تَنزع الضغائن، و تميت الدفائن، و تزيد في العدد، و تنفُث۱ في العُقَد، /۱۱۳/ و تَحُلُّ المبرمَ من الاُمور حتّى كأنّ المُهدى إليه لا سمع له فيسمع ما تكرهه۲ و لا بصر فيبصر ما يسوؤك، و لا يخلو هذا الحديث من أحد وجهين: إمّا أن يكون أمرا بالمهاداة لتألُّف القلوب و اجتماع الشمل و الموافقة بين الناس كما قال عليهالسلام: تَهادوا تزدادوا حبّا.۳
/۱۰۹/ و يجوز أن يكون نهيا للحكّام و الولاة عن قبول الهديّة ؛ فإنّهم إذا أسِفوا لذلك و مالوا إليه، فما أجدر حقوق الناس أن تبطل، و ما أقرب الباطل أن يتحقّق، و لذلك نُهي القضاة أن يقبلوا الهدايا لينظروا إلى الخصمين نظرا واحدا، و جبلّة الإنسان الميل إلى من أحسن إليه كما قال عليهالسلام: جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها، و بغض من أساء إليها.۴ و إذا شنعتَ لفظ الهديّة سمّيتها رشوةً، و هي المنهيُّ عنها شرعا.
و روي: أنّ أوّل من ارتشى في الإسلام يَرفَأُ۵ غلام عمر بن الخطّاب ؛۶ قال بعضهم: كان الدرهم يعرق في يدي حتّى اُناوله إيّاه.
و فائدة الحديث: إمّا الحثّ على التهادي لتكون مَدعاةً إلى المودّة، و إمّا الحثّ للولاة والي الأمر۷ أن لا يقبلوا الرُّشى و المصانَعات.۸
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۱۵۷.قوله صلىاللهعليهوآله: الخَيرُ مَعقودٌ في نَواصِي الخَيلِ إلَى يَومِ القيامَة.۹
«الخير» هو النفع الحَسَن المرغوب فيه، و بالعكس منه الشرُّ. و «الخيل»: اسم يقع على
1.. «ألف» : تنفت .
2.. «ألف» : يكرهه .
3.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۶ ، ص ۵۴ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ ، ص ۶۵۵ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۹ ،ح ۴۵ .
4.. الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۵۲ ، ح ۱۴۰ عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۱ ، ح ۵۸۲۶ ، و ص ۴۱۹ ، ح ۵۹۱۷ مرسلاً من دون تصريح باسم المعصوم عليهالسلام ؛ تحف العقول ، ص ۳۷ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ، ح ۵۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۵۴ ، ح ۳۵۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۱۵ ، ح ۴۴۱۰۲ .
5.. يَرفَأ ـ لَيَمنَع ـ : مولى عمر بن الخطّاب ، يقال : إنَّه أدرك الجاهليةَ ، و حَجَّ مع عُمَر في خلافة أبي بكر ، و له ذكر في الصحيحين ، و كان حاجبا على بابه . تاج العروس ، ج ۱ ، ص ۱۶۴ رفأ .
6.. قال في اُسد الغابة ج ۴ ، ص ۴۰۷ في ترجمة المغيرة بن شعبة ؛ هو أوّل من وضع ديوان البصرة ، و أوّل من رشى في الإسلام ؛ أعطى يَرفَأَ ـ حاجب عمر ـ شيئا حتّى أدخله إلى دار عمر . وراجع : الإصابة ، ج ۶ ، ص ۱۵۷ .
7.. «ألف» : الاُمراء .
8.. المصانعة : الرشوة ، و المخادعة ، و أن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۱۲ صنع .
9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ ، ح ۲۲۱ ـ ۲۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۵۵ ؛ صحيح البخاري، ج ۴، ص ۱۸۷؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۹۳۲ ، ح ۲۷۸۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۱۹ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۹ ، ح ۱۵ و فيه عن الإمام الباقر عليهالسلاممع اختلاف يسير ؛ ثواب الأعمال ، ص ۱۹۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۱ ، ص ۴۶۷ ، ذيل ۱۵۲۷۴ (عن تحف العقول) .