323
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الناس متفاوتون كتفاوت المعادن، متفاضلون كتفاضل الجواهر المجلوبة۱ منها، فمنها الذهب و الفضّة و النحاس و الحديد و الاُسرُف۲ و الرَّصاص۳ و الزرنيخ و الفَيروزَج و غير ذلك. و كان الغرض النبويّ أن يعلِّمك أنّ الناس متفاوتون أمثال الفلز و الخَرَز۴، ليسوا بأمثال و إن كانوا من جنس واحد.

و مورد هذا الحديث على العكس من مورد الحديث الّذي قبله، فكأنّه يقول: فإذا صادفتَ أحدا فتَعَرَّفْ أحواله و تجسَّسْ۵ أفعاله و أقواله ؛ فإن۶ كان صالحا فعليك به فهو۷ من المعدن النفيس، و إن كان طالحا فالهربَ الهربَ منه فهو من المعدن الخسيس.

و فائدة الحديث: الإعلام بتفاوت الناس على أنّهم بنو الرجل.

و راوي الحديث: أبو هريرة، و تمام الحديث: خيارهم في الجاهليّة كخيارهم في الإسلام إذا تفقّهوا. يعني أنّ الخيار منهم في الجاهليّة إذا تفقّهوا فهم الخيار في الإسلام، و اللّه‏ أعلم.

1.. «ب» : المحلوبة .

2.. الاُسرُف . بالضمّ : الآنُك ، فارسية ، معرَّب اُسرُبّ الّذي هو الرَّصاص . انظر : المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۲۷۲ ؛ تاج العروس ، ج ۱۲ ، ص ۲۶۹ سرف .

3.. الرَّصاص بالفارسية : سرب . فرهنگ أبجدي ، ص ۴۳۲ الرصاص .

4.. الخَرَز : فصوص من حجارة ، و هو من جيّد الجوهر أو من رديئه من الحجارة و نحوه . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۴۴خرز .

5.. «ألف» : تحسّن .

6.. «ألف» : و إن .

7.. «ب» : ـ فهو .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
322

و روي: أنّه عليه‏السلام وقف على القبور فقال: السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، أنتم لنا سَلَفٌ، و نحن لكم تبع، أسأل اللّه‏ لنا و لكم العافية في الدنيا و الآخرة.۱

و قيل: العفو عن الذنوب، و العافية عن الأسقام، و المعافاة عن۲ مظالم العباد.۳

و فائدة الحديث: إثبات المساواة، و نفي التفاضل بين الناس في الأحكام الشرعيّة و الاُمور الدينيّة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادنِ الذَّهَبِ وَ الفِضَّةِ.۴

«المَعدِن»: مستقرّ الجوهر، من قولك: عَدَنَ بالمكان إذا أقام فيه، و منه «جَنَّاتِ عَدْنٍ»۵ أي إقامةٍ. و «الذَّهَب»: الجسد المعروف الّذي ذَهَبَ الناسُ فيه، و۶ القِطعة ذَهَبَة،۷ و ذَهِبَ الرجل إذا رأى القطعة الكبيرة من الذَّهَب في المعدن فدَهش.۸ و «الفِضّة»: أحد الثمنين، و هو أحد الأجساد أيضا.

1.. حاشية ردّ المختار لابن عابدين ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ ؛ سبل الهدى و الرشاد ، ج ۱۲ ، ص ۲۳۴ مع اختلاف يسير في اللفظ .

2.. «ألف» : من .

3.. اُنظر : النهاية لابن الأثير ، ج ۳ ، ص ۲۶۵ عفو .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۹۶ ؛ جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۱۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ،ص ۱۴۹ ، ح ۲۸۷۶۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ ، ح ۲۷۹۳ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۷۷ ، ح ۱۹۷ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۲۱ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۴۲ .

5.. التوبة ۹: ۷۲؛ الرعد (۱۳): ۲۳؛ النحل (۱۶): ۳۱؛ الكهف (۱۸): ۳۱؛ و مواضع اُخر من المصحف الشريف .

6.. «ألف» : «أنّه» بدل «و» .

7.. الذَّهَب : التِّبْر ، القطعة منه ذَهَبة ، و على هذا يذكَّر و يؤنَّث . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۹۴ تبر .

8.. يقال : دَهِشَ ، بفتح الدال المهملة و كسر الهاء ، و دُهِشَ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه : إِذا تَحَيَّرَ . . . عبد الستّار .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1975
صفحه از 503
پرینت  ارسال به