273
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فالدنيوي ينقسم إلى محسوس و معقول، فالمحسوس كنور الأجسام النيّرة، و المعقول كنور العقل، و الاُخرويّ الّذي يسعى بين أيدي۱ المؤمنين في الآخرة ؛ قال تعالى: «يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِمْ»۲ و قوله تعالى: «اللّه‏ُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ»۳ التقدير: منوِّر السماوات و الأرض، يقال: أنارَه اللّه‏ تعالى۴ و نوّره، و النار: اللَّهيب البادي لحاسّة البصر، و يرجعان من جهة اللفظ إلى أصل۵ واحد، فجعل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الصلاة نور العبد المؤمن الهادي له۶ إلى الجنّة، و هو۷ كذلك.

و قد روى عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أوّل ما يحاسَب به العبد الصلاة ؛ فإن جاء بها تامّةً، و إلاّ زُخَّ۸ في النار.۹

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال لعائشة: /۷۷/ يا عائشة، اهجري المعاصي، و حافظي على الصلاة ؛ فإنّها من أفضل الجهاد.۱۰

1.. «ألف» : يدي .

2.. الحديد ۵۷ : ۱۲ .

3.. النور ۲۴ : ۳۵ .

4.. «ألف» : ـ تعالى .

5.. «ألف» : ـ أصل .

6.. «ألف» : ـ له .

7.. «ألف» : و بقو .

8.. زَخَّه يَزُخُّه زَخّا : دفعه في وَهدة . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۰ زخخ .

9.. الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۶۸ ، ح ۴ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۹۴۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۴ ، ص ۳۴ ، ح ۴۴۴۲ معاختلاف في اللفظ .

10.. المعجم الأوسط ، ج ۴ ، ص ۲۳۸ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۵ ، ص ۱۲۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ، ص ۲۴۵ ،ح ۳۹۳۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
272

«السِّلاح»: كلّ ما يقاتَل به، و جمعه أسلحة، و الإسليح: نَبتٌ إذا أكَلَتْهُ الإبلُ سمنتْ و غَزُرَت۱ كأنّها تحمل بذلك سلاحا دافعا عن النحر، و هذا كثير في كلامهم، قال شاعرهم:

أزْمانَ لم تأخذ عليَّ سلاحَها

إبِلي بِجِلَّتها و لا أبكارِها۲

و تسلَّحَ الرجلُ: لَبِسَ سلاحَه، و رجل سالح: معه السلاح، و المَسلَحَة: قوم ذو سلاح، و المَسلَحَة: كالثغر۳ [و المَرقَب۴]. /۷۸/

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ المؤمن يستعين باللّه‏ على عدوّه مستغنيا۵ به عن غيره، و يجعل دعاءه سلاحه الّذي يتحصّن به و يستدفع بمكانه.

و فائدة الحديث: الحثّ على الدعاء، و الاستكفاء بعزّته عن غيره.

و راوي الحديث: جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه۶، عن أمير المؤمنين عليهم‏السلام ۷. و تمامه: الدعاء سلاح المؤمن، و عماد الدين، و نور السماوات و الأرض.

۱۰۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّلاةُ نُورُ المُؤمِنِ.۸

«النور»: الضياء المنتشر الّذي يُتسبَّب۹ به إلى الرؤية، و النور نوعان: دنيويٌّ و اُخرويّ،

1.. «ألف» : عززت .
غَزُرَت الماشية عن الكلإ : دَرَّتْ ألبانها . و غزُرت الناقة و الشاة : كثر لبنها ، فهي تغزُر غزارةً ، و هي غزيرة : كثيرة اللبن .لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۲ غزر .

2.. البيت للنمر بن تولب العكلي ، مخضرم له صحبة ، يعدّ في الطبقة الثانية من شعراء الجاهلية ؛ انظر : أمالي المرتضى ، ج ۲ ،ص ۱۱۹ ؛ سمط اللآلي ، ج ۲ ، ص ۶۳۲ .

3.. «ألف» : كالثعر .

4.. لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۸۷ سلح .

5.. «ألف» : مستعينا .

6.. «ألف» : ـ عن جدّه .

7.. «ب» : رضي اللّه‏ عنه .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ ، ح ۱۴۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۶ ، ص ۳۳۰ ، ح ۳۶۵۵ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۲۱۷و ۲۴۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۶ ، ص ۱۹۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، ح ۵۱۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۲۸۸ ، ح ۱۸۹۱۵ . جامع الأخبار ، ص ۸۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۹۲ ، ح ۳۰۹۸ .

9.. «ألف» : ينسب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1898
صفحه از 503
پرینت  ارسال به