295
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال الحسن: لو اُمرنا بالجزع لصبرنا.۱

و فائدة الحديث: الحثّ على التصبّر۲ عن المعصية و على الطاعة، و الورع عن المحارم، و اجتناب الشكّ في ذات اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۱۱۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الإيمانُ نِصفَانِ: نِصفٌ شُكرٌ، وَ نِصفٌ صَبر.۳

«الشكر»: تصوّر النعمة و إظهارها و الاعتراف بها مع القصد إلى تعظيم فاعلها، و قيل: إنّه مركّب من حروف «ك ش ر»، و الكَشْر۴ كالكشف، و الكفر يضادّه و هو جحود النعمة و سترها، و دابّة شكور: مُظهِر لسمنه شفقةَ صاحبه عليه، و دابّة شكور أيضا قليل العلف، كأنّه يشكر قليل نعمة صاحبه، و قيل: هو مِن شَكِرَتِ الناقةُ تَشكَرُ شَكَرا فهي شَكِرة، و اشتَكَر الضرعُ: امتلأ /۸۹/ لبنا، فكأنّ الشكر: الامتلاء من ذكر المنعِم عليه، يقال: شكرتُه و شكرت له، و الثاني أفصح، و الشُّكران: ضدّ الكفران، و تشكّرتُ له.۵

كأنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جعل الشكر نصف الإيمان ؛ لأنّه إنّما يكمل بعد المعرفة باللّه‏ تعالى و صفاته، فإذا عرفه و نظر فيما أنعم به عليه شَكره، و النصف الآخر صبر على الطاعة و عن

1.. نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ج ۱ ، ص ۳۲۲ عن يونس بن عبيد .

2.. «ألف» : الصبر .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ، ح ۱۵۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۷۹ ، ح ۳۱۰۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۳۹ ، ح ۶۱ معاختلاف يسير فيهما ؛ الفتح السماوي ، ج ۳ ، ص ۹۸۲ ، ح ۸۷۱ . تحف العقول ، ص ۴۸ (مع اختلاف يسير فيه) ؛ جامع الأخبار ، ص ۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۷ ، ص ۲۶ .

4.. الكَشْر : التبسّم ، و بدوّ الأسنان عند التبسّم . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۴۲ كشر .

5.. راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۰۳ شكر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
294

و جَعَلَ الصبر نصف الإيمان لأنّه الورع، و اليقينَ كلَّ الإيمان لأنّه العلم الّذي لا شكّ فيه و هو العلم به و بصفاته، و لا بدّ أنّ العلم به بشروطه إيمان.

و۱ قال بعض المتأخّرين: معنى الصبر الورع و الكفّ عمّا نهى اللّه‏ عنه ؛ لأنّ العبادات تنقسم قسمين: نُسُك و ورع ؛ فالورع: ما نُهي عنه، و النسك: ما اُمر به، و إنّما يُنتهى بالصبر، فعلى هذا: الصبر نصف الإيمان.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لو كان الصبر رجلاً لكان كريما.۲

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: الصبر على المصيبة، و الصبر على الطاعة، و الصبر عن المعصية ؛ فالصبر على المصيبة ثلاثُمئة درجة، و الصبر على الطاعة ستّمئة درجة، و الصبر عن المعصية تسعمئة درجة.۳

و قال عمر بن الخطّاب: وجدنا خير عيشنا في الصبر۴... و جميع خير الدنيا في صبر ساعة.

و سئل أمير المؤمنين عليه‏السلام عن الشجاعة، /۸۷/ فقال: صَبرُ ساعةٍ.۵

و قيل۶: لو كان عند علمائنا صبر ما تَمَندَل۷ بهم هؤلاء.۸

1.. «ألف» : ـ و .

2.. تنبيه الخواطر ، ج ۱ ، ص ۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۳۴ ، ح ۷۴۶۱ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۴۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابنأبي الحديد ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ .

3.. كتاب التمحيص ، ص ۶۴ ، ح ۱۴۹ ؛ تحف العقول ، ص ۲۰۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۰ ، ح ۱۲۹۳۲ في كلّهاإلى قوله : «و الصبر عن المعصية» .

4.. حكاه أبو نعيم في حلية الأولياء ، ج ۱ ، ص ۵۰ أو ابن منقذ في لباب الآداب ، ص ۲۹۲ ، و ابن حنبل في الزهد ، ص ۹۷ .

5.. راجع : بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۱۱ .

6.. «ألف» : قال .

7.. «ألف» : عندك .
تَندّلْتَ بالمنديل و تمندلتَ أي تمسَّحتَ به من أثر الوضوء أو الطهور ، و تمندل بالمنديل : شدّه برأسه و اعتمَّ به . لسانالعرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۵۴ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۷۹۹ ندل .

8.. لم نعثر عليه أيضا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977
صفحه از 503
پرینت  ارسال به