339
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

تخفروها۱ ؛ فإنّ لكلّ غادر لواء يوم القيامة.۲

و عن اُمّ هاني ـ رضي اللّه‏ عنها ـ أنّها أجارت رجُلين۳ فأراد أمير المؤمنين عليه‏السلام /۱۰۹/ قتلهما، فقالت: يا رسول اللّه‏، إنّي أجرتهما. فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قد أجَرْنا من أجرتِ.۴

و قال عليه‏السلام: مَن قتل معاهدا في غير كُنْهه۵ لم يَرَحْ۶ رائحةَ الجنّة.۷

و فائدة الحديث: التحذير من الغدر و سوء عاقبته و كراهة مغبّته.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود. و رواه أنس بن مالك.

۱۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَوَّلُ ما يُقضَى بَينَ النَّاسِ يَومَ القيامَةِ في الدِّماء.۸

«الدَّم» أصله دَمْوٌ، و إنّما قيل دَمِيَ يَدمَى لمكان الكسرة الّتي قبل الياء كما يقال رَضِيَ و هو

1.. «ألف» : تحفزوها .
و خَفَرَ الرجُلَ و خَفَرَ به و عليه يَخفِر خَفْرا : أجاره و مَنَعَه و أمَّنَه ، و كذلك تَخَفَّرَ به . و خَفَرَه : استجار به و سأله أن يكون لهخفيرا ، و خَفَّرَه تخفيرا . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۵۳ خفر .
و في لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ (جور) : و في الحديث : و يجير عليهم أدناهم أي إذا أجار واحدٌ من المسلمين حُرٌّ أو عبدٌ أو امرأةٌ واحدا أو جماعةً من الكفّار و خفرهم و أَمَّنهم ، جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنقَض عليه جِوارُه و أمانُه .

2.. المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۱۴۱ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۵ ، ص ۳۲۹ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۳ ، ص ۹۲۳ ، ح ۱۰۷۴ .

3.. رجلين من المشركين . راجع : نصب الراية ، ج ۴ ، ص ۲۴۷ .

4.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۳۴۱ و ۳۴۳ و ۴۲۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۳۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۹۴ ؛ ج ۷ ،ص ۱۱۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ .

5.. ابن الأعرابي : الكُنه: جوهر الشيء ، و الكُنه: الوقت ، تقول : تكلَّمَ في كنه الأمر أي في وقته . لسان العرب ، ج ۱۳ ،ص ۵۳۷ كنه .

6.. في لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۷ روح : «في الحديث : من أعان على مؤمن أو قَتَلَ مؤمنا لم يُرِحْ رائحة الجَنَّة . مِن أَرَحتُ ، و لم يَرَحْ رائَحةَ الجنّة من رِحْتُ أراحُ ، و لم يَرَحْ تجعله من راحَ الشيءَ يَريحه . و في حديث النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : مَن قتل نفسا معاهدةً لم يَرِحْ رائحةَ الجَنَّة . أي لم يَشُمَّ ريحَها . . .» .

7.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۶ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ؛ سنن أبي داود ، ج۱ ، ص ۶۲۷ ؛ سنن النسائي ، ج ۸ ، ص ۲۴ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۳ ، ح ۲۱۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۸۸ و ۴۴۲ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ ؛ و ج ۸ ،ص ۳۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۱۰۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۷۳ ، ح ۲۶۱۵ . روضة الواعظين ، ج ۲ ، ص ۴۶۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۰۱ ، ص ۳۸۲ ، ح ۷۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۸ ، ص ۲۰۹ ، ح ۲۲۵۲۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
338

لهم على ما أخذ اللّه‏ عليهم العهد؟ أم ظلموهم و غصبوهم و جفوهم و آذوهم و شتموهم و ارتكبوا فيهم متون نهي اللّه‏ تعالى؟!

و فائدة الحديث: الحثّ على مراعاة مَن تحت اليد، و إعلام أنّه سيُسأل عنه يوم القيامة.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۱۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لِكُلِّ غَادِرٍ لِواءٌ يَومَ القيامَةِ۱ بِقَدرِ غَدْرَتِهِ.۲

أصل «الغَدْر»: الإخلال بالشيء و الترك له، و يقال للمخلّ بالعهد التارك له: «غادرٌ»، و جمعُه غَدَرَة، و هو غَدّار كثير الغَدْر، و يقولون: يا غُدَرُ! و «اللِّواء»: المِطْرَد و هو دون العَلَم و البند۳.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لكلّ غادر لواء ؛ أي كلّ مَن غدر في عقد أو خامَر في عهد فإنّه يُشهر يوم۴ القيامة في الموقف المشهود حتّى تعرفه الخلائق أنّه الّذي كان۵ غدر في الدار الدنيا، و يجوز أن يكون ذكر اللواء حقيقةً للعلامة لتكون أخزى۶ له، و يجوز أن يكون مَجازا ؛ يعني أنّه يشنَّع عليه، و يعرَّف حاله، و ينادى عليه في صعيد القيامة، فكأنّ ذلك۷ التعريفَ لواءٌ /۱۰۵/مضروبٌ عليه يعرِّف بمكانه، و هو نهي عن الغدر و الخيانة، و إيعاد بأنّه يورث الفضيحة على رؤوس الأشهاد و مجمع العباد.

و روتْ عائشة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: ذمّة المسلمين واحدة، فإن أجارت عليهم جاريةٌ فلا

1.. «ألف» : يوم القيامة لواء .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ و ۱۵۳ ، ح ۲۱۰ و ۲۱۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۹ و ۶۱ ؛ سننالترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۲۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۵۰۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۸ ، ص ۱۶۰ . الطرائف ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ مع اختلاف يسير فيه ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ ، ح ۲۸ ؛ الصراط المستقيم ، ص ۲۴۱ ؛ الصوارم المهرقة ، ص ۹۶ (مع اختلاف يسير فيها أيضا) .

3.. البند : العَلَم الكبير معروف ، فارسي معرَّب . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۹۷ بند .

4.. «ألف» : ليوم .

5.. «ب» : ـ كان .

6.. «ألف» : العلامة فتكون أخرى .

7.. «ألف» : ـ ذلك .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1846
صفحه از 503
پرینت  ارسال به