يا أمير المؤمنين أكفّهما؟ فقال: لا، الأمر أعجل من ذلك! أو كما قال.۱
و فائدة الحديث: الحثّ على البَذاذة و رَثاثة الهيئة حتّى تَطيب قلوب الفقراء الّذين لا يقدرون على فاخر الثياب.
و راوي الحديث: أبو اُمامة الباهليّ، قال: كرّر به اللفظ ثلاث مرّات.
۱۱۵.قوله صلىاللهعليهوآله: الصَّبرُ نِصفُ الإيمانِ، وَ اليَقينُ الإيمانُ كُلُّه.۲
قد تقدّم الكلام في بيان «الصبر» و وجوهه، و العبادات يشتمل على نسك و ورع۳، و الواجب أن يصبر عليها المؤمن، و كذلك۴ يجب عليه۵ أن يصبر عن المعاصي، /۸۸/ و كلا۶ الصبرين كأنّهما۷ نصف الإيمان، و يجوز أن يكون كأنّه على معنى أنّ الطاعات على ضربين فعل و ألاّ يفعل، فكأنّه إذا تورَّع فقد أتى بنصف الطاعات۸ الّتي هي تمام الإيمان و كماله.
و «اليقين»: العلم و زوال الشكّ، و لا يحصل اليقين إلاّ بعد الاستدلال و النظر، فكلّ يقين علم، و ليس كلُّ علم يقينا، و لهذا لا يوصَف اللّه تعالى بأنّه موقِن كما يوصف أنّه۹ عالم، قال اللّه تعالى: «وَ كَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ»۱۰، فأخّر الإيقان عن النظر ؛ يقال منه: يقِنتُ الأمر ـ بالكسر ـ يَقْنا۱۱، و أيقنت و استيقنت و تيقّنت كلّه بمعنى، و أنا على يقنٍ من الأمر.
1.. راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۲۳۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۸ مع اختلاف .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۵۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ، ص ۱۰۴ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۳ ، ص ۲۲۷ ، ح ۷۱۹۷ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۱۱۳ ، ح ۵۱۳۰ . مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۴۰ ؛ إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۹۴ .
3.. في هامش «ب» : النسك ما أمَرَت الشريعة به ، و الورع ما نهى عنه .
4.. «ألف» : ذلك .
5.. «ألف» : ـ عليه .
6.. «ب» : فكلا .
7.. الفصيحُ مع «كِلا» إفراد الخبر هكذا : و كِلا الصبرين كأنَّه نصف الإيمان . قال تعالى في كتابه العزيز : «كِلْتا الجنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها» الكهف ۱۸ : ۳۳ .
8.. «ألف» : ـ على ضربين . . . الطاعات .
9.. «ب» : ـ موقن كما يوصف أنّه .
10.. الأنعام ۶ : ۷۵ .
11.. «ب» : يقينا .