۱۴۲.قوله صلىاللهعليهوآله: كُلُّ عَينٍ زانِيَةٌ.۱
«الزِّنا»: المقاربة من غير نكاح و لا مِلكِ يمين، و يُمَدّ و يُقصَر، فالقصر لغة أهل الحجاز، و المدّ لغة نجد۲، قال الفرزدق:
أبا حاضرٍ مَن يَزنِ يُعرَف زناه
و من يَشرَب الخرطومَ يُصبح مُسكرا۳
و فلان لزَنْيةٍ خلاف رَشدَةٍ،۴ و قد يقال: زِنْيَةٌ و رِشدة، و الأوّل أفصح، و زَنّاه قال له: يا زاني.
كأنّه صلىاللهعليهوآله يشير إلى قلّة التصوّن في الناس فيقول: كلُّ عين تنظر إلى ما ليس لها أن تنظر إليه، و النظر و إن لم يكن في نفسه زنا فهو لَعَمري السبب الّذي يجرّه و يؤدّي إليه فهو كالبذر له، و هذا كما قال عليهالسلام: زِنى العيون النظر.۵
و الكلام و إن ورد مورد العموم فإنّه حكم أكثريٌّ، و الصحيح أنّه ليس للعموم صيغة مخصوصة، و هذا كقولك لصديق لك: أين كنتَ اليوم ؛ فالناس كلّهم جاؤوني غيرك؟! و لعلّه لم يحضره إلاّ خمسون فما۶ دونها، و الكلام مبنيّ على إخبار أنّ الشهوات كثيرة ؛ فالعاقل مَن رَدَعَ نفسَه عمّا لا يحلّ منها، و قَمَعَها إلاّ۷ عمّا لا ملامة فيه.
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۴ و ۴۰۷ و ۴۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۴ ،ح ۲۹۳۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۲۴۶ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۹۱ . المجازات النبويّة ، ص ۸۹ ، ح ۵۶ .
2.. و ممّا جاء على لغة أهل نجدٍ قولُ بعض المولَّدين في هجاء قاضي القضاة في أيّام المأمون يحيى بن أكثم :
قاضٍ يَرى الحَدَّ في الزِّناء و لا يَرى على من يَلُوط من بأس
انظر : مرآة الجنان و عبرة اليقضان ، ج ۲ ، ص ۱۰۳ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۱۲۲ .
3.. اُنظر : الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۴۱۲ ؛ الموشَّح للمرزباني ، ص ۱۲۳ ؛ المحاسن و المساوي للبيهقي ، ص ۴۰۶ .
4.. هو ابن زَنيَةٍ و زِنيةٍ ، و الفتح أعلى ، أي ابن زِنا ، و هو نقيض قولك لِرِشدة و رَشدة . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۶۰ زنو . يقال للولد من الزنا : و هو لزنية ، و قيل : الفتح في الزنية و الرشدة أفصح ، و ولد الرشدة ما كان عن نكاح صحيح . مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ (زني) .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۴ ، ح ۶۷ .
6.. «ألف» : ـ فما .
7.. «ب» : إلى .