351
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

الجهاد و أمزّ۱ العُدَد لأعداء الإسلام، و ذِكر النواصي مَجاز، و إنّما اختصّها بالذكر لأنّها مِن أوّل ما يستقبلك منها، و يقال: أرى في ناصية فلان خيرا و بالعكس.

و روي عن وهب بن /۱۱۴/ منبّه قال: في بعض الكتب: لمّا أراد اللّه‏ أن يخلق الخيل قال للريح الجنوب: إنّي خالق منك خلقا أجعله عزّا لأوليائي و إجلالاً لأهل طاعتي. فقبض قبضةً من ريح الجنوب فخلق منها فرسا، و قال: سمّيتك فرسا، و جعلتك عربيّا ؛ الخير معقود بناصيتك، و الغُنم مَحوز۲ على ظهرك، و جعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب و أنت للهرب.۳

و روي: أنّ تميما الداريَّ كان ينقّي شعيرا لفرسه و هو أمير على بيت المقدس، فقيل له: لو كَلَّفتَ هذا غيرَك؟ فقال: سمعت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: من نقّى شعيرا لفرسه، ثمّ قام به حتّى يعلّقه۴ عليه، كتب اللّه‏ له بكلّ شعيرة حسنةً.۵

/۱۱۰/ و عن أنس بن مالك، رفعه: رباط يوم في سبيل اللّه‏ خير من عبادة الرجل في أهله سنةً ثلاثمئة و ستّين يوما كلّ يوم ألف سنة۶، و لم تزل العرب مُكرِمةً لخيولها على ما تنطق به أشعارهم، كما قال:

تُجاع لها العيالُ و لا تجاع۷

و كما قال:

و ما تستوي و الورد ساعة تفزع۸

إلى غير ذلك ممّا يطول تعداده، و كان مِن سنّتهم في الجاهليّة أن تتمشّى القبيلة إلى

1.. «ألف» : أمرّ .
و المِزّ : الفضل ، و هذا أمَزُّ من هذا أي أفضل . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۰۸ و ۴۰۹ مزز .

2.. «ألف» : محور .

3.. كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۴۶۴ ، ح ۱۱۳۸۲ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۱۵۶و ۱۷۷ نقلاً عن ضوء الشهاب .

4.. في بحار الأنوار : «يَعلِفَه» .

5.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۸ ، ص ۲۴۲ .

6.. راجع : بحار الأنوار ، ج ۵۴ ، ص ۲۲۱ .
راجع : مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۶۵ و ۷۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۱۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۷۱۸ .

7.. الشعر لحديث بن قحطان أو يزيد العبدي ، و المصرع الأوّل هكذا : «مفدّاة مكرّمة علينا» . راجع : محاضرات الاُدباء ،ج ۲ ، ص ۶۷۰ ؛ سرح العيون ، ص ۳۸۶ ، الرقم ۱۱۸ .

8.. الشعر للأعرج الطائي أو يزيد العبدي . و المصرع الأوّل هكذا : «تلوم على أن أمنح الورد لقحة» . راجع : أسماء خيلالعرب و فرسانها ، ص ۴۵ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۶۷۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
350

الفُرسان و الأفراس، فالأوّل كقوله عليه‏السلام: «يا خيل اللّه‏ اركبي»،۱ و الثاني كقوله عليه‏السلام: «عفوتُ لكم عن صدقة الخيل» ؛۲ يعني الأفراس، و اشتقاق۳ الخيل من الخُيَلاء۴ ؛ لأنّ الفرس كأنّ له خُيَلاء في نفسه، و كذلك الفارس، و لذلك يقال: ما ركب أحد فرسا إلاّ وجد في نفسه نخوةً.

و في كلام العجم: أنّ الرستاقيّ إذا ركب الفَرسَ نَسِي اللّه‏.۵

و الحديث مقصور على مدح الأفراس ؛ للغَناء الّذي جعله اللّه‏ فيها، و لو لا الخيل لما فُتحت مدينة، و لا يُغلب على بلد من بلاد الكفر، و بها استنجد۶ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و صحابته ـ رضي اللّه‏ عنهم ـ من بعده فيما۷ تيسّر لهم من الاستيلاء و فتح البلاد و نشر دعوة الإسلام فيها، و لو لا تقوّيهم۸ بها لَما تيسّر لهم ذلك و لا تمشّى لهم أمر، ثمّ إنّها مِن أخصّ آلات

1.. راجع : سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۷۷ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۲۸۰ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۲ ، ص ۲۷۴ .

2.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ و ۱۳۲ و ۱۴۶ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۷۰ ، ح ۱۷۹۰ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۶۶ .

3.. «ألف» : فاشتقاق .

4.. الخُيَلاء : الكبر و العُجب ، و أيضا الخال و الخَيْل و الخِيَلاء و الأخيَل و الخَيلة و المَخيلة كُلُّه : الكبر . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۸ خيل .

5.. لم نعثر عليه .

6.. استنجد الرجُلُ : قَوِيَ بعد ضعف أو مرضٍ ، و استنجده : استعانه . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۱۸ نجد .

7.. «ألف» : ما .

8.. «ألف» : يقوّيهم .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2054
صفحه از 503
پرینت  ارسال به