و قال المبرّد:۱ أصله دَمَيٌ ـ بالتحريك ـ و إن جاء جمعه مخالفا لنظائره، و الساقط منه الياء، و الدليل عليه قولك في التثنية دَمَيان، قال: أ لا ترى أنّ الشاعر أخرجه على الأصل عند الاضطرار فقال:
/۹۲/ و لكن على أقدامنا تَقْطُر الدَّما۲
قال۳: هو مثل عصا۴، و لا يلزم على هذا قولهم يَدَيان و إن اتّفقوا على أنّ تقدير يد فَعْلٌ ـ ساكنة العين ـ ؛ لأنّه إنّما بُني على لغة مَن يقول لليد: يدا، و هذه أقرب. و النسبة إليه دَمِيٌّ و دَمَويٌّ.
و «العِرض»: حَسَب الإنسان، و العِرض أيضا: النفس، و العِرض: الرائحة، و العِرض: الجسد، و تركيب «ع ر ض» في أصل كلام العرب لما اتّسع جانباه۵، ثمّ يُنتَج منه فروع.
و قال أبو العبّاس۶: العِرض: موضع المدح و الذمّ من الإنسان،۷ و في كلام أبي۸ الدرداء: أقرِض مِن عرضك ليوم فقرك.۹
و عن أبي ضمضم: اللّهمّ إنّي تصدّقت بعِرضي على عبادك.۱۰
1.. نقله الجوهري عنه في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۴۰ دم مع اختلاف يسير في اللفظ .
2.. هذا عجز بيت للشاعر الحصين بن الحمام المرّي ، و صدره : «فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا»؟ انظر : التذكرةالحمدونية ، ج ۲ ، ص ۴۰۰ ؛ الشعر و الشعراء ، ج ۲ ، ص ۶۳۴ .
3.. أي : قال المبرَّد .
4.. «ألف» : غصا .
5.. «ألف» : جانبا .
6.. أبو العبّاس كُنيةُ عَلَمَين مُتعاصرين ؛ أحدُهما محمّد بن يزيد المبرَّد المعروف ت ۳۸۵ هـ النحويُّ على مذهب البصريّين ، و الآخَرُ أحمد بن يحيى المشهور بـ «ثَعلَب» اللغويُّ النحويُّ على مذهب الكوفيّين . (عبد الستّار) .
7.. اُنظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۷۱ عرض .
8.. «ب» : ـ أبي .
9.. نُسب هذا الكلام تارةً إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من رواية أبي الدرداء ، و تارةً إلى أبي الدرداء نفسه . راجع : الكافي ، ج ۸ ،ص ۸۶ ، ح ۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۷۷۶ ، ح ۸۷۲۸ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۰۹ عرض .
10.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۳ ، ح ۴۸۸۶ ؛ المصنَّف للصنعاني ، ج ۹ ، ص ۷۷ ، ح ۱۶۴۰۹ .