317
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و روى أبو سعيدٍ الخُدريُّ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تُصاحب إلاّ مؤمنا، و لا يَأكل طعامَك إلاّ تقيٌّ.۱

و فائدة الحديث: الحثّ على اختيار الخليل و المصاحب۲، و البحث عن أحواله، ثمّ الإقدام على صحبته و خلاله.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۳۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَرءُ مَعَ مَن أَحَبَّ.۳

قالوا: «الحُبّ» مشتقٌّ من حَبَّة القلب۴، تقول: حَبَبتُه كما تقول فَأَدتُه و شَغَفتُه أي أصبتُ ذلك منه۵، و أحببتُ فلانا: جعلتُ قلبي مُعَرَّضا لأن يحبَّه ؛ لكن في التعارف۶ وُضع محبوب موضع محبّ، تقول: أحَبَّه /۹۹/ فهو محبّ، و حَبَّه يَحِبُّه ـ بالكسر ـ فهو محبوب، و هذا شاذٌّ ؛ لأنّه لم يأت في المضاعف يفعِل ـ بالكسر ـ إلاّ و يجوز فيه الضَّمُّ إلاّ هذا الحرف، و يقال: ما كنتَ حبيبا، و لقد حَبِبتَ ـ بالكسر ـ فأنت حبيب.

و ذُكر في سبب هذا الحديث أنّه قيل لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرَّجل يحبّ القوم و لمّا يَعمل بعملهم، قال: المرء مع۷ من أحبّ.۸

1.. الأمالي للطوسي ، ص ۵۳۵ ، المجلس ۱۹ ، ح ۱۱۶۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۸۴ ، ح ۳ .

2.. «ألف» : الصاحب .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ، ح ۱۸۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۹۲ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۰۴ و ص ۱۵۹ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ،ص ۳۲۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۱۲ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۱ ؛ الجعفريّات ، ص ۲۴۸ ؛ الأمالي للصدوق ،ص ۲۵۲ ، ح ۱۴ ؛ علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ، ح ۲ .

4.. حَبَّة القلب : ثمرته و سويداؤه ، و هي هَنَةٌ سوداء فيه ، و عَلَقَةٌ سوداء تكون داخل القلب ، و الحَبَّة : وسط القلب . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ حبب .

5.. و مِثل ذلك : رَأَيتُهُ ؛ أي أَصَبْتُ رِئَتَهُ ، و هو ممّا يُتحاجى به ، و يدخل في باب الإيهام . عبد الستّار .

6.. كذا في الأصل ، والوجه : . . . المتعارَف . عبد الستّار .

7.. «ألف» : ـ مع .

8.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۳۹ و ۳۹۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۳ ، ح ۲۴۹۴ ؛ فتح الباري ، ج ۷ ، ص ۴۰ ؛ مسند الحميدي ،ج ۲ ، ص ۳۸۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
316

و مؤاخاة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بين أصحابه إنّما كانت تحرّيا لتسانُدهم و تعاضدهم و تناصرهم و تعاونهم.

و فائدة الحديث: الحثّ على احترام الأخ المؤمن و مواساته بالمال و النفس، و إعلام أنّه منك فكأنّه أنت.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۳۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَرءُ عَلى دِينِ خَليلِهِ.۱

«الدِّين»: كالملّة و الشريعة، و أصله الانقياد، يقال: «دان له» إذا انقاد و طاوع، فكأنّ الملتزِم للدِّين قد انقاد، فهو بمعنى الإسلام۲، و لفظ الحديث إخبار معناه الأمر أيضا، و ما أكثَرَ هذا النوعَ في كلام رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و قد تقدّم القول في الخليل /۹۶/و أنّه۳ الّذي يتخلّل بمودّتك قلبه.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ الإنسان يرتضخ۴ من خليله أخلاقه و أقواله و أفعاله، و يَسلك طريقه، فإن كان صالحا صَلَحَ بمُخالَّته، و إن كان طالحا طَلَحَ.

و في كلام أفلاطون: إيّاك و مجالسة الشِّرِّير ؛ فإنّ طبعك يسرق من طبعه و أنت لا تدري.۵ فكأنّه يأمر أن لا تُخالّ إلاّ الصالحَ المصلح و الكريم المفلح الّذي يحسِّن لك الحَسَنَ و يقبِّح لك القبيح، و لا يردّك عن هدى، و لا يدعوك إلى ردى، بل يُناصحك و لا يفاضحك.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ و ۱۴۲ ، ح ۱۸۷ و ۱۸۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۳ و ۳۳۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۴۲ ، ح ۴۸۳۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۷ ، ح ۲۴۸۴ و فيهما : «الرجل» بدل «المرء» ، الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ ، ح ۳ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۱۸ ، ح ۴۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۴۸ ، ح ۱۵۶۱۰ (و فيه عن الكليني رحمه‏الله) .

2.. «ألف» : الاستسلام .

3.. «ألف» : هو .

4.. «ألف» : برٌّ ينصح .
رَضَخَ له من ماله : أعطاه . فلان يرتضخ لكنةً عجميةً إذا نشأ مع العجم يسيرا ثمّ صار مع العرب ، فهو ينزع إلى العجم في ألفاظ من ألفاظهم لا يستمرّ لسانه على غيرها و لو اجتهد . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۹ رضخ .

5.. راجع : فيض القدير للمناوي ، ج ۵ ، ص ۶۴۷ ؛ عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ، ص ۸۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1667
صفحه از 503
پرینت  ارسال به