361
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

ما زكاة الحديث؟ قال: اِعمل مِن كلّ مائتي بخمسة.۱

و في رواية اُخرى قيل: و للحديث زكاة؟ قال: نعم، ما سمعتم من عمل أو صلاة أو تسبيح فاستعملوه.۲

قال: و في كلّ عضو من الأعضاء زكاة، فزكاة العين /۱۱۸/ النظر بالعبرة، و زكاة اللسان كلمة الفطرة، و زكاة القلب النظر بالفكرة، و زكاة البطن تنزيهه عن الحرام و الشبهة، و زكاة الوجه تعفيره بالسجدة بين يدي ربّ العالمين، و زكاة اليدين رفعهما بالخشوع إلى اللّه‏ تعالى۳ و زكاة الرِّجلين المشي بهما في مراضي اللّه‏ تعالى،۴ فإن لم يستجمع للصوم هذه الشرائط كان من باب قوله عليه‏السلام: ألا رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صَومِه إلاّ الجوعُ و العطش، و رُبَّ قائم ليس له من قيامه إلاّ السهر.۵

أعاذنا اللّه‏ من الرياء و الشبهة، و جعلنا من المخلصين.

و فائدة الحديث: تعريف شرف الصيام۶، و أنّه زكاة الجسد.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. أدب الإملاء و الاستملاء للسمعاني ، ص ۱۲۶ ؛ لسان الميزان لابن حجر ، ج ۲ ، ص ۲۳۳ .

2.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۰ ، ص ۱۸۵ و القائل : أبو نصر بشر بن الحارث .

3.. «ألف» : ـ و زكاة اليدين . . . اللّه‏ تعالى .

4.. راجع : التحفة السنيّة ، ص ۱۶۳ ؛ مصباح الشريعة ، ص ۵۱ .

5.. سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۳۹ ، ح ۱۶۹۰ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۳۲۴۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ،ص ۸ ، ح ۴۴۰۴ .

6.. «ألف» : الصوم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
360

۱۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصِّيامُ نِصفُ الصَّبرِ، وَ عَلى كُلِّ شَيءٍ زَكاةٌ، وَ زَكاةُ الجَسَدِ الصِّيامُ.۱

أصل۲ «الصوم»: الإمساك، و لذلك يقال للفرس صائم إذا وقف عن السير، و مَصام الفرس: موقفه، إلاّ أنّ الشرع حَبَسَه على إمساك مخصوص في زمان مخصوص عن۳ أشياء مخصوصة، فالصوم۴ هو الإمساك بنيّة مِن قَبل الفجر إلى غروب الشمس من المَطاعم و المشارب و المناكح و ما يجري مجراها۵ من المفطِّرات.

و «الصبر»: حبس النفس عمّا تنازع إليه. و «الزكاة» أصلها النموّ و الزيادة، يقال: زَكا الزرعُ يزكو إذا نمى و التَفَّ، و الزكاة الشرعيّة ما يُخرجه الإنسان من حقّ اللّه‏ تعالى في المال، و قيل لها الزكاة تقوّلاً بزكاء المال أو تزكية النفس أو بمجموعها ؛ فإنّ الخبرين فيها لا يتنافيان، و قد رَفع صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من شأن الصوم، و جعله۶ نصف الصبر مطلقا، فكأنّه يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من صام بما اُمر، و صامت جوارحه، فكأنّما أتى بنصف العبادة الّتي /۱۱۳/ هي الصبر على الطاعة و عن الشهوات. ثمّ حَثّ عليه فقال: على كلّ شيء زكاة، و زكاة الجسد الصيام، و هذا التعظيم للصوم إنّما هو لمكان أنّه هو العبادة الّتي هي بمَعزِلٍ مِن شوب الرياء و السمعة، و ما أقلَّ مَن يتداخلها من ذلك ؛ لأنّه سرٌّ بين العبد و ربّه، لا يطّلع عليه غيرهما، و لذلك قال عزّ و علا: الصوم لي، و أنا أجزي به.۷

و قال عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ تعالى فَرَضَ عليكم زكاةَ جاهِكم كما فرض عليكم زكاة مالكم.۸

و روي عن بِشرٍ الحافي۹ أنّه كان يقول: يا صاحب الحديث، أدِّ زكاة الحديث. قيل: و

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ ، ح ۲۲۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۶۰ ؛ و ج ۵ ، ص ۳۶۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ، ح ۳۲ و في الأربعة الأخيرة : «الصوم» بدل «الصيام» ، و ص ۱۱۵ ، ح ۳۳ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۴۶ (مع اختلاف يسير فيه) .

2.۷ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ ، ح ۲۲۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۵۵ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ، ص ۱۴۸ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ .

3.. «ألف» : على .

4.. «ألف» : و الصوم .

5.. «ألف» : مجراه .

6.. «ألف» : جعل .

7.. الكافي ، ج ۴ ، ص ۶۳ ، ح ۶ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۵ ، ح ۱۷۷۳ .

8.. تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۱۸۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۸۱ ، ح ۲۱۸۱۶ .

9.. بِشر بن الحارث الحافيُّ المتوفَّى سنة ۲۲۷ هـ ، أصله من خراسان ، و كان من كبار الزُّهّاد ، مُعاصِرا لأحمد بن حنبل ، و مات قبله ، و قد عاش حصورا ، فما جاءَ في روضات الجنّات مِن ذِكر مَن يُدعى بـ «سِبط بِشرٍ الحافي» ليس بصحيح ، و قد تُوفِّي في بغداد ، و دفن في الجانب الغربي من بغداد في مقبرة باب حرب ، ثمّ دُفن بعده فيها أحمد بن حنبل إمام الحنابلة ، و عرفت أيضا فيما بعد بمقبرة الإمام أحمد ، و أَلَّف العلاّمةُ الحنبليُّ ابن الجوزيّ البغداديّ رسالةً في فضل مقبرة أحمد سمّاها : تقريب السبيل الأبعد في فضل مقبرة الإمام أحمد ، و ذكر فيها من دعوى الكرامات ما لا يكاد يُقبَل و لا يُعقل ، فماذا يقول الوهّابيون و هم أتباع المذهب الحنبلي فيما يزعمون؟!!! و القبر المعروف بقبر الشيخ بشّار في محلّة الشيخ بشّار الحالية ليس لِبِشرٍ الحافيّ كما وَهم بعضهم، و إنّما هو لفقيهٍ زاهدٍ حنبليٍّ، و ليس بِشرٌ الحافي من الشيعة على التحقيق . عبد الستّار .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2138
صفحه از 503
پرینت  ارسال به