و ممّا۱ يدلّ على أنّ الظالم يبقى متخبّطا۲ في الظلمة قوله تعالى: «قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورا»۳.
عن عبد اللّه بن سَلاّم قال: لمّا خَلق اللّه تعالى الملائكة فاستووا على أقدامهم، رفعوا رؤوسهم فقالوا: يا ربّ، مع من أنت؟ قال: مع المظلوم حتّى يؤدّى إليه حقّه.۴
و قيل: أوّل ظلم وقع في اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله قولهم: تَنَحَّ عن الطريق.۵
و قال الحسن: «ظلمُك لأخيك المسلم أن تكتم خير ما فيه و تذكر شرّه».۶
و يروى: أنّ رجلاً من أهل الجنّة يوقَف في عرصة القيامة، فيطول موقفه، فيقول: لم وُقفتُ؟ فيقال: إنّ فلانا ظُلم يوم كذا و أنت حاضر، فلم تنصره!۷
و كَتَبَ بعضهم على دار وزير بعد موته:
هذه دار مَن ظَلَم
و تَعَدَّى على الاُمم
سَنَّ في الناس سُنّةً
فهُمُ منه في ألم
وَدَّ۸ في القبر أنّه
قَطُّ لم يَعرف القلم۹
و فائدة الحديث: النهي عن الظلم و التعدّي، و تذكير أنّ «مَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ /۶۲/ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ»۱۰.
1.. «ألف» : ما .
2.. خَبَطَه الشيطان و تَخَبَّطه : مَسَّه بأذًى و أفسَدَه . و في التنزيل : «الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ»أي يتوطَّؤه فيَصرَعُه ، و المسُّ الجنون . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۸۲ خبط .
3.. الحديد ۵۷ : ۱۳ .
4.. فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ ؛ عيون الأثر ، ج ۱ ، ص ۶۸ .
5.. طبقات الشافعيّة الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۹ .
6.. راجع : البداية و النهاية ، ج ۹ ، ص ۲۷۵ .
7.. لم نعثر على قائله .
8.. «ألف» : ودّني .
9.. لم نعثر عليه .
10.. الطلاق ۶۵ ، ۱ .