259
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

بكلّ أحد.

و هذا الحديث أيضا ظاهره إخبار، و هو في معنى الأمر ؛ أي: ينبغي أن يكون المؤمن موثوقا به، مأمونَ الجانب۱، نقيّا من المعايب۲، غيرَ خائن في نفس أو مال، و لا مُخفِرٍ۳ ذمّةً، و لا ناقضٍ عهدا، و لا ناكثٍ عقدا.

و فائدة الحديث: الحثّ على الديانة و الأمانة و الصيانة و اتّباع الأحسن في المعاملة و إيثار الصدق و المجاملة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك، و فضالة بن عبيد.

۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ غِرٌّ كَريمٌ، وَ الفاجِرُ خَبٌّ لَئيمٌ.۴

رجل «غِرٌّ» و غرير أي غير مجرِّب، و جارية غِرّة و غريرة و غِرٌّ أيضا بيّنة الغرارة۵، و يجمع الغِرّ أغرارا، و الغَريرُ۶ أغراء، و قد غَرَّ يَغِرّ بالكسر غِرارةً، و الاسم الغِرَّة، و يقال: كان ذلك في غِرارتي و حداثتي أي غِرّتي، و الغِرّة: الغفلة، و الغارّ: الغافل، و اغترّه: أتاه۷ على غِرّة منه، و اغترّ بالشيء: خُدع به.

و «الكَرَم»۸: الجود۹، و إذا وُصف اللّه‏ تعالى بالكرم فهو /۷۱/عبارة عن الإحسان

1.. «ألف» : الحديث .

2.. «ألف» : ـ نقيّا من المعائب .

3.. أخفَرَ الذِّمّةَ : لم يَفِ بها ، و الخَفارة : الذمّة ، و انتهاكها إخفار . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۵۳ خفر .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۳۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۵ ، ح ۴۷۹۰ ؛ سننالترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۳۲ ، ح ۲۰۳۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۳ . عيون الحكم والمواعظ ، ص ۵۷ فيه إلى قوله : «كريم» ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۲۸۳ ، ح ۶ (عن مسند الشهاب) ، و ص ۲۹۸ ، ح ۲۳ ؛ و ج ۷۱ ، ص ۳۹۳ ، ح ۱۳ (و في الموردين الأخيرين عن الأمالي للطوسي) .

5.. «ألف» : الغدارة .

6.. «ألف» : الغرر .

7.. «ألف» : أغرّه إيّاه .

8.. «ألف» : + و .

9.. و قد فَرَّقَ بعضُهم بين الجود و الكرم في أنَّ الأوَّل يكون قبل المسألة و الآخر بعدها ، و الجمهور على خلافه . عبد الستّار .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
258

۹۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ إلفٌ مألوفٌ.۱

«الأَلْف»: اجتماع مع التيام، يقال: ألّفت بين القوم، و أَلِفتُ الموضعَ آلَفُ ألفا، و ألِفَه زيد، فأنا «إلْف»، و آلفتُ الموضع اُولِفه۲ إيلافا، و آلَفتُهُ اُؤالِفُه۳ مؤالفةً و إلافا على وزن أفعَلَ و فاعَلَ، و التأليف: جمع أجزاء متفرّقة على ترتيب يقدَّم فيه المقدَّم و يؤخَّر المؤخَّر، و أُؤالف الطيرَ الّتي ألفَتِ الدورَ.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المؤمن ينبغي أن يكون آلِفا مستأنسا بالخلق۴، مستأنَسا به، غير نافر منفِّر و لا منفور منه، معين يحيف إلى حاجات أخيه المؤمن، غير رافع نفسه عنه، يَغفر زلّته، و يقيل عثرته، و لا يحسده و لا يحقد عليه، موافقا غير منافق، محالفا غير مخالف، مناصحا غير مفاضح.

و فائدة الحديث: الحثّ على الألف و حسن المصادقة.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري رضى‏الله‏عنه.۵

۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمنُ مَن آمَنَهُ الناسُ عَلَى أنفُسِهِم وَ أموالِهِم.۶

«الأمن»: طمأنينة النفس و زوال الخوف، و الأمن و الأمانة و الإيمان /۷۲/ و الأمَنَة قريب من قريب، و اللّه‏ تعالى مؤمن ؛ لأنّه آمن عباده من ظلمه إيّاهم، و رجل أَمَنَةٌ و اُمَنَةٌ يثق

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۲۹ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۸ ، ص ۴۰۴ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ؛ فيضالقدير ، ج ۶ ، ص ۳۲۹ ، ح ۹۱۴۶ . بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۹ ، ح ۴۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۵۰ ، ح ۲ ؛ معارج اليقين في اُصول الدين للسبزواري ، ص ۲۱۷ ، ح ۵۳۹ في الثلاثة الأخيرة عن مسند الشهاب .

2.. ألف : ألفه .

3.. ألف : اُولفه .

4.. «ب» : للخلق .

5.. «ألف» : ـ رضي اللّه‏ عنه .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ، ح ۱۳۰ ـ ۱۳۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۹۸ ، ح ۳۹۳۴في الجميع : «على أموالهم و أنفسهم» . بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۹ ، ح ۴۲ (عن مسند الشهاب) ؛ الغدير ، ج ۱۰ ، ص ۳۵۵ ، ح ۱ (و فيه : «دمائهم» بدل «أنفسهم») .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1833
صفحه از 503
پرینت  ارسال به