253
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِن.۱

«المؤمن» هو المصدّق، و قوله: «وَ مَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا»۲ أي مصدّق۳، و يجوز أن يكون معنى المؤمن ذا الأمن، و يجوز أن يكون معناه أنّه جعل لنفسه الأمن. و «المِرآة»: الآلة الّتي تُري صورة الأشياء، و هي مِفعلة من الرؤية، و جمعها مَراءٍ، و هي كأنّها آلة الرؤية.

و المعنى: أنّ المؤمن يَحكي لأخيه المؤمن جميع ما يراه فيه، فإن كان حسنا زيّنه له ليزداد منه، و إن كان قبيحا نبَّهه۴ عليه لينتهي عنه.

و هذا ممّا روي عن عمر۵: رَحِمَ اللّه‏ مَن أهدى إليّ عيوبي.۶

و فائدة الحديث: الحثُّ على تنبيه المؤمن على أعماله۷ الحسنة و القبيحة حتّى لا يغفل عنها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۹۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ.۸

«أخٌ» أصله أخْوٌ، لقولك۹ في جمعه آخاء مثل آباء، و تقول في التثنية أخَوان، و بعض

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ، ح ۱۲۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۶۰ ، ح ۴۹۱۸ ؛ السنن الكبرى ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ؛المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ . تحف العقول ، ص ۱۷۳ عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۹۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۲۶۸ و ۲۷۰ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۴۹ ، ح ۱۰۱۶۵ (عن تحف العقول) .

2.. يوسف ۱۲ : ۱۷ .

3.. «ألف» : بمصدِّق .

4.. «ألف» : نبّه .

5.. «ألف» : ـ عمر .

6.. سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ؛ تفسير الرازي ، ج ۳۲ ، ص ۹۰ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۷ ، ص ۳۹۳ .

7.. «ب» : أحواله .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ ، ح ۱۲۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۴ ، ص ۱۳۹ ؛ السنن الكبرى ، ج ۵ ، ص ۳۴۶ ؛ و ج ۷ ،ص ۱۸۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۳۱۶ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۶۶ ، ح ۳ و ۷ عن الإمام الباقر عليه‏السلام ؛ و ج ۴ و ۸ (عن الإمام الصادق عليه‏السلام) ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ ، ح ۱۱ و ۱۲ (عن الإمام الباقر عليه‏السلام) ؛ الاختصاص ، ص ۲۷ (عن الإمام الصادق عليه‏السلام) .

9.. «ألف» : كقولك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
252

و«المَؤونة» فَعولة، و تُهمز و لا تهمز.

و قال الفرّاء: هي مَفعَلة من الأين۱ التعب، و يقال: هو مَفعلة من الأون و هو الخرج و العدل ؛ لأنّه ثقل على الإنسان.

قال الخليل: لو كان مفعلةً لكان مَئينة مثل معيشة. و عند الأخفش يجوز أن يكون مَفْعُلة. و مأنتُ القومَ أمأَنُهم مأنا إذا احتملت مؤونتَهم، و مَن ترك الهمز قال: مُنتُهم۲ أمُونُهم. و ما مأنتُ مأنةً أي لم أكترث۳ له.۴

و معنى الحديث: أنّ بركة المرأة و كثرة خيرها قلّة مؤونتها و الإنفاقِ عليها، فخير النساء القانعةُ الراضية باليسير الّتي لا تكلِّف زوجَها ما لا يطيقه من المطاعم و الملابس و غير ذلك، و لا تستدعي منه إلاّ ما يَقدر عليه /۶۸/عفوا صفوا، و مثلها يُرغب فيها.

و في دعاء لداود صلوات اللّه‏ عليه: اللّهمّ إنّي أسألك خصالاً أربعا، و أعوذ بك من خصال أربع ؛ أمّا الّتي أسألكها فبدن صابر، و قلب شاكر، و لسان ذاكر، و زوجة صالحة تعينني على أمر ديني ؛ و أمّا الّتي أعوذ بك منها فولد يكون عليّ رَبّا، و مِن مال يكون عليّ عذابا، و من امرأة تشيّبني قبل المشيب، و من جار سوء ؛ إن رأى حسنةً كتمها، و إن رأى سيّئةً أذاعها.۵

و روي: أعظم النساء بركةً: أصبَحُهنّ وجها، و أقلُّهنّ مَهرا.۶

و فائدة الحديث: الحثّ على طلب الزوجة الصالحة القانعة القليلة المؤونة.

و الحديث من رواية عائشة.

1.. «ألف» : + و .

2.. «ألف» : مؤُنتهم .

3.. ما أكتَرثُ به أي ما اُبالي ، و يقال : ما أكترث له أي ما اُبالي به . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ كرث .

4.. لم نعثر على مظانّه في كتاب الخليل ؛ اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۸ مأن .

5.. سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۳۴۱ ، ح ۵۰۹۲ ؛ المصنّف ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۴ ، ح ۲۰۶۰۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ،ح ۹۱۸ .

6.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۳۲ ، ح ۴ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۳۸۶ ، ح ۴۳۵۷ ؛ التهذيب ، ج ۷ ، ص ۴۰۴ ، ح ۲۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1875
صفحه از 503
پرینت  ارسال به