۰.و عَفٍّ يسمّى عاجزا لعفافهو لو لا التُّقى ما أعجزتْه مذاهبُه۱
و «الهَوى»: ما تهواه النفس و تريده، و هو ميل النفس إلى الشهوة، و قيل: «سُمِّي بذلك لأنّه يَهوي بصاحبه في الدنيا إلى كلّ داهية، و في الآخرة إلى الهاوية، و الهُويُّ: السُّقوط».۲
يقول صلىاللهعليهوآله بعد تعريف حال الكيّس: إنّ العاجز الّذي مرج نفسَه في مراعي اللذّات، و مكّنها من المحرّمات، ثمّ مع انتهاكه حرمة اللّه /۹۵/تعالى يتمنّى عليه المغفرة.
و عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلاّ في ثلاث: تزوُّدٍ لمعاد، و مَرَمّةٍ لمعاش، و لذّةٍ في غير محرَّم.۳ و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظا للسانه.۴
و كتب أبو عمرو۵ الصوريّ إلى بعض إخوانه: أمّا بعد، فإنّك قد أصبحتَ تأمُل الدنيا بطول عمرك، و تمنّى على اللّه الأمانيَّ بأسوء فعلك، و إنّما تضرب حديدا باردا. و السلام.۶
و قال الحسن: إنّ قوما ألهَتْهُم أمانيُّ المغفرة حتّى خرجوا من الدنيا و ليست لهم حسنة، و هو يقول: «إنّي لَحَسَنُ الظنّ بربّي!» كذب۷! و لو أحسن الظنّ لأحسن العمل! و تلا قوله تعالى: «وَ ذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ»۸.۹
1.. قد نسبه الشيخ الطوسي رحمهالله في الأمالي ، ص ۳۰۰ ، المجلس ۳۵ ذيل ح ۱۰ مع اختلاف إلى أبي الطيّب الحسين بن محمّدالتمّار حيث أنشدها لأبي بكر العزرمي . اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۸ ، ص ۱۰۲ ؛ بهجة المجالس و أنيس المجالس ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ .
2.المفردات للراغب ، ص ۵۴۸ (هوي) .
3.. المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۶۵ ، ح ۲۳۸۶ و فيهما عن أبي عبد اللّه عليهالسلام عن حكمة آل داود عليهمالسلام ؛صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۷۸ ؛ موارد الظمآن ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ .
4.. صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۷۸ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۲ ، ص ۳۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۳۳ ، ح ۴۴۱۵۸ .
5.. «ألف» : أبو عمر .
6.. راجع : روح البيان للبروسي ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، و فيه عن «أبي عبيد الصوري» .
7.. «ألف» : كيف .
8.. فصّلت ۴۱ : ۲۳ .
9.. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۳ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۵ ، ص ۱۵۲ ؛البداية و النهاية لابن كثير ، ج ۹ ، ص ۲۹۷ .