269
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يكون الهاوون۱ من هذا ؛ لأنّه يهوَّن به الشداد و۲ الصلاب، و هو عربيٌّ صحيح، و لا يجوز هاوَنٌ. فوَصَف صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المؤمنين بأنّهم هيّنون ليّنون۳، و المعنى أمر ؛ يأمرهم بالهون، و لين الجانب، و دماثة الأخلاق، و سكون الريح، و الهدوء۴، و خفض الجناح.

و تمام الحديث: مِثل الجَمل الأنِف ؛ إن قُدْتَه انقاد، و إن أنخْتَهُ استناخ.

و الأنِف: البعير الّذي يشتكي أنفه، يقال: أنِفَ البعيرُ فهو أنِفٌ مثل تَعِبَ فهو تعِبٌ. و قيل: الأنِف: المأنوف الّذي عَقَر الخِشاشُ۵ أنفه، فهو لا يمتنع على قائده لما يجده من الوجع. و قيل: الأنِف: الذَّلول۶، و أنختُ الجملَ فاستناخ أي أبركتُه فبَرَك.۷

و قال عليه‏السلام: حُرِّمَت النارُ على الهيّن الليّن السهل القريب.۸

و قال سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي۹: «يعجبني من القرّاء كلّ سهل طلق مضحاك ؛

1.. و الهاوون : فاعول من الهون ، و لا يقال هاوَن ؛ لأنّه ليس في كلامهم فاعَل . المفردات للراغب ، ص ۵۴۸ .

2.. «ب» : ـ و .

3.. «ب» : هَيْنون لَيْنون .

4.. «ألف» : الهدوّ .

5.. الخِشاش و الخِشاشة : العود الذي يجعل في أنف البعير . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۹۶ خشش .

6.. دابَّة ذَلول : بيّنة الذُّلّ من دوابّ ذُلُل ، و رجُل ذَليل بيِّنُ الذِّلّة و الذُّلّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۷ ذلل .

7.. الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۳۴ نوخ .
بَرَكَ : ألقى بَرْكَه بالأرض و هو صدره ، و بَرَكَتِ الإبلُ تَبرُك بُروكا و بَرَّكتُ . . . و أبركها هو ، و كذلك النعامة إذا جثمتعلى صدرها . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۷ (برك) .

8.. مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۷۵ ؛ الآحاد و المثاني للضحّاك ، ج ۱ ، ص ۲۳۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۳۵۲ .

9.. سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي كنيته أبو شيبة، يروي عن مجاهد و ابن أبي مليكة، روي عنه عبد الواحد بن زياد و مروان بن معاوية الفزاري، و ليس هذا بسعيد بن عبد الرحمن الذي كان بالريّ، ذاك زبيري بالراء، روى عنه حكام بن سلم، و هذا زبيدي بالدال، مات سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي سنة ست و خمسين و مائة الثقات لابن حبّان ، ج ۶ ، ص ۳۶۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
268

و هذا إعلام منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ المؤمن يشغله دينه و خوفه من اللّه‏ عن الدنيا و الاتّساع فيها.

و فائدة الحديث: الحثّ على الرغبة عن الدنيا، و الاجتناب من۱ الوقوع في مصائد شهواتها.

و راوي الحديث: جابر، و رواه ابن عمر.

۱۰۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ.۲

«الهَوْن»: السكينة و الوقار ؛ قال اللّه‏ تعالى: «يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنا»۳.

الهَون: مصدر۴ هانَ عليه۵ الشيءُ أي خَفَّ، و شيء هَيِّن على فَيعِل۶ أي سهل، و هَيْن مخفَّف منه، و الجمع أهْوِناء، و قوم هَيْنون لَيْنون۷، و الهُون ـ بالضمّ ـ الهَوان، و يقال: خذ أمرك بالهَون و الهُوَينا أي بالرفق و اللِّين، و الهُوَينا تصغير الهُونى، و الهُونى تأنيث الأهون كالكبرى تأنيث الأكبر.

و قال ابن الأعرابيّ: العرب تَمتدح بالهَيْن و اللَّيْن [مخفَّفا۸]، /۷۵/ و تذمّ بالهَيِّن و اللَّيِّن مثقّلاً.۹

و قال غيره: هما جميعا واحد، و الأصل التثقيل فخُفّف، و تركيب «ه و ن» في كلام العرب على وجهين: أحدهما: تذلُّل الإنسان في نفسه لما لا غَضاضة فيه، و هو ما يُمدح به كما قال تعالى: «يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنا» ؛ و الآخر: أن يكون من التسخير و الإذلال و الإهانة كقوله۱۰ تعالى: «فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ»۱۱. و لا يبعد أن

1.. «ألف» : عن .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ و ۱۱۵ ، ح ۱۳۹ و ۱۴۰ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۵۶ ؛ تخريج الأحاديث و الآثارللزيلعي ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۶۳ ، ح ۹۱۶۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ، ح ۶۹۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۳۴ ، ح ۱۴ عن الإمام الباقر عليه‏السلام ؛ أعلام الدين ، ص ۱۱۰ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۱۴۳ (مع اختلاف يسير) ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۵۶ ، ح ۵۹ (عن شهاب الأخبار) .

3.. الفرقان ۲۵ : ۶۳ .

4.. «ألف» : مصدرها .

5.. «ألف» : ـ عليه .

6.. «ألف» : فعل .

7.. «ألف» : هَيّنون لَيّنون .

8.. أضفناه من بحار الأنوار .

9.. نقل عن ضوء الشهاب العلاّمة المجلسي رحمه‏الله في بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۳۵۷ . و انظر للمزيد : الفائق في غريب الحديث ،ص ۵۶ ؛ المفردات للراغب ، ص ۵۴۷ هان .

10.. «ألف» : لقوله .

11.. فصّلت ۴۱ : ۱۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1869
صفحه از 503
پرینت  ارسال به