّ قد تغيّر فمضغته ؛ لئلاّ تتأذّى الملائكة بريحه. فقال تعالى: لَخلوف فم الصائم۱۰أطيَبُ عندي۱۱ من ريح المسك. فلمّا استتمّ الأربعين ناجاه جلّ و عزّ. و هذا الكلام وارد مورد التشريف و التفضيل للصوم و أنّه مَحراة۱۲ /۱۱۴/لإجابة الدعاء.۱۳

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ، ح ۲۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۷۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۵۷ ؛ المصنّف لابن أبيشيبة ، ج ۲ ، ص ۴۲۴ ، ح ۱۲ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۲۰ ، ح ۳۰۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۰ ، ح ۱۵۸۶ .

2.. «ب» : فيه .

3.. «ألف» : عن .

4.. «ألف» : و إذا .

5.. الكِظَّة : البِطنة ، و شيء يَعتري الإنسانَ عند الامتلاء من الطعام . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۵۷ كظظ .

6.. «ألف» : تجلّى .

7.. اللحاء : قشر كلّ شيء . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ . ص ۲۴۲ لحو .

8.. «ألف» : ـ تعالى .

9.. «ألف» : قال .

10.. «ألف» : الصيّام .

11.. «ألف» : ـ عندي .

12.. «ألف» : مجراه .
مَحراة و مَحرًى : جَديرٌ و خليق و حَريٌّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۷۳ حري .

13.. راجع : السنن الكبرى للنسائي ، ج ۶ ، ص ۴۰۳ ؛ تفسير السمرقندي ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ ؛ تفسير البحر المحيط للأندلسي ، ج ۴ ، ص ۳۷۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1724
صفحه از 503
پرینت  ارسال به