255
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۹۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ يَسيرُ المَؤُونَةِ.۱

هذا۲ إخبار معناه الأمر، أمَرَ رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المؤمن أن يكون يسير المؤونة كثير۳ المعونة، قانعا بالموجود، صابرا عن المفقود۴، شاكرا ذاكرا، لا طامح البصر إلى زبرج الدنيا، و لا جَشِعا۵ تَوّاقا۶ إلى العليا، منكسر القلب، ذليل النفس للربّ، تَكفيه الكسرة، و تُرويه الشربة، و يواريه الجَرْد،۷ و يَلفحه۸ الحَرّ، و يَنفحه البرد، كما وصفه أمير المؤمنين عليه‏السلام ۹: هو مِن نفسه في تعب، و الناس منه في راحة.۱۰

و فائدة الحديث: الحثّ على التخفّف۱۱ من الدنيا و الابتذال فيها.

و راويه: أبو هريرة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۱۲۷ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۲ ، ص ۴۱۱ ، ح ۹۲۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۶۱ ،ح ۹۱۵۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ، ح ۶۸۵ ؛ الرواشح السماوية ، ص ۲۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۷ ، ح ۳۹ عن الشهاب ؛ معارج اليقين في اُصول الدين للشيخ محمّد السبزواري ، ص ۲۱۶ ، ح ۵۳۷ .

2.. نقل العلاّمة المجلسي في البحار ج ۶۴ ، ص ۳۰۷ ـ ۳۱۰ من هنا إلى حديث ۹۶ مع شرحه ، نقلاً عن ضوء الشهاب بعينها .

3.. «ألف» : كسير .

4.. «ألف» : المقصود .

5.. «ألف» : حشعا .
الجَشَع : الجزع لفراق الإلف ، و الجَشَع : أسوأ الحرص ، و قيل : هو أشدُّ الحرص على الأكل و غيره . . . و الجَشِع : المتخلِّق بالباطل و ما ليس فيه . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۹ جشع .

6.. التَّوق : الشوق إلى الشيء و النُّزوع إليه ، و التَّوّاق : الَّذي تَتوق نفسُه إلى كلّ دَناءة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۳ توق .

7.. «ب» : الحَرْد .
و ثوبٌ جَرْد : خَلَقٌ قد سقط زئبره . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۱۵ جرد .

8.. ما كان من الرياح لَفْح فهو حَرٌّ ، و ما كان نَفْح فهو بَرْد . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۲۳ نفح .

9.. «ب» : رضي اللّه‏ عنه .

10.. بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۷ ؛ و ج ۶۶ ، ص ۳۸۱ ، ح ۴۰ ؛ و ج ۷۴ ، ص ۳۹۵ ، ح ۱۴ .

11.. «ألف» : التحفَّف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
254

العرب /۷۰/ يقول أخان، و يُجمع على إخوان مثل حَربٍ و حِربان۱ و على إخوة و اُخْوة و أخين.

قال الشاعر:

«فكان بنو فَزارةَ شَرَّ قوم

و كنتُ لهم كشَرِّ بني الأخينا۲»۳

و لا يُستعمل أخو إلاّ مضافا، و يقال: ما كنت أخا، و لقد أخَوتَ تأخو اُخوّةً، و أخ بيّن الاُخوَّة، و اُخت بيّنة الاُخُوَّة أيضا، و ضُمّت الهمزة من اُخت ليدلّ على أنّ الذاهب منه الواو۴، و النسبة إلى الأخ و الاُخت جميعا أخويٌّ، و الأخ: المشارك لآخر۵ في الولادة من الطرفين أو من أحدهما أو من الرَّضاع. و يُستعمل الأخ في المشارك لغيره في القبيلة أو الدين أو الصنعة أو المعاملة أو المودّة أو غير ذلك من المناسبات، و الأخ من الأسماء المتضايفة.

و معنى الحديث: أنّ المؤمن ينبغي أن يحافِظ على المؤمن /۶۹/ محافظته على أخيه، فيسوؤه ما يسوؤه، و يسرّه ما يسرّه، و يَعدّ جميع أحواله مَعَدَّ أحوال۶ أخيه.

و فائدة الحديث: الحثّ على العناية بأحوال المؤمن و القيام بأعبائه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. «ب» : خزب و خزبان .

2.. وزنُ بَحره من «الوافر» .

3.. البيت لرافع بن هريم ، و هو شاعر جاهلي مخضرم أدرك الإسلام و أسلم ؛ اُنظر : كتاب ألف باء في أنواع الآداب و فنونالمحاضرات و اللغة ، ج ۱ ، ص ۴۶۳ ؛ البيان و التبيين ، ج ۱ ص ، ۱۶۵ ؛ المقتضب ، ج ۲ ، ص ۴۶۲ .

4.. «ألف» : الذاهبة الواو .

5.. «ألف» : الآخر .

6.. «ألف» : معدّا لأحوال .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1867
صفحه از 503
پرینت  ارسال به