307
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال المبرّد:۱ أصله دَمَيٌ ـ بالتحريك ـ و إن جاء جمعه مخالفا لنظائره، و الساقط منه الياء، و الدليل عليه قولك في التثنية دَمَيان، قال: أ لا ترى أنّ الشاعر أخرجه على الأصل عند الاضطرار فقال:

/۹۲/ و لكن على أقدامنا تَقْطُر الدَّما۲

قال۳: هو مثل عصا۴، و لا يلزم على هذا قولهم يَدَيان و إن اتّفقوا على أنّ تقدير يد فَعْلٌ ـ ساكنة العين ـ ؛ لأنّه إنّما بُني على لغة مَن يقول لليد: يدا، و هذه أقرب. و النسبة إليه دَمِيٌّ و دَمَويٌّ.

و «العِرض»: حَسَب الإنسان، و العِرض أيضا: النفس، و العِرض: الرائحة، و العِرض: الجسد، و تركيب «ع ر ض» في أصل كلام العرب لما اتّسع جانباه۵، ثمّ يُنتَج منه فروع.

و قال أبو العبّاس۶: العِرض: موضع المدح و الذمّ من الإنسان،۷ و في كلام أبي۸ الدرداء: أقرِض مِن عرضك ليوم فقرك.۹

و عن أبي ضمضم: اللّهمّ إنّي تصدّقت بعِرضي على عبادك.۱۰

1.. نقله الجوهري عنه في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۴۰ دم مع اختلاف يسير في اللفظ .

2.. هذا عجز بيت للشاعر الحصين بن الحمام المرّي ، و صدره : «فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا»؟ انظر : التذكرةالحمدونية ، ج ۲ ، ص ۴۰۰ ؛ الشعر و الشعراء ، ج ۲ ، ص ۶۳۴ .

3.. أي : قال المبرَّد .

4.. «ألف» : غصا .

5.. «ألف» : جانبا .

6.. أبو العبّاس كُنيةُ عَلَمَين مُتعاصرين ؛ أحدُهما محمّد بن يزيد المبرَّد المعروف ت ۳۸۵ هـ النحويُّ على مذهب البصريّين ، و الآخَرُ أحمد بن يحيى المشهور بـ «ثَعلَب» اللغويُّ النحويُّ على مذهب الكوفيّين . (عبد الستّار) .

7.. اُنظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۷۱ عرض .

8.. «ب» : ـ أبي .

9.. نُسب هذا الكلام تارةً إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من رواية أبي الدرداء ، و تارةً إلى أبي الدرداء نفسه . راجع : الكافي ، ج ۸ ،ص ۸۶ ، ح ۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۷۷۶ ، ح ۸۷۲۸ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۰۹ عرض .

10.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۳ ، ح ۴۸۸۶ ؛ المصنَّف للصنعاني ، ج ۹ ، ص ۷۷ ، ح ۱۶۴۰۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
306

۱۲۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ حَرامٌ دَمُهُ وَ عِرضُهُ وَ مَالُه.۱

لفظ «كلّ» معناه ضمّ الأجزاء، و لم يَرد في القرآن و لا في الكلام الفصيح بالألف و اللام، و قد اُجيز، و كذلك بعض. و لفظه واحد، و معناه جمع، فيقال: «كلٌّ حَضَرَ، و كلٌّ حضروا» على اللفظ و المعنى، و كلٌّ و بعض فيهما معنى الإضافة أضفتَ أو لم۲ تُضِف. و أصل «ك ل ل» في كلام العرب: الضمّ و الجمع و الإحاطة.

و «المُسلِم»: الّذي أسلم نفسَه للحقّ و انقاد، من السِّلم و التسليم، و الإسلام أعمّ من الإيمان، و المسلم: المستسلم المنقاد للحقّ المصدّق له بلسانه، عَقَدَ الإضمار عليه أم لم يعقد، فالمعقود۳ عليه الضمير كقول إبراهيم عليه‏السلام: «أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ»۴، و قوله تعالى: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه‏ِ الاْءِسْلاَمُ»۵، و الثاني كما قال تعالى: «قَالَتْ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا»۶. و الإسلام بمعنى۷ الاستسلام كقوله تعالى: «تَوَفَّنِي مُسْلِما»۸ أي مستسلما لرضاك منقادا له.

و «الحرام»: المحظور الممنوع، و أصل «ح ر م» في كلام العرب المنع على أيّ وجه تصرّف. و «الدم» /۹۴/ أصله دَمْي ـ بسكون الميم ـ كقولك في الجمع دماء و دُميٌّ كظَبيٍ و ظِباءٍ و ظُبيٍّ، و دَلوٍ وَ دِلاءٍ و دُليٍّ.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۶ ، ح ۱۷۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۴۹۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۱ ؛السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۹۲ ؛ و ج ۸ ، ص ۲۵۰ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ و ج ۳ ، ص ۸۴ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ؛ كشف الريبة ، ص ۶ مع اختلاف يسير في كلّ المصادر غير الشهاب .

2.. «ألف» : «أهله» بدل «أو لم» .

3.. «ألف» : و المعقود .

4.. البقرة ۲ : ۱۳۱ .

5.. آل عمران ۳ : ۱۹ .

6.. الحجرات ۴۹ : ۱۴ .

7.. «ألف» : المعنى .

8.. يوسف ۱۲ : ۱۰۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2193
صفحه از 503
پرینت  ارسال به