325
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال أبو عبيد:۱ يعني أنّهم متساوون، ليس لأحد منهم فضل على أحد في النَّسَب ؛ و لكنّهم أشباه و أمثال كإبل مئة ليس فيها راحلة تتبيّن فيها و تتميّز منها بالتمام و حسن المنظر۲، و الراحلة عند العرب تكون الجَمَل النجيب و الناقة النجيبة يختارها الرجل لمركبه، و دخول الهاء في الراحلة للمبالغة كما تقول: رجلٌ داهية و راوية و علاّمة و نسّابة. و يقال: إنّها إنّما سمّيت راحلةً لأنّها تُرحَل كما قال تعالى: «فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ»۳ أي مرضيّة، و كما قال تعالى: «مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ»۴ أي مدفوقٍ، قال: و يقال: «لفلانٍ إبل» إذا كانت له مئةٌ من الإبل، و «إبلان» إذا كانت له مئتان، و يقال للمئة منها هُنَيدة مَعرفة۵ لا تنصرف.۶

و قال أبو سليمان الخطّابيُّ: يقال للمئتين هُنَيد ـ بغير هاء ـ و العهدة عليه.۷

و قال ابن قتيبة: الراحلة هي۸ الّتي يختارها الرجل لمركبه و رحلِه على النَّجابة و تمام الخَلق و حُسن المنظر، فإذا كانت في جماعة۹ الإبل عُرفت.۱۰

يقول: الناس متساوون ليس لأحد منهم فضل في النسب ؛ و لكنّهم أشباه كإبل مئة ليس فيها راحلة.

1.. اُنظر : النهاية لابن الأثير ، ج ۱ ، ص ۱۵ ؛ مختصر المعاني للتفتازاني ، ص ۲۵۳ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۰۷ ؛ تاج العروس ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۴ .

2.. «ألف» : النظر .

3.. الحاقّة ۶۹ : ۱۲ .

4.. الطارق ۸۶ : ۶ .

5.. «ألف» : معربة .
و في لسان العرب ج ۳ ، ص ۴۳۷ : التهذيب : هُنَيدةٌ مئةٌ من الإبل مَعرفة لا تنصرف و لا يدخلها الألف و اللام ، و لاتُجمع ، و لا واحد لها من جنسها .

6.. اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۷ رحل .

7.. اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵ ـ ۸ .

8.. «ب» : ـ هي .

9.. «ألف» : جملة .

10.. اُنظر : النهاية لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۲۰۹ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۷ رحل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
324

۱۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: النَّاسُ كَإِبِلٍ /۱۰۲/ مِئَةٍ لا تَجِدُ فيها راحِلَةً واحِدَةً.۱

«الناس» أصلُه اُناس فخُفِّف۲، و ليس الألف و اللام فيه عوضا من الهمزة المحذوفة ؛ لأنّهما يجتمعان مع الهمزة كقوله: «إنّ المنايا يطَّلعن على الاُناس الآمنينا»۳. و الناس بن۴ مضر بن نزار اسم قَيس عَيْلان.۵

و «الإبل»: البُعران الكثيرة، و لا واحد له من لفظه، و أبَلَ الوحشيُّ يأبُلُ اُبولاً و أبِلَ يأبَل أَبَلاً: اجتَزأ۶ عن الماء، شُبّهت بالإبل في الصبر عن الماء، و تَأَبَّلَ۷ الرَّجلُ عن امرأته إذا ترك مقاربتها، و رجُل أبِلٌ و آبِلٌ: حَسَنُ القيام على إبله، و إِبِل مُؤَبَّلة أي مجموعة. و «الراحلة»: البعير الّذي يصلح للارتحال، /۹۹/ و راحَلَه: عاونه على رحلته۸.

و المعنى و اللّه‏ أعلم: أنّه ذمٌّ للناس، و أنّه قلّما يقع فيهم من هو كامل في رأيه۹.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ، ح ۱۹۷ و ۱۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۷ و ۱۳۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۱۹۲ ؛ سننابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳۰۳۲ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ، ح ۹۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۶۶ ، ح ۵۲ عن الشهاب .

2.. «ألف» : مخفَّف .

3.. خزانة الأدب ، ج ۲ ، ص ۲۴۵ .

4.. «ألف» : ـ بن .

5.. العَيلان : الذَّكَرُ من الضِّباع . و عَيلان : اسم أبي قيس بن عَيلان . و قيل : كان اسم فرس فاُضيف إليه . قال الجوهري : ويقال للناس بن مضر بن نِزار : قيس عيلان ، و ليس في العرب عيلان غيره ، و هو في الأصل اسم فرسه . انظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۷۹ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۹۰ عيل .
و قال بعضُ المحقِّقين في اُصول أجذا العرب : إنّ الأصحَّ أنَّه قَيس بن مُضَر ، و أنَّ عَيْلانَ عبدٌ حَضَنَه فَنُسِبَ قيسٌ إليه فَقيل : قيس عيلان . و ما ورد في بعض أشعارهم مِن ذِكر «قيس بن عيلان» فإنَّما هو على التجوُّز و الاتِّساع و مراعاة الوزن . و له من الأشباه و النَّظائر ما لا يحيط به الحصر . (عبد الستّار) .

6.. «ألف» : اجتراءً . «ب» : اجترأ .
و اجتزأ عن الماء أي امتنع عنه و تركه ؛ أبَلَ الرجُل عن امرأته و تأبَّل : اجتَزَأ عنها ، و امتنع من غِشيانها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵ أبل .

7.. «ألف» : يأبل .

8.. «ألف» : راحلته .

9.. «ب» : بابه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1730
صفحه از 503
پرینت  ارسال به