331
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على غضّ /۱۰۵/ البصر دون المحارم التزاما لطريقة ذوي المكارم.

و راوي الحديث: أبو موسى الأشعري.

۱۴۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ شَيءٍ بِقَدَرٍ حَتّى العَجْزُ وَ الكَيْس.۱

«القَدْر» و «القدَر»: التقدير، و التقدير: ما يقدّره اللّه‏ من القضاء، و قد قَدَرَ الشيءَ يقدُر قَدْرا و مَقدَرَة بفتح الدال ؛ فأمّا المقدُرة بضمّها فهو اليسار، و التقدير إيجاد الفعل لغرض مثله.

و «العجز»: القصور و الضعف، و اختلفوا في أنّه معنى أو ليس۲ ذلك؟۳ و الصحيح عند محقّقيهم أنّ المرجع به إلى عدم القدرة، و قد تقدَّم الكلام فيه۴ يقال: عَجَزَ يَعجِز عَجْزا و مَعجِزةً [و مَعجَزةً۵] و مَعجَزا۶.

«الكَيْس»: الدَّهاء، و فلان كَيِّسٌ مكيَّس أي ظريف۷، و قد كاس يكيس كَيْسا و كِياسةً.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ، ح ۲۰۴ ؛ كتاب الموطّأ للمالك ، ج ۲ ، ص ۸۹۹ ، ح ۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ ؛ أفعالالعباد للبخاري ، ص ۲۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۵۲ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۰۵ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ، ص ۱۷ .

2.. «ألف» : غير .

3.. أي : اختلفوا في أنّه معنًى و أمرٌ وجوديٌّ أو عدميٌّ؟

4.. «ألف» : ـ و قد تقدّم الكلام فيه .

5.. أضفناه من لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۶۹ عجز . و الأكثر يلفظونها بضمّ الميم «مُعجِزة» و هو خطأ .

6.. «ب» : ـ و معجزا .

7.. «ب» : طريف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
330

۱۴۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ عَينٍ زانِيَةٌ.۱

«الزِّنا»: المقاربة من غير نكاح و لا مِلكِ يمين، و يُمَدّ و يُقصَر، فالقصر لغة أهل الحجاز، و المدّ لغة نجد۲، قال الفرزدق:

أبا حاضرٍ مَن يَزنِ يُعرَف زناه

و من يَشرَب الخرطومَ يُصبح مُسكرا۳

و فلان لزَنْيةٍ خلاف رَشدَةٍ،۴ و قد يقال: زِنْيَةٌ و رِشدة، و الأوّل أفصح، و زَنّاه قال له: يا زاني.

كأنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يشير إلى قلّة التصوّن في الناس فيقول: كلُّ عين تنظر إلى ما ليس لها أن تنظر إليه، و النظر و إن لم يكن في نفسه زنا فهو لَعَمري السبب الّذي يجرّه و يؤدّي إليه فهو كالبذر له، و هذا كما قال عليه‏السلام: زِنى العيون النظر.۵

و الكلام و إن ورد مورد العموم فإنّه حكم أكثريٌّ، و الصحيح أنّه ليس للعموم صيغة مخصوصة، و هذا كقولك لصديق لك: أين كنتَ اليوم ؛ فالناس كلّهم جاؤوني غيرك؟! و لعلّه لم يحضره إلاّ خمسون فما۶ دونها، و الكلام مبنيّ على إخبار أنّ الشهوات كثيرة ؛ فالعاقل مَن رَدَعَ نفسَه عمّا لا يحلّ منها، و قَمَعَها إلاّ۷ عمّا لا ملامة فيه.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۴ و ۴۰۷ و ۴۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۴ ،ح ۲۹۳۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۲۴۶ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۹۱ . المجازات النبويّة ، ص ۸۹ ، ح ۵۶ .

2.. و ممّا جاء على لغة أهل نجدٍ قولُ بعض المولَّدين في هجاء قاضي القضاة في أيّام المأمون يحيى بن أكثم :
قاضٍ يَرى الحَدَّ في الزِّناء و لا يَرى على من يَلُوط من بأس
انظر : مرآة الجنان و عبرة اليقضان ، ج ۲ ، ص ۱۰۳ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۱۲۲ .

3.. اُنظر : الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۴۱۲ ؛ الموشَّح للمرزباني ، ص ۱۲۳ ؛ المحاسن و المساوي للبيهقي ، ص ۴۰۶ .

4.. هو ابن زَنيَةٍ و زِنيةٍ ، و الفتح أعلى ، أي ابن زِنا ، و هو نقيض قولك لِرِشدة و رَشدة . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۶۰ زنو . يقال للولد من الزنا : و هو لزنية ، و قيل : الفتح في الزنية و الرشدة أفصح ، و ولد الرشدة ما كان عن نكاح صحيح . مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ (زني) .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۴ ، ح ۶۷ .

6.. «ألف» : ـ فما .

7.. «ب» : إلى .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1772
صفحه از 503
پرینت  ارسال به