243
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

بالبستان، و شتّان۱ ما هما، و قيل: لانطواء ما فيها علينا كما قال اللّه‏ تعالى: «فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ»۲.

و جنّات، قال ابن عبّاس: «إنّما جُمعت لأنّها سبع جنّات۳: جنّة الفردوس، و عدن، و جنّة النعيم، و دار الخلد، و جنّة المأوى، و دار السلام، و علّيّون۴».

و أصل «ج ن ن»: الستر، و منه الجِنّ لاستتارهم عن أعيننا، و المجنّ و الجنين۵ /۶۵/ إلى غير ذلك.

و «السخاوة»: سماحة الأخلاق و۶ لين من الجانب، يقال: سَخَتْ نفسي عن الشيء إذا تركتْه، و سخُوَ يَسخو صار سخيّا، و أرض سَخاويّة ليّنة.

و روي في بعض الحديث تمام هذا الخبر: فعلى هذا ينبغي للعبد أن لا يخلو من السخاء في حالتي الشدّة و الرخاء مع الأعداء و ذوي الإخاء.۷ و هذه الزيادة بكلام غير رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أشبه.

و معنى الحديث: وعد الأسخياء بالجنّة ؛ لأنّ السخاء أوّل درجة من درجات الخير، و ما من خصلة من الخصال الحميدة۸ إلاّ /۶۴/و السخاء عنوانها و الجود بنيانها، و كفاك قول اللّه‏۹ تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ»إلى قوله عزّ و علا: «أُوْلَئِكَ

1.. هذا على لغة الأصمعي الذي مَنع أن يقال : «شَتّانَ بَينهما» ، و عنده أنَّ الأخيرة مِن كلام المولَّدين ، كقول بعضهم من الطويل :
لَشتّانَ ما بين اليزيدَينِ في النَّدى يَزِيد سُليم و الأَغَرِّ ابنِ حاتم
عبد الستّار .

2.. السجدة ۳۲ : ۱۷ .

3.. «ب» : جنان .

4.. راجع : تفسير القرطبي ، ج ۸ ، ص ۳۲۹ مع اختلاف .

5.. «ألف» : + و .

6.. «ب» : في .

7.. لم نعثر عليه . و انظر : ضياء الشهاب ، ص ۱۲۶ .

8.. «ألف» : ـ الحميدة .

9.. «ب» : قوله .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
242

«الخوف»: الظنّ المتعلّق بحصول مضرّة فيما يستقبل أو فوات نفع، و قيل: الخوف توقّع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، كما أنّ الرجاء و الطمع توقّع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة، و يُضادّ الخوفُ الأمنَ.۱

و «الحكمة»: العلم، و إذا استُعمل في الفعل كان المراد به كُلّ فعلٍ حَسَنٍ واقعٍ من العالِم بحُسنه، و قيل: الحكمة إصابة الحقّ بالعلم و الفعل، و الحكمة من اللّه‏ تعالى العلم بالأشياء و إيجادها على غاية الإحكام، و من الإنسان معرفة الموجودات و فعل الخيرات.

و أصل «ح ك م»: المنع، و منه: حَكمتُ الدابّةَ و أحكمتُ الأمر.

و معنى الحديث: أنّ أوّل الحكمة مخافة اللّه‏ تعالى ؛ فإنّ الحكيم هو الّذي يضع الاُمور مواضعها، و لن يفعل ذلك إلاّ بعد أن يجعل تقوى اللّه‏ تعالى شعارا و الخير دثارا، و ينظر للناس كما ينظر لنفسه، و يتّخذ الخير عادةً، فإذا حقّق ذلك كان مبدأ أمره مخافة اللّه‏.

و من كلام بعضهم: الحزن يمنع من الطعام، و الخوف يمنع من الذنوب، و الرجاء يقوّي على الطاعة، و ذكر الموت يزهّد عن الفضول.۲

و فائدة الحديث: الحثّ على مخافة اللّه‏ تعالى و خشيته.

و راوي الحديث: زيد بن خالد، قال: ذكر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك في خطبة.۳

۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجَنَّةُ دارُ الأسخياءِ.۴

«الجَنّة»: كلّ بستان ساتر بأشجاره الأرض، و الجَنّة قيل: سمّيت بذلك على التشبيه

1.. «ألف» : الأمر .

2.. نَسَبُ النسفي في القند إلى أبي محمّد عبد اللّه‏ بن محمّد بن نصر الهروي المتوفَّى سنة ۳۷۹ هـ . راجع : القند في ذكر علماءسمرقند ، ص ۳۰۹ .

3.. «ب» : خطبته .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۶ و ۱۱۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۱ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۵۶۳ ، ح ۳۶۴۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۴۶ ، ح ۱۵۹۸۵ . الجعفريات ، ص ۲۵۱ مع اختلاف يسير ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۰۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۴ ، ح ۷۵۱۲ ؛ و ص ۲۳۳ ، ح ۸۱۱۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1749
صفحه از 503
پرینت  ارسال به