الجهاد و أمزّ۱ العُدَد لأعداء الإسلام، و ذِكر النواصي مَجاز، و إنّما اختصّها بالذكر لأنّها مِن أوّل ما يستقبلك منها، و يقال: أرى في ناصية فلان خيرا و بالعكس.
و روي عن وهب بن /۱۱۴/ منبّه قال: في بعض الكتب: لمّا أراد اللّه أن يخلق الخيل قال للريح الجنوب: إنّي خالق منك خلقا أجعله عزّا لأوليائي و إجلالاً لأهل طاعتي. فقبض قبضةً من ريح الجنوب فخلق منها فرسا، و قال: سمّيتك فرسا، و جعلتك عربيّا ؛ الخير معقود بناصيتك، و الغُنم مَحوز۲ على ظهرك، و جعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب و أنت للهرب.۳
و روي: أنّ تميما الداريَّ كان ينقّي شعيرا لفرسه و هو أمير على بيت المقدس، فقيل له: لو كَلَّفتَ هذا غيرَك؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول: من نقّى شعيرا لفرسه، ثمّ قام به حتّى يعلّقه۴ عليه، كتب اللّه له بكلّ شعيرة حسنةً.۵
/۱۱۰/ و عن أنس بن مالك، رفعه: رباط يوم في سبيل اللّه خير من عبادة الرجل في أهله سنةً ثلاثمئة و ستّين يوما كلّ يوم ألف سنة۶، و لم تزل العرب مُكرِمةً لخيولها على ما تنطق به أشعارهم، كما قال:
تُجاع لها العيالُ و لا تجاع۷
و كما قال:
و ما تستوي و الورد ساعة تفزع۸
إلى غير ذلك ممّا يطول تعداده، و كان مِن سنّتهم في الجاهليّة أن تتمشّى القبيلة إلى
1.. «ألف» : أمرّ .
و المِزّ : الفضل ، و هذا أمَزُّ من هذا أي أفضل . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۰۸ و ۴۰۹ مزز .
2.. «ألف» : محور .
3.. كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۴۶۴ ، ح ۱۱۳۸۲ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۱۵۶و ۱۷۷ نقلاً عن ضوء الشهاب .
4.. في بحار الأنوار : «يَعلِفَه» .
5.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۸ ، ص ۲۴۲ .
6.. راجع : بحار الأنوار ، ج ۵۴ ، ص ۲۲۱ .
راجع : مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۶۵ و ۷۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۱۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۷۱۸ .
7.. الشعر لحديث بن قحطان أو يزيد العبدي ، و المصرع الأوّل هكذا : «مفدّاة مكرّمة علينا» . راجع : محاضرات الاُدباء ،ج ۲ ، ص ۶۷۰ ؛ سرح العيون ، ص ۳۸۶ ، الرقم ۱۱۸ .
8.. الشعر للأعرج الطائي أو يزيد العبدي . و المصرع الأوّل هكذا : «تلوم على أن أمنح الورد لقحة» . راجع : أسماء خيلالعرب و فرسانها ، ص ۴۵ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۶۷۱ .