239
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يقال: حَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عطِش، و حَرَّ يحَرُّ حُرِّيّةً من حُرِّيّة الأصل، و حَرَّ العبدُ يحَرّ حَرارا۱، فهذه الثلاثة بكسر العين من الماضي، و فتحها من المضارع، و أمّا حَرَّ النهارُ فيقال فيه: حرَرتَ يا يوم بالفتح، و حرِرت بالكسر تحِرُّ۲ و تَحَرّ حَرّا۳ و حرارةً و حُرورا، و أحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي، و الحَرّان العطشان، و الاُنثى «حَرَّى»، و المعنى۴: «في إرواء كلّ كبد حرّى أجر۵ أو في سقي كلّ كبد»، فحذف المضاف، و رأيت من يفسّره على أنّ لكلّ همّ يحرّ الكبدَ و يحميها عوضا، و هذا وهم.

و للحديث سبب و هو: أنّ رجلاً سأل رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: أئنّ /۶۳/ لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: في كلّ كبد رَطْبَة أجر.۶

و روي: أنّ رجلاً من بني إسرائيل فاسقا مُتَهتِّكا أتى على بئر في بعض أسفاره، فإذا كلب۷ يلهث من شدّة العطش، فرقّ له و نزل في البئر، و ملأ موقه ـ أي خُفّه ـ ماءً، و سقى ذلك الكلب و أرواه، فشكر اللّه‏ تعالى له ذلك، و أوحى اللّه‏۸ إلى نبيّ ذلك الزمان: /۶۲/إنّي قد غفرت له بشفقته على خَلق من خليقتي، و لئن كان اللّه‏ تعالى يعطيه الحياة و القدرة و القوّة و الشهوة و النفرة، فلا تبخل۹ عليه بشربة من ماء تشربه أنت۱۰ أيضا مجّانا.۱۱

1.. «ألف» : حرّا .

2.. «ب» : + و تحُرُّ .

3.. «ألف» : ـ حَرّا .

4.. «ألف» معنى .

5.. «ألف» : ـ أجر .

6.. كتاب الموطّأ لمالك ، ج ۲ ، ص ۹۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۰۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ،ص ۴۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۷۵ ، ح ۲۵۵۰ .

7.. «ألف» : ـ كلب .

8.. «ب» : ـ اللّه‏ .

9.. «ألف» : بخل .

10.. «ألف» : إنّك .

11.. لم نعثر عليه في الجوامع الروائيّة ؛ و لكن روي نظيره في بحار الأنوار ، ج ۶۲ ، ص ۶۵ ، ح ۲۴ ؛ و صحيح البخاري ، ج ۱ ،ص ۵۱ ؛ و ترك الإطناب في شرح الشهاب ، ص ۶۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
238

و اللعب و الانهماك في الأشَر۱ و الطرب، فلا يزال حزينا مهموما متفكّرا في أمر معاشه و معاده، فمتى يفرغ للضحك؟!

و من المحسوس ما قال عليه‏السلام ؛ لأنّ الإنسان إذا ضحك كثيرا تَبلّد۲ ذهنه و أعيا خاطره، فذلك الكلال هو۳ موت القلب و خمود الحسّ، فأمّا الابتسام فبخلاف ذلك ؛ لأنّه معدود في حسن الخلق، و قد قيل: ينبغي أن يكون المرء دائم الابتسام قليل الضحك، و كذلك۴ كان سيّدنا رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۵. و فيما روي عن اللّه‏ تعالى: أنا عند المنكسرة قلوبهم۶.۷

و فائدة الحديث: الحثّ على تجنّب الضحك و الاحتراز من الاستغراب۸ فيه.۹

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۸۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أْٔرٌ.۱۰

«الحَرّة» بالفتح: العطش، و أمّا قولهم «حِرّةٍ تحت قِرّة» فإنّما كُسر لمكان قِرّة ليتراوجا،

1.. «ألف» : السرور .

2.. «ب» : تلبّد .
تبلَّد : تردَّد متحيِّرا . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۹۶ بلد .

3.. «ألف» : من .

4.. «ب» : لذلك .

5.. انظر : الطبقات الكبرى ، ج ۱ ، ص ۴۲۳ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۲ ، ص ۱۵۶ ؛ معاني الأخبار ، ص ۸۱ ، ح ۱ ؛ مكارمالأخلاق ، ص ۱۲ .

6.. «ألف» : أنا عند القلوب المنكسرة .

7.. المواقف للإيجي ، ج ۳ ، ص ۴۶۳ ؛ شرح المواقف للقاضي الجرجاني ، ج ۸ ، ص ۲۸۷ ؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۶۳ و ج ۲ ، ص ۸۸ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۲۰۳ ، ح ۶۱۴ ؛ تفسير الرازي ، ج ۲ ، ص ۸۳ و ۱۸۳ و ۲۱۶ . . . ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۵ ، ص ۲۲۶ . منية المريد ، ص ۱۲۳ .

8.. استَغربَ في الضحك و استُغرب : أكثَرَ منه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۴۱ غرب .

9.. «ب» : ـ فيه .

10.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۸ و ۹۹ ، ح ۱۱۲ ـ ۱۱۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۱۵ ، ح ۳۶۸۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ،ص ۱۳۷ ، ح ۱۵۶۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۰ ، ح ۵۴۱ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۹۵ ، ح ۳ ؛ و فيه ، ج ۲ ، ص ۲۶۰ ، ح ۱۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۷۱ ، ح ۳۲ مع اختلاف يسير ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۳۷۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1612
صفحه از 503
پرینت  ارسال به