275
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فؤاده، فالدنيا كأنّها جَنّة له يتمتّع بملاذّها و يتنعّم بنعيمها، كما أنّها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذّاته، مانعا من شهواته.

و في الحديث أنّه قال عليه‏السلام لفاطمة عليهاالسلام:۱ يا فاطمة، تَجرَّعي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة.۲

و روي أنّ يهوديّا تعرّض للحسن بن عليّ عليهماالسلام ۳ و هو۴ في شَظَف۵ من حاله و كسوف من باله، و الحسن عليه‏السلام ۶ راكب بغلةً فارهةً عليه ثياب حسنة، فقال: جدّك يقول: «إنّ الدنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر»، فأنا في السجن، و أنت في الجنّة؟ فقال عليه‏السلام: لو علمت ما لك و ما يرتّب لك من العذاب لعلمتَ أنّك مع هذا الضرِّ هاهنا في الجنّة، و لو نظرت إلى ما أعدّ لي في الآخرة لعلمت أنّي /۷۸/معذّب في السجن هاهنا.۷

و روي أنّ سلمان رضى‏الله‏عنه اُكره على طعام، فقال: حسبي أنّي سمعت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: إنّ أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شَبَعا في الدنيا. يا سلمان، الدنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر، فالمؤمن يَتزوّد و الكافر يتمتّع، و اللّه‏ِ إن أصبح فيها۸ مؤمن إلاّ حزينا، و كيف لا يحزن و قد جاء عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه وارِد جهنّم، و لم يأت أنّه۹ صادر عنها.۱۰

1.. «ب» : رضي اللّه‏ عنها .

2.. نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۳ ، ص ۲۶۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۵ ، ص ۲۲۰ .

3.. «ب» : رضي اللّه‏ عنهما .

4.. «ألف» : فهو .

5.. الشَّظَف : يُبْس العيش و شدَّته ، و الشدّة و الضيق . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۷۶ شظف .

6.. «ب» : رضي اللّه‏ عنه .

7.. راجع : روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط ؛ ضياء الشهاب ، ص ۱۴۰ ؛ الكشكول للشيخ البهائي ، ص ۲۹۵ .

8.. «ب» : ـ فيها .

9.. «ب» : ـ أنّه .

10.. فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۷۳۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۳۳۳ ، ح ۱۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
274

و عن أنس بن مالك: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان۱ إذا أحبّ رجلاً أمره بالصلاة.۲

و هذا الحديث كالّذي قبله ؛ لأنّ الصلاة هي الدعاء في الأصل، و قال اللّه‏ تعالى: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا»۳.

و فائدة الحديث: الحثّ على الصلاة و المبادرة إليها و مراعاة أركانها و أوقاتها۴ و شروطها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۰۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وَ جَنّةُ الكافِرِ.۵

«الدنيا»: اسم لهذه۶ الدار الّتي نحن فيها، و هي مَعبر إلى الآخرة، و الآخرة بإزائها، و هي الفُعلى من الدنوّ، و جمعها الدُّنا مثل الكبرى و الكُبَر.

و«السجن»: الموضع الّذي يُحبس فيه، و السجّين بإزاء عليّين و هو اسم لجهنّم، و الجَنّة البستان الّتي تُجِنُّ۷ أرضَها الأشجارُ، و هي اسم لدار الخلد.

شبّه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المؤمن المسجون من حيث هو مُلجَمٌ /۷۹/ بالأوامر و النواهي، مضيَّقٌ عليه في الدنيا، مقبوض على يده فيها، مخوَّف بسياط العقاب۸، مبتلًى بالشهوات، ممتحن بالمصائب، بخلاف۹ الكافر الّذي هو مخلوع العذار، متمكّن من شهوات البطن و الفرج بطيبة۱۰ من قلبه و انشراح من صدره، مخلًّى بينه و بين ما يريد على ما يسوِّل له الشيطان، لا ضيق۱۱ عليه و لا منع، فهو يغدو فيها و يروح على حسب مراده و شهوة

1.. «ألف» : ـ كان .

2.. تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۱۲۲ ، ح ۲۵۲۶ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ .

3.. طه ۲۰ : ۱۳۲ .

4.. «ب» : أوقاتها و أركانها .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۲۳ و ۳۸۹ و ۴۸۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۱۰ ؛ سننابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۷۸ ، ح ۴۱۱۳ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۶۳ ، ح ۵۷۶۲ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۸۸ ، ح ۳ ؛ كتاب التمحيص ، ص ۴۸ ، ح ۷۶ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۴۷ .

6.. «ب» : لهذا .

7.. «ألف» : + و .

8.. «ألف» : العذاب .

9.. «ألف» : خلاف .

10.. «ب» : بطينة .

11.. «ألف» : ضير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1955
صفحه از 503
پرینت  ارسال به