333
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

الحدادة و النجارة و الصياغة۱.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ كلّ من أحكم علما تاقتْ۲ نفسُه إلى علم آخر يستفيده و يستبصر فيه ؛ و ذلك لاشتباك /۱۰۶/ العلوم و تجانسها، و كيف لا يكون كذلك و العلم ما۳ اقتضى سكونَ النفس، و الإنسان تَوّاق إلى ذلك السكون مشتاق۴ إلى أن يوفَّق لذلك.

و قوله عليه‏السلام: «إلى علم» ـ منكَّرا ـ يدلّ۵ على أنّه يعني به علما آخر ؛ لأنّه لو أراد ذلك العلم المقدّم ذكره لقال «إليه» أو «إلى العلم» ؛ لأنّ النكرة إذا تكرّرت تعرّفت، تقول: مررتُ برجل، فقال لي الرجل كذا و كذا، و هو ذاك بعينه.

و فائدة الحديث: بيان أنّ۶ العلومَ يجذب بعضُها بعضا، و يدعو بعضها إلى بعض، كما قال: منهومان لا يشبعان: طالب علم، و طالب دنيا.۷

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

۱۴۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لِكلِّ شَيءٍ عِمادٌ، وَ عِمادُ هَذَا الدِّينِ الفِقهُ.۸

1.«ألف» : الصباغة .

2.. «ب» : ناقت .

3.«ألف» : ـ ما .

4.. «ألف» : ليشتاق .

5.«ألف» : ـ يدلّ .

6.. «ألف» : ـ أنّ .

7.. نهج البلاغة ، الحكمة ۴۵۷ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۶ ، باب المستأكل بعلمه و المباهي به ، ح ۱ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۷۷ ،ح ۶۶ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۶ و ۲۰۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۱۹۴ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۳۷۴ ؛ سننالدارقطني ، ج ۳ ، ص ۶۶ ، ح ۳۰۶۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۸۷۵۲ . عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۵۹ ، ح ۱ ؛ بحارالأنوار ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ ، ح ۳۰ و فيه عن عوالي اللآلي ؛ كشف الرموز للآبي ، ج ۱ ، ص ۳۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
332

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كلّ شيء يفعله اللّه‏ تعالى فهو مُحكَم مقدَّر فيه غرض المثل حتّى عجْز الإنسان و ضعفه المجبول و كَيسُه و دَهاؤه المغرَّز۱ فيه، و كذلك هو ؛ فإنّ القدرة من فعل اللّه‏ تعالى، فإذا لم يُخلق۲ للعبد كان عاجزا، و كذلك العلوم المخصوصة المعبّر عنها بالكيس من فعله.

و المعنى: أنّ الأولى بالعبد التسليم و الرضا بما قضى اللّه‏ تعالى ؛ فإنّه العالِم البصير و الحكيم الخبير، و هو أعلم بمصالح العباد من الصحّة و السقم و القوّة و الضعف و الغنى و الفقر و الحدّة و البلادة و غير ذلك.

و «حتّى» للغاية، و تكون حرف الجرّ، فإذا جررت ما بعدها كانت بمعنى إلى ؛ كقوله تعالى: «حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»۳، و إذا رفعت فالتقدير: حتّى /۱۰۲/العجزُ و الكيس بالقدر.۴

و فائدة الحديث: الحثّ على التسليم و الرضا بالقضاء ؛ فإنّه ـ عزّ و جلّ ـ لا يقضي إلاّ بما هو الأصلح ؛ لكونه عالما بما لا طريق لنا إليه.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۱۴۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ صاحِبِ عِلمٍ غَرثانُ۵ إِلَى عِلمٍ.۶

أنواع العلوم كثيرة، و كلّها متناصرة و۷ متعاونة، و بعضها يتقاضى بعضا، و بعضها مفتقر إلى بعض كما لا يخفى، فالأدب يحتاج إلى النحو، و النحو إلى التصريف، و علم التفسير يحتاج إلى جميع العلوم، فترى بعضَها مفتقرا۸ إلى بعض غيرَ مستغنٍ عنه. و «العلم» هو ما اقتضى سكون النفس، و يُطلق على معرفة الصناعات و الأعمال فيقال له: عِلم البناء و

1.. غَرَزَ الإبرةَ في الشيء غَرْزا و غَرَّزَها : أدخلها . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۶ غرز .

2.. «ألف» و «ب» : يحلق .

3.. القدر ۹۷ : ۵ .

4.. «ألف» : حتّى الفجر و الكيس القدر .

5.. الغَرثان : الجائع . انظر : كتاب العين ، ج ۴ ، ص ۴۰۰ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ غرث .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۸۷ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۵۳ .

7.. «ألف» : ـ و .

8.. «ألف» : مفتقر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1715
صفحه از 503
پرینت  ارسال به