المعصية، فهو جزء العمل، و مجموع العلم و العمل الإيمان الكامل.
و فائدة الحديث: الحثّ على الصبر و الشكر.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۱۱۷.قوله صلىاللهعليهوآله: الإيمانُ يَمانٍ، وَ الحِكمَةُ يَمانِيَّةٌ.۱
«الحكمة»: المعرفة بمراتب الأفعال في الحُسن و القبح و الصلاح و الفساد، و قيل لها حكمة لأنّها بمنزلة المانع من الفساد و ما لا ينبغي أن يُختار، و الأصل في «ح ك م»: المنع، قال جرير:
أ بني حنيفة أحكِموا سفهاءَكم
إنّي أخاف عليكم أن أغضَبا۲
أي امنعوهم من السَّفَه.
و قال أبو عبيد: «إنّما بدأ الإيمان من مكّة ؛ لأنّها مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله و مبعثه، ثمّ هاجر إلى المدينة، و يقال: إنّ مكّة من أرض تِهامة۳، و تِهامة من أرض اليمن، و بها سمّيت مكّة و ما وليها من أرض اليمن التهائم، و مكّة على هذا التفسير يمانيّة. و فيه وجه آخر ؛ و هو أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال هذا القول و هو يومئذٍ۴ بتبوك، و مكّة و المدينة حينئذٍ بينه و بين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن و هو يريد مكّة و المدينة. و قال بعضهم: أراد بهذا القول الأنصار ؛ لأنّهم يَمانون، و هم نصروا المؤمنين و آووهم، فنسب الإيمان إليهم». انتهى كلامه۵.
يقال: رجل يَمنيّ و يَمانٍ، و الألِف عوض من ياء النسبة۶ فلا يجتمعان.
قال سيبويه: و بعضهم يقول يمانيٌّ بالتشديد. و جماعة يمانيّة و يمانون، و امرأة
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ و ۱۲۹ ، ح ۱۶۰ ـ ۱۶۳ ؛ كتاب الاُمّ للشافعي ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۵و ۲۵۲ و ۲۵۸ و مواضع اُخرى ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۵۴ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۷۰ ، ح ۲۷ و فيه مع اختلاف يسير ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۳۸ ، ح ۲۶۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۲ ، ص ۱۳۶ ، ح ۲۲۰ (عن الكافي ) .
2.. انظر : ديوان حسّان بن ثابت ، ج ۲ ، ص ۱۰ ؛ الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۲۹۸ ؛ ديوان المعاني ، ج ۱ ، ص ۲۳۸ ؛العمدة في صناعة الشعر و نقده ، ج ۲ ، ص ۸۶۴ .
3.. تِهامة بكسر التاء ، و المتأخِّرون مولَعون بضمِّها ، و هو خطأٌ فاحش . عبد الستّار .
4.. «ألف» : ـ يومئذٍ .
5.. أي انتهى كلام أبي عبيد ، نقل عنه مع تفاوت يسير في شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ فتح الباري ، ج ۸ ،ص ۷۷ ، تهذيب اللغة ، ج ۱۵ ، ص ۳۷۸ يمن .
6.. «ألف» : النسب .