247
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

تعالى؟ فقال: هل لك من والدة؟ قال: نعم. قال: فإنّما يكفي مع البرّ بالوالدين العملُ اليسير.۱

و روي: أنّ رجلاً أتى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و قد ألَمَّ۲ بذنب، فذكر ذلك له، فقال عليه‏السلام: هل لك اُمٌّ؟ قال: لا. فسكت عنه حتّى قام فقال: هل لك خالة؟ قال: نعم. قال: فبَرِّها.۳

و روي أنّها۴ ابنة خالته من الرَّضاعة، فنزع صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رداءه عن ظهره، و بَسَطَه لها، فقال: مرحبا باُمّي!۵

و قوله عليه‏السلام: «تحت أقدام الاُمّهات» مَجاز، و هذا كما يقال: «هذا تحت قَدَميّ»؛ أي أنا وليّه، و أنا المحامي عليه، إن رفعتُ قَدَمَيَّ عنه يمكَّن منه، و المعنى أنّ تحرّي رضا الاُمّ هو الموصِل إلى الجنّة، فكأنّ الجنّة تحت حَوزها،۶ و هي الممكّنة منها.

و فائدة الحديث: الحثّ على البرّ بالاُمّهات، و طلب مراضيهنّ، و التذلّل /۶۷/ لهنّ.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الدُّعاءُ بَينَ الأذانِ وَ الإقامَةِ لا يُرَدُّ.۷

«الدُّعاء» و النداء متقاربان في المعنى، و حقيقة الدعاء قول الواحد منّا: «افعل» لمن هو فوقه في الرتبة بشريطة أن يكون مريدا للمدعوّ إليه، و الدعاء أصله الصياح، تقول: دعوتُ

1.. المصنّف لعبد الرزّاق الصنعاني ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۱ ، ح ۱۹۷۰۵ .

2.. ألَمَّ أي نَزَلَ به ، و لَمَّ به و ألمَّ و التمَّ : نَزَلَ ، و الإلمام و اللَّمَمَ : الزيارة ، و مقاربة الذنب ، و قيل : اللَّمَم : ما دون الكبائر من الذنوب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۴۹ .

3.. راجع : مسند ابن المبارك ، ص ۱۳۶ .

4.. «ألف» و «ب» : أنّه .

5.. مسند ابن المبارك ، ص ۱۳۶ ؛ الإصابة ، ج ۸ ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۱۳۱۸ .

6.. حازَه حَوزا و حيازةً . . . و الحَوز من الأرض : أن يتّخذها الرجل ، و يبين حدودها فيستحقّها ، فلا يكون لأحد فيها حقّمعه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۹ حوز .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ، ح ۱۲۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۲ ، ص ۳۷۲ ، ح ۱ ؛ و ج ۷ ، ص ۳۵ ، ح ۳ ؛ السننالكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، ح ۹۸۹۷ ، و ص ۲۳ ، ح ۹۸۹۹ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۱ ، ص ۲۲۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۴۰۰ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۹۸ . الدعوات ، ص ۳۶ ، ح ۸۷ ؛ ذكرى الشيعة ، ص ۲۱۳ ؛ مفتاح الفلاح ، ص ۴۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۴۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
246

و كان أصل هذه الكلمة /۶۵/ من أممتُ أي قصدت ؛ و ذلك أنّ الفروع كلّها تَنساق إلى اُصولها، فكأنّها تَقصد الاُصولَ فسمّي كلّ أصل اُمّا.

و روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال لأبي هريرة: دعوة الوالدة أسرع إجابةً. قال: قلت: و لم؟ قال: لأنّها۱ هي أرحم من الأب، و دعوة الرحيم لا تسقط.۲

و قال عليه‏السلام: مَن أدرك والدَيه أو أحدَهما فلم يُغفر له فلا غَفر اللّه‏ُ له، و مَن أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فلا غفر اللّه‏ له، و من ذُكرتُ عنده فلم يُصَلِّ عَلَيَّ فلا غفر اللّه‏ له۳.۴

و قال عليه‏السلام: إنّ البارّ لا يموت ميتة سوء.۵

و روى بهز۶ بن حكيم عن جدّه، قال: قلت: يا رسول اللّه‏، من أبَرُّ؟ قال: اُمَّك. قلت: ثمّ من؟ قال: ثمّ اُمّك. قلت: ثمّ من؟ قال: اُمّك. قلت: ثمّ من؟ قال: ثمّ أباك، ثمّ الأقرب فالأقرب.۷

و قال عليه‏السلام: يقال للعاقِّ: اعمل ما شئت ؛ فإنّي لا أغفر لك. و۸ يقال للبارّ: اعمل ما شئت ؛ فإنّي أغفر لك.۹

و جاء رجل إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: يا رسول اللّه‏، دُلَّني على عمل أعمله۱۰ يقرّبني إلى اللّه‏

1.. «ب» : ـ لأنّها .

2.. انظر : إحياء العلوم ، ج ۶ ، ص ۴۶ ؛ شرح رسالة الحقوق ، ص ۵۵۰ .

3.. هذه الرواية لم يوجد في «ألف» .

4.. مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۵ و ۱۶۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۴۳ ، ح ۴۳۸۵۵ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۵۴ ، ح ۳۱ ؛بحار الأنوار ، ج ۸۶ ، ص ۲۶۱ ، ح ۷۵ و ج ۹۴ ، ص ۸۱ ، ح ۴۷ في كلها مع اختلاف .

5.. الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ ؛ تاريخ ابن معين ، ج ۱ ، ص ۱۸۸ .

6.. «ألف» : نمر . «ب» : بهر .

7.. المجموع للنووي ، ج ۱۸ ، ص ۲۹۶ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۹ ، ص ۲۷۵ ، مستدرك الوسائل ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۲ ،ح ۱۷۹۳۶ .

8.. «ألف» : ـ و .

9.. روضة الواعظين ، ص ۳۶۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۴۷۶ ، ح ۴۵۵۲۷ .

10.. «ب» : ـ أعمله .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1795
صفحه از 503
پرینت  ارسال به