و هو مَسيل الماء في الحضيض.
قال أبو عبيد: نرى۱ ذلك لتسمية المؤمن عند طعامه فيكون فيه البركة، و الكافر لا يفعل ذلك.۲ و هذا الوجه كما ترى! و قيل: إنّ هذا۳ مَثَل ضربه النبيّ صلىاللهعليهوآله للمؤمن و زهده في الدنيا، و للكافر و حرصه عليها، و ليس الغرض بذلك الأكل فحسب، بل يعني اتّساع الرغبة، و هذا الوجه قريب من الوجه الّذي قدّمناه و صدّرنا به الكلامَ، و قيل هذا في رجل بعينه كان في حال كفره يأكل فيُكثر، فلمّا أسلم قلّ طمعه، و ذُكر أنّه عمرو بن معدي كرب الزُّبَيدي.۴
و قال أبو عبيد في تأريخه۵:۶ «نرى أنّه عنى۷ أبا بصرة الغفاري»۸، و اسم أبي بصرة «حُميل» بالحاء و ضمّه، فمن قال جُميل أو حَميل۹ فقد أخطأ، و اللّه أعلم بذلك.
و يؤيِّد أنّ المعنى اتّساع الرغبة [مثل] قولهم: فلان يأكل هذه البلدة و هذه الولاية!
1.. «ألف» : يرى .
2.. اُنظر : غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۷ معي .
3.. «ب» : إنّه .
4.. اُنظر الأقوال في لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۷ معي .
5.. هو قاسم بن سلاّم الهروي ،كان فقيها محدِّثا قارئا مورَّخا و متقننا في العلوم الإسلامية ، ولد بهراة سنة ۱۵۷ ق ، و توفِّي بمكّة سنة ۲۲۴ ق . لا نعرف له كتابا في التاريخ ، و يمكن أن أراد المصنِّف رحمهالله من تأريخه بعض أقواله التأريخي .
6.. لم نعثر على نفس العبارة .
7.. «ألف» : ترى أنّه غنى .
8.. اُنظر : غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۲۳ ؛ الروض الأنف في تفسير السيرة النبوّية لابن هشام للخثعمي ، ج ۴ ، ص ۲۵۳ .
9.. «ألف» : جميل .