297
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يمانيّة.۱

و فائدة الحديث: تعريف أنّ الإيمان /۸۸/ نشأ من اليمن كما روي: إنّي أجد نَفَسَ الرحمن من قِبل اليمن.۲

و راوي الحديث: أبو هريرة. و متن الحديث بتمامه: جاءكم۳ أهل اليمن، هم أرَقُّ أفئدةً ؛ الإيمان يَمانٍ، و الفقه يمانٍ، و الحكمة يمانيّة۴.

۱۱۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الإيمانُ قَيَّدَ الفَتكَ.۵

«الفَتك»: أن يأتي الرجل صاحبه و هو غارّ غافل فيشدّ۶ عليه فيقتله، و أمّا الغِيلة فهو أن يَخدعه حتّى يَخرج به إلى موضع خالٍ ثمّ يقتله، و في المثل: لا ينفع حيلة من غيلة۷. معنى «قيّد /۹۰/ الفتك» أنّ الإيمان يمنع من الفتك كما يمنع ذا العَيث۸ قيدُه عن عَيثه۹، يقال: «هذا فَرَسٌ قَيْدُ الأوابد۱۰»۱۱ يريد أنّه يلحقها بسرعة فكأنّه۱۲ قيّدها.

1.. نقل عنه في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۲ يمن .

2.. مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ ، ح ۱۰۸۳ . تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۴ ، ص ۳۱۶ ؛ فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۱۷۰ .

3.. «ألف» : حاكم .

4.. نقله الجوهري عنه في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۲۰ يمن .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۹ ، ح ۱۶۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ؛ و ج ۴ ، ص ۹۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۶۳۱ ،ح ۲۷۶۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۵۲ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۵۳ . الكافي ، ج ۷ ، ص ۳۷۵ ، ح ۱۶ و فيه : «الإسلام» بدل «الإيمان» ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۴ ، ح ۸۴۵ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۵۶ ، ح ۲۷۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۲۴۱ ، ح ۷ ؛ إعلام الورى ، ص ۲۲۵ .

6.«ألف» : فيشدّ .

7.. غالَه الشيءُ و اغتالَه : أهلكه و أخذه من حيث لم يَدْرِ ، قَتَلَ فلانٌ فلانا غِيلةً أي في اغتيال و خفية ، و الغُول : المنيّة و كلّ ما أهلك الإنسانَ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۰۷ غول .

8.. العَيث : الإفساد و الأخذ بغير رفق ، و أن تَركب الأمرَ لا تبالي علا مَ وقعتَ . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۰ عيث .

9.. «ألف» : ذا العبث قيده من عبثه .

10.. الأوابد جمع آبِدة ، و هي الّتي قد توحّشتْ و نفرت من الإنس . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۶۸ أبد .

11.. فَرَسٌ قَيْدُ الأوابد : أي إنّه لِسُرعته كأنّه يقيِّد الأوابد . انظر : معجم مقاييس اللغة ، ج ۵ ، ص ۴۴ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ،ص ۳۷۲ قيد ؛ و ج ۱۰ ، ص ۴۲۰ (درك) ؛ تاج العروس ، ج ۱۳ ، ص ۵۵۲ (درك) .

12.. «ألف» : ثمَّ إنّه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
296

المعصية، فهو جزء العمل، و مجموع العلم و العمل الإيمان الكامل.

و فائدة الحديث: الحثّ على الصبر و الشكر.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الإيمانُ يَمانٍ، وَ الحِكمَةُ يَمانِيَّةٌ.۱

«الحكمة»: المعرفة بمراتب الأفعال في الحُسن و القبح و الصلاح و الفساد، و قيل لها حكمة لأنّها بمنزلة المانع من الفساد و ما لا ينبغي أن يُختار، و الأصل في «ح ك م»: المنع، قال جرير:

أ بني حنيفة أحكِموا سفهاءَكم

إنّي أخاف عليكم أن أغضَبا۲

أي امنعوهم من السَّفَه.

و قال أبو عبيد: «إنّما بدأ الإيمان من مكّة ؛ لأنّها مولد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و مبعثه، ثمّ هاجر إلى المدينة، و يقال: إنّ مكّة من أرض تِهامة۳، و تِهامة من أرض اليمن، و بها سمّيت مكّة و ما وليها من أرض اليمن التهائم، و مكّة على هذا التفسير يمانيّة. و فيه وجه آخر ؛ و هو أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال هذا القول و هو يومئذٍ۴ بتبوك، و مكّة و المدينة حينئذٍ بينه و بين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن و هو يريد مكّة و المدينة. و قال بعضهم: أراد بهذا القول الأنصار ؛ لأنّهم يَمانون، و هم نصروا المؤمنين و آووهم، فنسب الإيمان إليهم». انتهى كلامه۵.

يقال: رجل يَمنيّ و يَمانٍ، و الألِف عوض من ياء النسبة۶ فلا يجتمعان.

قال سيبويه: و بعضهم يقول يمانيٌّ بالتشديد. و جماعة يمانيّة و يمانون، و امرأة

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ و ۱۲۹ ، ح ۱۶۰ ـ ۱۶۳ ؛ كتاب الاُمّ للشافعي ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۵و ۲۵۲ و ۲۵۸ و مواضع اُخرى ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۵۴ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۷۰ ، ح ۲۷ و فيه مع اختلاف يسير ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۳۸ ، ح ۲۶۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۲ ، ص ۱۳۶ ، ح ۲۲۰ (عن الكافي ) .

2.. انظر : ديوان حسّان بن ثابت ، ج ۲ ، ص ۱۰ ؛ الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۲۹۸ ؛ ديوان المعاني ، ج ۱ ، ص ۲۳۸ ؛العمدة في صناعة الشعر و نقده ، ج ۲ ، ص ۸۶۴ .

3.. تِهامة بكسر التاء ، و المتأخِّرون مولَعون بضمِّها ، و هو خطأٌ فاحش . عبد الستّار .

4.. «ألف» : ـ يومئذٍ .

5.. أي انتهى كلام أبي عبيد ، نقل عنه مع تفاوت يسير في شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ فتح الباري ، ج ۸ ،ص ۷۷ ، تهذيب اللغة ، ج ۱۵ ، ص ۳۷۸ يمن .

6.. «ألف» : النسب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1699
صفحه از 503
پرینت  ارسال به