237
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: ابن عمر.

۸۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَثرَةُ الضِّحكِ تُميتُ القَلبَ.۱

«الضِّحك»: انبساط أسارير۲ الوجه و ظهور الأسنان من سرور النفس، و لذلك يقال لمقدّمات الأسنان: ضواحك، و يُعَدّ الضحك في قبيل الاعتقاد، و أصل الضحك: التفتّح، و لذلك قال شاعرهم۳:

«أين أهل القباب بالدهناء

أين جيرانُنا على الأحساء

فارَقونا و الأرضُ مُلبَسةٌ نو

رَ أقاحٍ تُجادُ بالأنواء

كُلَّ يوم بأُقحُوانٍ جديد

تَضحَك الأرضُ مِن بكاء السماء»۴

يقال: ضَحِكَ يَضحَك ضِحْكا و ضَحْكا و ضِحِكا۵ و ضَحِكا أربع لغات، و الاُضحوكة: ما يُضحَك منه، /۶۱/و الضَّحكة المرّة الواحدة، و روي أنّه لا يَضحك من الحيوانات إلاّ الإنسان و القرد.

و إنّما قال عليه‏السلام ذلك لأنّ الضحك من نتائج السرور و لوازم الغفلة، و ذلك أنّ المتيقّظ الحازم و المتنبّه الضابط يشغله ما يهمّه من أمر دنياه و آخرته عن الجُنوح۶ إلى اللهو

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۸ ، ح ۱۱۱ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۲۷ ، ص ۲۷۹ ، ح ۵۸۰۳ مع اختلاف يسير ؛ تفسير الثعالبي ،ج ۵ ، ص ۳۳۵ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۶۴ ، ح ۶ ؛ عدّة الداعي ، ص ۱۵۵ ؛ أعلام الدين ، ص ۲۷۶ (مع اختلاف يسير في الأخيرين) ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۵ .

2.. أسارير الوجه : خطوطها ، و قال بعضهم : الأسارير : الخَدَّان و الوجنتان و محاسن الوجه ، و هي شآبيب الوجه أيضا و سبحات الوجه . السُّرّ و السِّرّ و السِّرَر و السِّرار كلّه : خطّ بطن الكفّ و الوجه و الجبهة ، و الجمع أسِرَّة و أسرار ، و جمع الجمع أسارير ، و كذلك الخطوط في كلّ شيء . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۵۹ سرر .

3.. «ألف» : الشاعر .

4.. لابن مطير الأسدي ، راجع : الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، ج۱۶ ، ص۲۸۲ ؛ غرر الفوائد و درر القلائد ، ج۱ ، ص۴۳۸ ؛جواهر الآداب و ذخائر الشعراء و الكتاب ، ج۱ ، ص۶۵۹ ؛ خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب ، ج۵ ، ص۴۵۸ ؛ نوادر الرسائل ، ص ۲ ، كتاب الأمالي ، ص۴۹ ؛ أعيان الشيعة ، ج ۶ ، ص ۴۰۳ .

5.. «ألف» : ضحاكا .

6.. الجُنوح : الميل ، و الإقبال . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۲۸ جنح .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
236

و ممّا۱ يدلّ على أنّ الظالم يبقى متخبّطا۲ في الظلمة قوله تعالى: «قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورا»۳.

عن عبد اللّه‏ بن سَلاّم قال: لمّا خَلق اللّه‏ تعالى الملائكة فاستووا على أقدامهم، رفعوا رؤوسهم فقالوا: يا ربّ، مع من أنت؟ قال: مع المظلوم حتّى يؤدّى إليه حقّه.۴

و قيل: أوّل ظلم وقع في اُمّة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قولهم: تَنَحَّ عن الطريق.۵

و قال الحسن: «ظلمُك لأخيك المسلم أن تكتم خير ما فيه و تذكر شرّه».۶

و يروى: أنّ رجلاً من أهل الجنّة يوقَف في عرصة القيامة، فيطول موقفه، فيقول: لم وُقفتُ؟ فيقال: إنّ فلانا ظُلم يوم كذا و أنت حاضر، فلم تنصره!۷

و كَتَبَ بعضهم على دار وزير بعد موته:

هذه دار مَن ظَلَم

و تَعَدَّى على الاُمم

سَنَّ في الناس سُنّةً

فهُمُ منه في ألم

وَدَّ۸ في القبر أنّه

قَطُّ لم يَعرف القلم۹

و فائدة الحديث: النهي عن الظلم و التعدّي، و تذكير أنّ «مَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ /۶۲/ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ»۱۰.

1.. «ألف» : ما .

2.. خَبَطَه الشيطان و تَخَبَّطه : مَسَّه بأذًى و أفسَدَه . و في التنزيل : «الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ»أي يتوطَّؤه فيَصرَعُه ، و المسُّ الجنون . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۸۲ خبط .

3.. الحديد ۵۷ : ۱۳ .

4.. فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ ؛ عيون الأثر ، ج ۱ ، ص ۶۸ .

5.. طبقات الشافعيّة الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۹ .

6.. راجع : البداية و النهاية ، ج ۹ ، ص ۲۷۵ .

7.. لم نعثر على قائله .

8.. «ألف» : ودّني .

9.. لم نعثر عليه .

10.. الطلاق ۶۵ ، ۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1908
صفحه از 503
پرینت  ارسال به