293
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يا أمير المؤمنين أكفّهما؟ فقال: لا، الأمر أعجل من ذلك! أو كما قال.۱

و فائدة الحديث: الحثّ على البَذاذة و رَثاثة الهيئة حتّى تَطيب قلوب الفقراء الّذين لا يقدرون على فاخر الثياب.

و راوي الحديث: أبو اُمامة الباهليّ، قال: كرّر به اللفظ ثلاث مرّات.

۱۱۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّبرُ نِصفُ الإيمانِ، وَ اليَقينُ الإيمانُ كُلُّه.۲

قد تقدّم الكلام في بيان «الصبر» و وجوهه، و العبادات يشتمل على نسك و ورع۳، و الواجب أن يصبر عليها المؤمن، و كذلك۴ يجب عليه۵ أن يصبر عن المعاصي، /۸۸/ و كلا۶ الصبرين كأنّهما۷ نصف الإيمان، و يجوز أن يكون كأنّه على معنى أنّ الطاعات على ضربين فعل و ألاّ يفعل، فكأنّه إذا تورَّع فقد أتى بنصف الطاعات۸ الّتي هي تمام الإيمان و كماله.

و «اليقين»: العلم و زوال الشكّ، و لا يحصل اليقين إلاّ بعد الاستدلال و النظر، فكلّ يقين علم، و ليس كلُّ علم يقينا، و لهذا لا يوصَف اللّه‏ تعالى بأنّه موقِن كما يوصف أنّه۹ عالم، قال اللّه‏ تعالى: «وَ كَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ»۱۰، فأخّر الإيقان عن النظر ؛ يقال منه: يقِنتُ الأمر ـ بالكسر ـ يَقْنا۱۱، و أيقنت و استيقنت و تيقّنت كلّه بمعنى، و أنا على يقنٍ من الأمر.

1.. راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۲۳۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۸ مع اختلاف .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۵۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ، ص ۱۰۴ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۳ ، ص ۲۲۷ ، ح ۷۱۹۷ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۱۱۳ ، ح ۵۱۳۰ . مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۴۰ ؛ إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۹۴ .

3.. في هامش «ب» : النسك ما أمَرَت الشريعة به ، و الورع ما نهى عنه .

4.. «ألف» : ذلك .

5.. «ألف» : ـ عليه .

6.. «ب» : فكلا .

7.. الفصيحُ مع «كِلا» إفراد الخبر هكذا : و كِلا الصبرين كأنَّه نصف الإيمان . قال تعالى في كتابه العزيز : «كِلْتا الجنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها» الكهف ۱۸ : ۳۳ .

8.. «ألف» : ـ على ضربين . . . الطاعات .

9.. «ب» : ـ موقن كما يوصف أنّه .

10.. الأنعام ۶ : ۷۵ .

11.. «ب» : يقينا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
292

و روي: أنّ أمير المؤمنين عليه‏السلام قال لعمر بن الخطّاب: إن أردت ـ يا عمر ـ أن تلقى صاحبك فارقع قميصك۱، و اخصف نعلك، و قصّر أملك، و كل دون شبعك۲.

و عُدّ في قميص عمر سبعَ عشرةَ رقعةً إحداهنّ جِراب۳، و ذلك في عهد خلافته۴.

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «مَن ترك اللباس ـ و هو يقدر عليه ـ تواضعا، دعاه اللّه‏ تعالى يوم القيامة على رؤوس الناس حتّى يتخيّر من حلل الإيمان أيَّها شاء۵.

و عن الصادق، عن أبيه عليهماالسلام، قال: كان۶ كُمُّ عليّ لا يجاوِز أصابعَه، و كان يقول: ليس للكمّين على اليدين فضل۷.

و روي: أنّه دخل السوق فاشترى قميصين خشنين بأربعة دراهم، فكسا عليه‏السلام /۸۶/قنبرا أنعمها و ألينهما، فقال له: هلاّ استأثرت به؟ فقال: مه. ثمّ إنّه مدّ۸ يده ففضل الكمّان۹ على اليدين، فأمر الخيّاط حتّى قطع الفضل، و رمى بالمقطوع إلى فقير، فقال له الخيّاط: دعني

1.. «ألف» : ثوبك .

2.. اللمع في التصوف ، ص ۱۳۱ ؛ شرح إحقاق الحقّ ، ج ۳۲ ، ص ۲۴۹ .

3.. الجِراب : وعاء معروف من إهاب الشاء لا يوعى فيه إلاّ يابس ، يقال بالفارسية : كيسه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ،ص ۲۶۱ جرب ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۸۹۹ (نتق و نتل) .

4.. اُنظر : سبل الهدى و الرشاد ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۴ .

5.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۳۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۸۴ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۲۷۳ .

6.. «ب» : ـ كان .

7.. المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۳۶۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۰ ، ص ۳۲۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۴۶۴ ، ح ۴۱۸۴۲ .

8.. «ألف» : ـ مدّ .

9.. «ألف» : الكمّين .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1614
صفحه از 503
پرینت  ارسال به