245
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

نفسُه على حسرتها.

و المعنى: أنّه إذا آثَرَ ظِلالَ السُّيوف كان جزاؤه الجنّة، فكأنّها كانت تحت الظلال۱ ظفر بها ثَمَّ۲ ؛۳ و السيوف تَنوشه۴، و الأقران۵ تحوشه۶.

و فائدة الحديث: الحثّ على الجهاد ذبّا عن بيضة الإسلام.

و راوي الحديث: أبو بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجَنَّةُ تَحتَ أقدامِ الاُمَّهاتِ.۷

«الاُمّ» في كلام العرب: الأصل، و مكّة /۶۶/ اُمّ القرى ؛ لأنّ الأرض دُحيت من ناحيتها من تحت الكعبة. و الاُمّ: الوالدة، و تُجمع۸ اُمّات، و أصل الاُمّ اُمَّهَة، و لذلك تُجمع على اُمَّهات، و فُرِّق بينهما فقيل: الاُمّهات للناس، و الاُمّات للبهائم. و يقال: أممتِ اُمومةً، و تصغير الاُمّ اُمَيمَة، و يقال: يا اُمَّتِ و يا أبتِ، فيجعلون علامة التأنيث عوضا عن ياء الإضافة، و يوقَف عليها بالهاء، و الاُمّ: العَلَم الّذي يَرجع إليه الجيش، و اُمّ الدماغ:۹ الجلدة الّتي تضمّه.

و قال الخليل: «كلّ شيء ضُمّ إليه سائر ما يليه يسمّى اُمّا».۱۰

1.. «ألف» : ظلال .

2.. في «ألف» بدل «ثَمَّ» : و المماصعة و المِصاع مثل المضاربة و الضِّراب .

3.. ثَمَّ ، بفَتح الثاء المثلَّثة : هُناك ، و هو للبعيد بمنزلة «هُنا» للقريب ؛ قال تعالى : «وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيْما ومُلكا كبيرا» .

4.. ناشَه ينوشه نَوشا إذا تَناوله و أخذه ، و يقال للرجُل إذا تَناول رجلاً ليأخذ برأسه و لحيته : ناشَه ينوشه نوشا .

5.. الأقران : جمعُ القِرن ، بكسر القاف هو كُفؤُ الشجاع في الشجاعة .

6.. حُشتُ عليه الصيدَ و أحشَيته إذا نفّرته نحوه و سقته إليه و جمعته عليه . حُشتُ الإبلَ : جَمَعتُها و سُقتها . لسان العرب ،ج ۶ ، ص ۲۹۰ حوش .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ، ح ۱۱۹ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۳۴۸ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۲۲۰ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۳ ، ح ۳۶۴۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۴۶۱ ، ح ۴۵۴۳۹ . مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۱۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۰ ، ح ۴ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۲۸ .

8.. «ألف» : يجمع . و كذلك المورد الآتي .

9.. و به فُسِّر قوله تعالى : «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» على أحد الأقوال عبد الستّار .

10.. كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۴۲۶ أمم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
244

هُمْ الْوَارِثُونَ»۱، فعبّر بالفلاح عن جميع ما عدّد في هذه الآيات، ثمّ لمّا۲ صار إلى ذكر السخاء قال: «وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»۳، فأطلق ذكر الفلاح على من وُقي الشحَّ، و ما أجدر الخلّة الّتي بمجرّدها رقم اللّه‏ الصلاح و الفلاح على صاحبها أن يختارها الإنسان و يتكلّفها حتّى تصير له سجيّة ؛ فإنّ الخير عادةٌ يعتادها الإنسان ثمّ يتطبّع بها.۴

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أيّ داء أدوأ من البخل؟!۵

و فائدة الحديث: الحثّ على السخاء، و إعلامُ أنّ الجنّة دار من آثر ذلك.

و راوية۶ الحديث: عائشة.

۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجَنَّةُ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ.۷

«الظِّلّ»: ضوء شعاع الشمس دون شعاعها، فإذا لم يكن ضوء فهو ظلمة و ليس بظلّ، و جمع الظلّ «ظِلال»، و الظلال أيضا: ما أظَلّك مِن سحاب و ضَباب۸، و ظِلُّ الليل سَواده، و هو استعارة و مجاز، و استظلّ بالشجرة: استذرى۹ بها، و ظلال السيوف كناية عن المعركة، يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجنّة تحت السيوف المرفوعة إذا أظلّت على الشُّجعان في حَرّ المِصاع۱۰ حيث يتحرّج المؤمنُ المتّقي أن يفرّ من خصمه ؛ فيغوص في غَمْرتها، و لا تأسى

1.. المؤمنون ۲۳ : ۱ ـ ۱۰ .

2.. «ب» : + أن .

3.. الحشر ۵۹ : ۹ .

4.. «ب» : ـ بها .

5.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۰۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۵۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۳۰۲ .

6.. «ب» : راوي .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ، ح ۱۱۸ ؛ مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام ، ص ۴۹۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۶ ؛ صحيح البخاري ،ج ۳ ، ص ۲۰۸ ؛ و ج ۴ ، ص ۹ و ۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۱۴۳ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۵ . صحيفة الرضا عليه‏السلام ، ص ۹۱ ؛ كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ مع اختلاف يسير ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۳ ، ص ۴۵۷ .

8.. الضَّباب : ندًى كالغَيم . و قيل : الضَّبابة سحابة تغشِّي الأرض كالدخان ، و الجمع : الضَّباب . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۴۰ ضبب .

9.. استذريتُ بالشجرة أي استظللتُ بها و صرت في دفئها . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۸۴ ذرو .

10.. في هامش «ب» : و المماصعة و المصاع مثل المضاربة و الضراب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1609
صفحه از 503
پرینت  ارسال به