329
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

نفسه غدا في عرصة القيامة.

و قال الحسن۱ في قوله تعالى: «كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبا»: «لقد أنصفك مَن جعلك حسيب نفسك».۲

و فائدة الحديث: الحثّ على الاشتغال عن عيب غيرك بعيب نفسك، فالحساب على اللّه‏ تعالى، و المصير و المعاد إليه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.۳

۱۴۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبٌ.۴

إشارة إلى أنّ مدّة الدنيا قريبة يكاد يلتقي طرفاها، و ما صحّ أنّه آتٍ فيها فكأنْ قد أتى، و هو ترغيب في الاستعداد للموت و السؤالِ و أحوال القيامة قبل هجوم الندامة و ملامة النفس حيث لا تنفع الملامة، و هو إذا استعدّ لذلك كان أبعدَ مِن الدنيا و التلذّذِ بملاذّها و الركون إليها و التعويل عليها، و أقربَ إلى قصر الأمل و الإسراع في العمل، فكان كما قال لقمان عليه‏السلام لابنه: يا بنيّ، الليل و النهار يَعملان فيك، فاعمل فيهما.۵ و إذا فعل ذلك قلّ تحسّره على نعيم الدنيا، و كان المتوقِّع للموت و المترصّد للفوت.

و فائدة الحديث: /۱۰۱/ الحثّ على انتظار الموت و البعث و الحشر و الحساب.

و راوي الحديث: زيد بن خالد الجُهَنيّ.

1.. أي الحسن البصري .

2.. حياة الحيوان الدميرى ، ج ۱ ، ص ۲۷۱ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۲۳۱ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۶ ، ص ۹۰ .

3.. «ألف» : ـ و فائدة الحديث . . . أبو هريرة .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۰۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۶۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۱۸ ؛ السنن الكبرى ،ج ۳ ، ص ۲۱۵ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۸۲ ، ح ۳۹ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۰۲ ، ح ۵۸۶۸ ؛ كتاب الزهد ، ص ۱۴ ، ح ۲۸ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۷۷ ، ح ۷۸۸ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۳۸۴ ، ح ۵۱۰ .

5.. كنز الفوائد ، ص ۲۷۱ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۳ فيهما عن بعض الزهّاد ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۱۴۴ (و فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام) ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۲۹ (و فيه عن بعض الحكماء)، و لم نعثر عليه في مظانّه نقلاً عن لقمان .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
328

بعد ذلك أن يتودّد إلى الناس فيحالفهم۱ و يواسيهم و لا يَربأ۲ عنهم بنفسه و لا يتكبّر عليهم، بل يَحِفّ۳ في حوائجهم إذا احتاجوا إليه، و يُعينهم۴ بنفسه و ماله و جاهه ؛ فإنّ التودّد يَجذب إلى المودّة الخالصة، و يَصطاد القلوب، و يستميل النفوس، و المسلمون يجب عليهم التوادّ و التراحم.

و فائدة الحديث: الحثّ على مخالطة الناس، و التحفّز۵ إلى حاجتهم، و التودّد إليهم، و ترك التجافي عنهم و التكبّرِ عليهم.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۴۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ امرِئٍ حَسيبُ نَفسِهِ.۶

«الحسيب»: المحاسِب، قال تعالى: «كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبا»۷.

كأنّه عليه‏السلام ينهى أن تُتَّبعَ عورات الناس، و يُتفحَّصَ عن أحوالهم، و يُفلى۸ عن أسرارهم ؛ حتّى تَبقى /۱۰۴/ المخازي مكتومةً، و المساوي مُغطّاةً، و المَفاضح مستورةً، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس إلى أحدكم حسابُ غيره، بل كلٌّ مرهون بعمله، كما قال تعالى: «وَ۹ لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»۱۰، فلا تهتكوا عن۱۱ الناس أستارهم، و لا تتبعوا أخبارهم ؛ فكلّ امرئ محاسِب

1.. «ألف» : يخالفهم . «ب» : فيخالفهم .

2.. رَبَأ القومَ يَربؤهم و رَبَأَ لهم : اطّلع لهم على شَرَف . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۸۲ ربأ .

3.. حفَّ الفَرَسُ يَحِفُّ حفيفا و أحفَفتُه أنا إذا حَمَلتَه على أن يكونَ له حفيفٌ ، و هو دويُّ جَرْيه ، و كذلك حفيفُ جناح الطائر . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۴۹ حفف .

4.. «ألف» : يغنيهم .

5.. «ألف» : التحفّر .
تَحَفَّزَ : تهيَّأَ للوثوب . احتَفَز : تَحَفَّزَ ، و احتَفَز في مشيه : احتَثَّ و اجتهد . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۷ ؛ المنجد في اللغة حفز .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۷ ، ح ۲۰۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۶۳۹۹ ؛ كنزالعمّال ، ج ۵ ، ص ۳۷۴ ، ح ۱۳۳۰۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۹۶۵ .

7.. الإسراء ۱۷ : ۱۴ .

8.. فَلا رأسَه يَفلوه و يَفليه فِلايةً و فَليا و فَلاَّه : بَحَثه عن القُمَّل . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۶۱ فلو .

9.. «ب» : ـ و .

10.. الأنعام ۶ : ۱۶۴ .

11.. «ألف» : من .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1615
صفحه از 503
پرینت  ارسال به