315
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على إذلال النفس و القهر لها و إقراضها و محاسبتها.

و راوي الحديث: شدّاد بن أوس.

۱۳۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَرءُ كَثيرٌ بِأَخيهِ.۱

يقال: «مَرءٌ» و مَرأةٌ و امرُؤٌ و امرَأَةٌ۲، و قيل: إنّ المُروءَة فُعُولة من المرء كالرُّجولة مِن الرجُل،۳ و القلّة و الكثرة يُستعملان في الأعداد، كما أنّ الصِّغَر و الكبر يُستعملان في الأجسام، و الكثرة نقيض القلّة، و قد كثُر الشيء فهو كثير، و قوم كثير، و هم كثيرون، و الكَوثر الكثير، و الكَوثر أيضا۴ الغبار الكثير، و الكوثر نهر في الجنّة، و تسمّى فاطمة عليهاالسلام كوثرا لكثرة ولدها مع ما جرى عليهم من الحيف بحصد /۹۸/ السيف، و حقيقة قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «إنّ المرء كثير بأخيه» ليس أنّه تتزايد أجزاء نفسه حقيقةً كثرةً ؛ بل يتزايد جاهه و قدره و منزلته و قوّته إذا تعاون هو و أخوه، و تآزرا۵ و تظاهرا و تظافرا ؛ فكأنّه كثرت أجزاؤه، و تضاعفت أعضاؤه، و كأنّ المعنى: هو عزيز بأخيه ؛ لأنّه ينصره و يعضده و يكفّ عنه فكأنّه منه.

و روي: أنّ جبرئيل عليه‏السلام قال للنبيّ عليه‏السلام: عَجِبَتِ الملائكةُ، و عجبنا مِن حُسن مواساة عليٍّ لك بنفسه! فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: و ما يمنعه من هذا و هو منّي و أنا منه؟ فقال جبرئيل: و أنا منكما.۶

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۸۶ ؛ الإخوان لابن أبي الدنيا ، ص ۱۰۹ ، ح ۲۴ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۳۹ ،ح ۱۲۰ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ . تحف العقول ، ص ۳۶۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۱ ، ص ۵۷ ؛ و ج ۷۵ ، ص ۲۵۱ ، ح ۹۹ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۷۰ ، ح ۱۱۵ رواه فيه عن خطّ الشهيد رحمه‏الله ؛ الرواشح السماوية ، ص ۲۸۵ .

2.. «ألف» : امرء .

3.. اُنظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۷۲ مرأ .

4.. «ألف» : ـ أيضا .

5.. وهو تحريفٌ ظاهر .

6.. الإرشاد للمفيد ، ج ۱ ، ص ۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۰ ، ص ۸۵ ؛ الدرّ النظيم ، ص ۱۶۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
314

۰.و عَفٍّ يسمّى عاجزا لعفافهو لو لا التُّقى ما أعجزتْه مذاهبُه۱

و «الهَوى»: ما تهواه النفس و تريده، و هو ميل النفس إلى الشهوة، و قيل: «سُمِّي بذلك لأنّه يَهوي بصاحبه في الدنيا إلى كلّ داهية، و في الآخرة إلى الهاوية، و الهُويُّ: السُّقوط».۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بعد تعريف حال الكيّس: إنّ العاجز الّذي مرج نفسَه في مراعي اللذّات، و مكّنها من المحرّمات، ثمّ مع انتهاكه حرمة اللّه‏ /۹۵/تعالى يتمنّى عليه المغفرة.

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلاّ في ثلاث: تزوُّدٍ لمعاد، و مَرَمّةٍ لمعاش، و لذّةٍ في غير محرَّم.۳ و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظا للسانه.۴

و كتب أبو عمرو۵ الصوريّ إلى بعض إخوانه: أمّا بعد، فإنّك قد أصبحتَ تأمُل الدنيا بطول عمرك، و تمنّى على اللّه‏ الأمانيَّ بأسوء فعلك، و إنّما تضرب حديدا باردا. و السلام.۶

و قال الحسن: إنّ قوما ألهَتْهُم أمانيُّ المغفرة حتّى خرجوا من الدنيا و ليست لهم حسنة، و هو يقول: «إنّي لَحَسَنُ الظنّ بربّي!» كذب۷! و لو أحسن الظنّ لأحسن العمل! و تلا قوله تعالى: «وَ ذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ»۸.۹

1.. قد نسبه الشيخ الطوسي رحمه‏الله في الأمالي ، ص ۳۰۰ ، المجلس ۳۵ ذيل ح ۱۰ مع اختلاف إلى أبي الطيّب الحسين بن محمّدالتمّار حيث أنشدها لأبي بكر العزرمي . اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۸ ، ص ۱۰۲ ؛ بهجة المجالس و أنيس المجالس ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ .

2.المفردات للراغب ، ص ۵۴۸ (هوي) .

3.. المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۶۵ ، ح ۲۳۸۶ و فيهما عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام عن حكمة آل داود عليهم‏السلام ؛صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۷۸ ؛ موارد الظمآن ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ .

4.. صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۷۸ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۲ ، ص ۳۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۳۳ ، ح ۴۴۱۵۸ .

5.. «ألف» : أبو عمر .

6.. راجع : روح البيان للبروسي ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، و فيه عن «أبي عبيد الصوري» .

7.. «ألف» : كيف .

8.. فصّلت ۴۱ : ۲۳ .

9.. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۳ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۵ ، ص ۱۵۲ ؛البداية و النهاية لابن كثير ، ج ۹ ، ص ۲۹۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1858
صفحه از 503
پرینت  ارسال به