257
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

الاحتراز و۱ التحرّز.

و قال الحسن: «المؤمن فَطِنٌ ؛ هدم دنياه، فبنى بها دينه و۲ آخرته، و لم يهدم آخرته ليَبني بها دنياه».۳

و قال عليّ بن بَكَّار۴: ذهب الأخيار، فلم يبق إلاّ من يؤثر الدرهمين على دينه.۵

و قال يحيى بن معاذ: إنّ الدرهم عقرب، فإن لم تحسن رُقيتها۶ فلا تأخذه ؛ فإنّها إن لدغتك۷ قَتَلتْك بسمّها۸. قيل: و ما رقيتها؟ قال: أخذها من حلّها، و وضعها في حلّها.۹

و إنّما شرط صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هذه الخلال للمؤمن لأنّ /۷۰/ فيها جوامع الخير، يكون كيّسا نظّارا في الدلائل الموصلة إلى العلم، فَطِنا فهما، عالما بما يأتي و يَذَر، حَذِرا متحرّزا مع ذلك كلّه ؛ لأنّ المؤمن منزله بين الخوف و الرجاء.

و فائدة الحديث: الحثّ على التنبّه۱۰ و التيقّظ و قلّة الركون إلى الدنيا الخدّاعة المكّارة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. «ب» : ـ الاحتراز و .

2.. «ب» : ـ دينه و .

3.. تنبيه الخواطر، ص ۶۱۶ نحوه.

4.. أبو الحسن علي بن بكّار البصري الزاهد نزيل المصيصة و مريد إبراهيم بن أدهم ، و مات سنة سبع و مئتين ؛ و أمّا عليّ بنبكّار المصيصي الصغير فآخر ، بقي إلى سنة نيِّف و أربعين و مئتين . راجع : سير أعلام النبلاء ، ج ۵ ، ص ۵۸۵ .

5.. لم نعثر عليه .

6.. الرُّقْيَة : العُوذة الّتي يُرقى بها صاحب الآفة كالحُمّى و الصَّرع و غير ذلك من الآفات ، و قد جاء في بعض الأحاديث جوازها و في بعضها النهيُ عنها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۳۳ رقو .

7.. بحار الأنوار : لذعته .
لَدَغَته العقرب تلدَغه لدغا من باب نفع : لسعته ، فهو ملدوغ و لديغ . و لدغته الحيّة : عَضَّتْه ، و المرأة لَديغ أيضا . مجمعالبحرين ، ج ۵ ، ص ۱۵ لدغ .

8.. «ألف» : قتلك سمّها .

9.. كتاب ألف باء في أنواع الآداب ، للمالقي ، ج ۱ ص ۱۲۸ .

10.. «ألف» : التنبيه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
256

۹۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ.۱

الكياسة: ضدّ الحُمق، و «الكَيِّس» الظريف، و يقال: هو كيِّس مكيَّس، و يُنسب إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام ۲ أنّه قال شعرا:

«أ ما تراني كيّسا مكيَّسا

بَنَيتُ بعد نافعٍ مخيَّسا»۳

و مخيَّس اسم سجن بناه أمير المؤمنين عليه‏السلام بالعراق۴، و كان بنى قبله نافعا۵ فحرّقه لصوص حُبسوا فيه، و كان مبنيّا من القصب، فبنى مخيَّسا بالجصّ و الآجُرِّ، و يقال: مخيَّس أي ذليل، و مخيَّس أي موضع التذليل۶. و قد كاسَ الغلامُ يَكيس كَيسا و كياسةً، و تَكيَّسَ تَظَرَّفَ، و كايستُه فكِستُه أي غلبتُه.

و «الفِطنة» كالفهم، /۷۱/ و رجل فَطِنٌ و فَطُنٌ [و فَطْنٌ] و قد فَطِنَ فِطنةً و فَطانةً و فَطانيةً.

و «الحَذَر»: احتراز من۷ مخيف، يقال: حَذِرَ حَذَرا و حَذَّرته، و حَذَارِ أي احذَرْ، و الحَذَرُ التحرّز مثل الحِذْر، و رجل حَذِرٌ و حَذُرٌ أي متيقّظ متحرّز، و يجمع حَذِرين و حَذَاري.

و هذا الحديث أيضا ظاهره إخبار، و معناه أمر، يأمر رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الرجل المؤمن أن يكون كيّسا ظريفا ضابطا أمرَ دينه و دنياه، فَطِنا غيرَ غافل عمّا سيدهمه، متحرّزا غاية

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۱۲۸ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۲۲ ، ح ۹۱۵۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ، ح ۶۸۹ ؛ و ص ۱۶۲ ، ح ۸۱۲ . الدعوات ، ص ۳۹ ، ح ۹۴ ؛ عيون الحكم والمواعظ ، ص ۳۰ و فيه : «عاقل» بدل «فطن حذر» ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۷ ، ح ۴۰ (عن الشهاب) .

2.. «ب» : رضي اللّه‏ عنه .

3.. ديوان الإمام عليٍّ عليه‏السلام ، ص ۲۴۴ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۲۶۶ ؛ جمهرة الأمثال ، ج ۱ ، ص ۷۹ ؛ مقامات الزمخشري ،ص ۱۲ و ذكره الجوهري في الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۲۳ ، و نسبه إلى الراجز .

4.. لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۷۴ خيس .

5.. أي بنى سجنا اسمه «نافع» .

6.. «الف» : التذلّل .

7.. «ب» : عن .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1953
صفحه از 503
پرینت  ارسال به