251
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: عبد اللّه‏، إذا اُطلق عبد اللّه‏ فهو عبد اللّه‏ بن مسعود.۱

۸۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أعظَمُ النِّساءِ بَرَكَةً أَقَلُّهنَّ مَؤُونَةً.۲

«العِظَم»: الكِبَر، و قد عظُم أي كبُر، و عظّمته، وتُذْكر العظمة لكلّ كبير محسوسا كان أو معقولاً، عينا كان أو معنى. و «البَرَكة» أصلها: الثبوت و اللزوم، و من ذلك بَراكاء۳ الحرب و بُروكها۴ للحَومة۵ الّتي يلزمها أصحابها، و بَرَكَ البعيرُ: ألقى بَرْكَه۶، و بَرَكة اللّه‏ ثبوت خيره، و سمّيت البِركة بركةً لثبوت الماء فيها، و المبارك ما فيه الخير ؛ و لمّا كان الخير الربّاني يصل إلى عباده من غير إحساس لهم به على وجه لا يحيط به الحصر و العدّ، قيل لكلّ رائد۷: مبارك و فيه بركة، و الإشارة بما روي: «ما نقص مال من صدقة»۸ إلى ذلك لا إلى المحسوس الّذي اعتبره الخاسر الّذي سمع هذه الكلمة فقال: بيني و بينك الميزان. و تَبارك اللّه‏ أي اختصّ بالخيرات الكثيرة، و كلّ ما جاء في الكتاب من /۶۹/ تَبارك اللّه‏ فإنّه إشارة إلى ما يتعقّبه من ذكر مخلوقاته العجيبة و مصنوعاته الغريبة تعالى و تقدّس.

1.. «ب» : + رضي اللّه‏ عنه .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ، ح ۱۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۴۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۱۷۸ ؛ المصنّف لابنأبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۳۱۹ ؛ السنن الكبرى ، ج ۵ ، ص ۴۰۲ . روضة الواعظين ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۱۶۲ ، ذيل ح ۱۶۳۸ في كلّ المصادر : «أيسرهنّ» بدل «أقلّهنّ» .

3.. البَراكاء : الثبات في الحرب و الجِدّ ، و أصله من البروك ، و البراكاء : ساحة القتال . و يقال في الحرب : بَراكِ بَراكِ أي ابرُكوا . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۷ برك .

4.. «ب» : بروكاؤها .

5.. حَومة القتال : مُعظَمه و أشدّ موضع فيه ، و كذلك من الرمل و الماء و غيره . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۲ حوم .

6.. «ألف» : بَركة .
بَرْكُ البعير : صدره ، بَرَك البَعيرُ : استناخ و ألقى بركه بالأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۶ برك .

7.. «ألف» : زائد .
الرائد : الّذي يتقدّم القوم يُبصر لهم الكلأ و مساقط الغيث . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۸۷ رود .

8.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۹۳ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۱۰۵ ؛ فتح الباري ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۱۵۹ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۲۰۹ ، ح ۷۹ ؛ و ج ۹۳ ، ص ۱۳۱ ، ح ۶۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
250

يقال: كَسبتُ الرجلَ مالاً فكَسَبَه، و هذا أحد ما جاء على فَعَلْتُه ففَعَلَ۱، و الكواسب جوارح الطير، و تَكسَّبَ تَكلّف من الكسب. و «الحلال»: المباح، و استعماله في الشرعيّات أكثر، و كأنّه مستعار من حلّ العقدة ؛ لأنّ المحرّم كأنّه معقود عليه، و الحلال كأنّه محلول العقدة. و «الفريضة»: ما يُفرَض عليك أي يوجَب، يقال: فَرَضَ اللّه‏ عليه كذا و افتَرض أي أوجَب، و حقيقة الفريضة: الواجب المبيَّن قدره على المفروض عليه، و فَرَضَ الحاكمُ النفقة للمرأة، و فرضتُ للرجل إذا قطعت له من مال /۶۷/ الفيء، و أصل الفرض الجَزّ و القطع.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ كسب الحلال بعد تأدية ما وظّف على المسلم و اُوجب عليه عِلما و عَملاً كالمفروض عليه سدّا لخَلَّته۲ و رَمّا۳ لفاقته ؛ لئلاّ يكون كَلاًّ على الناس، و يستغني به عن السؤال و الاستسعاف و الإبداء بالإلحاف، و يؤيِّد هذا المعنى قوله عليه‏السلام: لا تحلّ الصدقة لغنيّ و لا لذي مِرَّة۴ سويّ.۵

و مَدَحَ اللّه‏ تعالى قوما بالتصوّن عن السؤال فقال: «يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافا»۶.

و الحديث يدلّ على الترغيب في صيانة ماء الوجه و الانكفاف عن التبذّل و التعرّض للناس و استغنام أموالهم.

و فائدة الحديث: الحثّ على الكسب من الحلال۷ بعد أداء المفروضات.

1.. «ألف» : ـ ففَعَلَ .

2.. الخَلَّة : الحاجة و الفقر . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۵ خلل .

3.. الرَّمُّ : إصلاح ما فسد و لَمُّ ما تفرّق . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۵۲ رمم .

4.. المِرَّة : القوّة ، و قُوَّة الخَلق و شدّته ، و قوّة العقل أيضا . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶۸ مرر .

5.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ و ۱۹۲ و ۳۸۹ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۱ ؛ و ج ۵ ، ص ۳۷۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۸۶ ؛ سنن ابنماجة ، ج ۱ ، ص ۵۸۹ ، ح ۱۸۳۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۶۹ ، ح ۱۶۳۴ .

6.. البقرة ۲ : ۲۷۳ .

7.. «ب» : كسب الحلال .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1820
صفحه از 503
پرینت  ارسال به