301
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و مظافرةً له على أفعاله و أقواله ما دام على سَنن الإنصاف و سيرة الإسعاف۱. و كذلك لا يُسلمه إلى المتألّف۲، بل ينصب نفسه دونه مِجَنّا۳ واقيا و تُرسا حاميا ؛ حتّى يكون قد وفّاه حقّ الاُخوّة، و راعاه مراعاة الفتوّة.

و الحديث و إن كان ظاهره۴ الخبر، فمعناه النهي.

و فائدة الحديث: الحثّ على مراعاة المسلم، و التحفّز۵ له، و الاهتمام به، و حفظه من الهضم و الظلم، و التخلية بينه و بين ما يسوؤُه.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر بن الخطّاب.

۱۲۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُسلِمُونَ يَدٌ واحِدَةٌ عَلى مَن سِواهُم.۶

أصل «اليد»: الجارحة المخصوصة، و أصلها يَدْيٌ بسكون الدال ؛ بدليل أنّ جمعها أيدٍ، و أفعُلٌ في الأكثر جمع فَعْل ساكنة العين، و قد جاء أفعُل في جمع فَعَل ـ مفتوح العين ـ في

1.. الإسعاف و المساعَفة : المساعَدة و المواتاة و القُرب في حُسن مصافاة و معاوَنة ، و الإسعاف : قضاء الحاجة . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۵۲ سعف .

2.. «ألف» : للمتألفّ .

3.. المِجَنّ : التُّرس ؛ لأنّه يواري حامله أي يستره ، و الميم زائدة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۹۴ جنن .

4.. «ألف» : ظاهر .

5.. «ألف» : التحفّر .
و حَفَزَه : دَفَعَه من خلفه ، و كُلّ دفع حَفْزٌ ، و حَفَزتُه بالرِّمح : طَعَنتُه . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۷ و ۳۳۸ حفز .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۱۷۰ ؛ كتاب الاُمّ للشافعي ، ج ۷ ، ص ۳۷۰ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۱ ، ص ۳۹۳ . الغارات ،ج ۲ ، ص ۸۲۸ ؛ إرشاد القلوب ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ؛ الطرائف ، ج ۱ ، ص ۲۷۸ ؛ الصوارم المهرقة ، ص ۷۷ مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
300

المعنى و اللّه‏ أعلم: أنّ المسلم الكامل /۹۱/ الإسلام المخلص المتّقي من سلم المسلمون من فضلة لسانه و تعدّي يده ؛۱ لا أنّ۲ المسلم إذا أصاب شيئا من ذلك ارتفع إسلامه، بل الغرض منه أنّ المسلم ينبغي أن يَسلم المسلمون من جانبه، و هو أيضا إخبار معناه الأمر، و إلاّ فالإسلام حاشى له أن يرتفع بالأذى، و هذا كما روي: من لم يصلّ صلاة الليل فليس منّا۳. ليس المعنى أنّه ليس بمسلم، بل يعني أنّه ليس من إخواننا المخلص ؛ و كقوله: لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد۴. و المعنيّ به التشديد، لا أنّ۵ الصلاة في الدور غير مقبولة.

و فائدة الحديث: الحثّ على كفّ الأذى و العدوان.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۱۲۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُه.۶

بيّن صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في هذا الحديث حرمة المسلمين و أنّهم إخوان، و يوجِب حكمُ الاُخوّة أن لا يظلم أخ أخا و لا ينتقص ماله و لا عرضه، بل يكون عرضه و ماله كعرض نفسه و مال نفسه ؛ مراعاةً له، و إشفاقا عليه، و خُفوفا۷ إليه۸، و تحفِّيا به، و ردّا عنه، و تحفّظا على أحواله،

1.. الظاهر سقوط «لا» في هذا الموضع ، و أنَّ الأصل : لا لأنَّ المسلِم إذا أصابَ شيئا . . . إلخ ؛ بدلالة السياق و الإضراب الآتي بعدُ .

2.. «ألف» : «لأنّ» بدل «لا أنّ» .

3.. المقنع ، ص ۱۳۱ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۲۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ، ح ۱۰۳۱۰ .

4.. دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۱۲ ، ح ۷۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۰۶ ، ح ۱۰ .

5.. «ب» : «لأنّ» بدل «لا أنّ» .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۲ ، ح ۱۶۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۶۸ و ۹۱ و ۳۱۱ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۴ ؛ صحيح البخاري ،ج ۳ ، ص ۹۸ ؛ و ج ۸ ، ص ۵۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۴۴۰ ، ح ۱۴۵۱ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۰ ، ح ۱۶ ؛ مصادقة الإخوان ، ص ۴۸ ، ح ۱ و فيهما عن الإمام الصادق عليه‏السلاممع اختلاف يسير ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۲۷۹ ، ح ۱۶۳۰۳ (و فيه عن الكافي) .

7.. «ألف» : خفوقا .
و الخُفوف : سرعة السير من المنزل . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۸۱ خفف .

8.. «ألف» : عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1635
صفحه از 503
پرینت  ارسال به