و مؤاخاة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بين أصحابه إنّما كانت تحرّيا لتسانُدهم و تعاضدهم و تناصرهم و تعاونهم.
و فائدة الحديث: الحثّ على احترام الأخ المؤمن و مواساته بالمال و النفس، و إعلام أنّه منك فكأنّه أنت.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۱۳۱.قوله صلىاللهعليهوآله: المَرءُ عَلى دِينِ خَليلِهِ.۱
«الدِّين»: كالملّة و الشريعة، و أصله الانقياد، يقال: «دان له» إذا انقاد و طاوع، فكأنّ الملتزِم للدِّين قد انقاد، فهو بمعنى الإسلام۲، و لفظ الحديث إخبار معناه الأمر أيضا، و ما أكثَرَ هذا النوعَ في كلام رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، و قد تقدّم القول في الخليل /۹۶/و أنّه۳ الّذي يتخلّل بمودّتك قلبه.
و معنى الحديث و اللّه أعلم: أنّ الإنسان يرتضخ۴ من خليله أخلاقه و أقواله و أفعاله، و يَسلك طريقه، فإن كان صالحا صَلَحَ بمُخالَّته، و إن كان طالحا طَلَحَ.
و في كلام أفلاطون: إيّاك و مجالسة الشِّرِّير ؛ فإنّ طبعك يسرق من طبعه و أنت لا تدري.۵ فكأنّه يأمر أن لا تُخالّ إلاّ الصالحَ المصلح و الكريم المفلح الّذي يحسِّن لك الحَسَنَ و يقبِّح لك القبيح، و لا يردّك عن هدى، و لا يدعوك إلى ردى، بل يُناصحك و لا يفاضحك.
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ و ۱۴۲ ، ح ۱۸۷ و ۱۸۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۳ و ۳۳۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۴۲ ، ح ۴۸۳۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۷ ، ح ۲۴۸۴ و فيهما : «الرجل» بدل «المرء» ، الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ ، ح ۳ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۱۸ ، ح ۴۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۴۸ ، ح ۱۵۶۱۰ (و فيه عن الكليني رحمهالله) .
2.. «ألف» : الاستسلام .
3.. «ألف» : هو .
4.. «ألف» : برٌّ ينصح .
رَضَخَ له من ماله : أعطاه . فلان يرتضخ لكنةً عجميةً إذا نشأ مع العجم يسيرا ثمّ صار مع العرب ، فهو ينزع إلى العجم في ألفاظ من ألفاظهم لا يستمرّ لسانه على غيرها و لو اجتهد . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۹ رضخ .
5.. راجع : فيض القدير للمناوي ، ج ۵ ، ص ۶۴۷ ؛ عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ، ص ۸۳ .