و«المَؤونة» فَعولة، و تُهمز و لا تهمز.
و قال الفرّاء: هي مَفعَلة من الأين۱ التعب، و يقال: هو مَفعلة من الأون و هو الخرج و العدل ؛ لأنّه ثقل على الإنسان.
قال الخليل: لو كان مفعلةً لكان مَئينة مثل معيشة. و عند الأخفش يجوز أن يكون مَفْعُلة. و مأنتُ القومَ أمأَنُهم مأنا إذا احتملت مؤونتَهم، و مَن ترك الهمز قال: مُنتُهم۲ أمُونُهم. و ما مأنتُ مأنةً أي لم أكترث۳ له.۴
و معنى الحديث: أنّ بركة المرأة و كثرة خيرها قلّة مؤونتها و الإنفاقِ عليها، فخير النساء القانعةُ الراضية باليسير الّتي لا تكلِّف زوجَها ما لا يطيقه من المطاعم و الملابس و غير ذلك، و لا تستدعي منه إلاّ ما يَقدر عليه /۶۸/عفوا صفوا، و مثلها يُرغب فيها.
و في دعاء لداود صلوات اللّه عليه: اللّهمّ إنّي أسألك خصالاً أربعا، و أعوذ بك من خصال أربع ؛ أمّا الّتي أسألكها فبدن صابر، و قلب شاكر، و لسان ذاكر، و زوجة صالحة تعينني على أمر ديني ؛ و أمّا الّتي أعوذ بك منها فولد يكون عليّ رَبّا، و مِن مال يكون عليّ عذابا، و من امرأة تشيّبني قبل المشيب، و من جار سوء ؛ إن رأى حسنةً كتمها، و إن رأى سيّئةً أذاعها.۵
و روي: أعظم النساء بركةً: أصبَحُهنّ وجها، و أقلُّهنّ مَهرا.۶
و فائدة الحديث: الحثّ على طلب الزوجة الصالحة القانعة القليلة المؤونة.
و الحديث من رواية عائشة.
1.. «ألف» : + و .
2.. «ألف» : مؤُنتهم .
3.. ما أكتَرثُ به أي ما اُبالي ، و يقال : ما أكترث له أي ما اُبالي به . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ كرث .
4.. لم نعثر على مظانّه في كتاب الخليل ؛ اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۸ مأن .
5.. سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۳۴۱ ، ح ۵۰۹۲ ؛ المصنّف ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۴ ، ح ۲۰۶۰۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ،ح ۹۱۸ .
6.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۳۲ ، ح ۴ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۳۸۶ ، ح ۴۳۵۷ ؛ التهذيب ، ج ۷ ، ص ۴۰۴ ، ح ۲۴ .