تعالى؟ فقال: هل لك من والدة؟ قال: نعم. قال: فإنّما يكفي مع البرّ بالوالدين العملُ اليسير.۱
و روي: أنّ رجلاً أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله و قد ألَمَّ۲ بذنب، فذكر ذلك له، فقال عليهالسلام: هل لك اُمٌّ؟ قال: لا. فسكت عنه حتّى قام فقال: هل لك خالة؟ قال: نعم. قال: فبَرِّها.۳
و روي أنّها۴ ابنة خالته من الرَّضاعة، فنزع صلىاللهعليهوآله رداءه عن ظهره، و بَسَطَه لها، فقال: مرحبا باُمّي!۵
و قوله عليهالسلام: «تحت أقدام الاُمّهات» مَجاز، و هذا كما يقال: «هذا تحت قَدَميّ»؛ أي أنا وليّه، و أنا المحامي عليه، إن رفعتُ قَدَمَيَّ عنه يمكَّن منه، و المعنى أنّ تحرّي رضا الاُمّ هو الموصِل إلى الجنّة، فكأنّ الجنّة تحت حَوزها،۶ و هي الممكّنة منها.
و فائدة الحديث: الحثّ على البرّ بالاُمّهات، و طلب مراضيهنّ، و التذلّل /۶۷/ لهنّ.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۸۷.قوله صلىاللهعليهوآله: الدُّعاءُ بَينَ الأذانِ وَ الإقامَةِ لا يُرَدُّ.۷
«الدُّعاء» و النداء متقاربان في المعنى، و حقيقة الدعاء قول الواحد منّا: «افعل» لمن هو فوقه في الرتبة بشريطة أن يكون مريدا للمدعوّ إليه، و الدعاء أصله الصياح، تقول: دعوتُ
1.. المصنّف لعبد الرزّاق الصنعاني ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۱ ، ح ۱۹۷۰۵ .
2.. ألَمَّ أي نَزَلَ به ، و لَمَّ به و ألمَّ و التمَّ : نَزَلَ ، و الإلمام و اللَّمَمَ : الزيارة ، و مقاربة الذنب ، و قيل : اللَّمَم : ما دون الكبائر من الذنوب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۴۹ .
3.. راجع : مسند ابن المبارك ، ص ۱۳۶ .
4.. «ألف» و «ب» : أنّه .
5.. مسند ابن المبارك ، ص ۱۳۶ ؛ الإصابة ، ج ۸ ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۱۳۱۸ .
6.. حازَه حَوزا و حيازةً . . . و الحَوز من الأرض : أن يتّخذها الرجل ، و يبين حدودها فيستحقّها ، فلا يكون لأحد فيها حقّمعه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۹ حوز .
7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ، ح ۱۲۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۲ ، ص ۳۷۲ ، ح ۱ ؛ و ج ۷ ، ص ۳۵ ، ح ۳ ؛ السننالكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، ح ۹۸۹۷ ، و ص ۲۳ ، ح ۹۸۹۹ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۱ ، ص ۲۲۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۴۰۰ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۹۸ . الدعوات ، ص ۳۶ ، ح ۸۷ ؛ ذكرى الشيعة ، ص ۲۱۳ ؛ مفتاح الفلاح ، ص ۴۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۴۸ .