و عن أنس بن مالك: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان۱ إذا أحبّ رجلاً أمره بالصلاة.۲
و هذا الحديث كالّذي قبله ؛ لأنّ الصلاة هي الدعاء في الأصل، و قال اللّه تعالى: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا»۳.
و فائدة الحديث: الحثّ على الصلاة و المبادرة إليها و مراعاة أركانها و أوقاتها۴ و شروطها.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۱۰۵.قوله صلىاللهعليهوآله: الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وَ جَنّةُ الكافِرِ.۵
«الدنيا»: اسم لهذه۶ الدار الّتي نحن فيها، و هي مَعبر إلى الآخرة، و الآخرة بإزائها، و هي الفُعلى من الدنوّ، و جمعها الدُّنا مثل الكبرى و الكُبَر.
و«السجن»: الموضع الّذي يُحبس فيه، و السجّين بإزاء عليّين و هو اسم لجهنّم، و الجَنّة البستان الّتي تُجِنُّ۷ أرضَها الأشجارُ، و هي اسم لدار الخلد.
شبّه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله المؤمن المسجون من حيث هو مُلجَمٌ /۷۹/ بالأوامر و النواهي، مضيَّقٌ عليه في الدنيا، مقبوض على يده فيها، مخوَّف بسياط العقاب۸، مبتلًى بالشهوات، ممتحن بالمصائب، بخلاف۹ الكافر الّذي هو مخلوع العذار، متمكّن من شهوات البطن و الفرج بطيبة۱۰ من قلبه و انشراح من صدره، مخلًّى بينه و بين ما يريد على ما يسوِّل له الشيطان، لا ضيق۱۱ عليه و لا منع، فهو يغدو فيها و يروح على حسب مراده و شهوة