231
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

بمعنى واحد.۱ و قال الاُمويّ: المُخطئ: من أراد الصواب، فصار إلى غيره. و الخاطئ: مَن تعمّد لما لا ينبغي.۲ و جمعُ الخطيئة خطايا، أصله خطائئ كخطائِع، فلمّا اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانية ياءً ؛ لأنّ قبلها كسرة فاستثقلت و قُلبت ألفا، ثمّ قلبت الهمزة الاُولى ياءً لخفائها بين الألفين فصارت خطايا.

و معنى الحديث: أنّ الإنسان المؤمن إذا تصدّق تجاوز اللّه‏ تعالى عن خطيئته، و إذا كان التجاوز يتعقّب الصدقة فكأنّها هي الجالبة۳ له و السبب فيه، فجعلها هي المطفئة للذنب المبطلة له ؛ و هذا كما قال تعالى: «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانا وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسا إِلَى رِجْسِهِمْ»۴.

و معلوم أنّ الآية لا تفعل بنفسها شيئا من ذلك، بل السامع يزداد إيمانا إلى إيمان و تصديقا إلى تصديق، أو رجسا إلى رجس و كفرا إلى كفر. و قوله تعالى: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ»۵ كمثل، و لا يدلّ شيء من ذلك على التنافي و التحابط.

و معنى الحديث: أنّ الخطايا تَنحاتُّ عن المتصدّق و تتناثر عنه حتّى كأنّ صدقتَه كانت۶ ماءً اُريق على جمر فأطفأه.

و فائدة الحديث: الترغيب في الصدقة، و إعلام أنّ الخطايا تتفانى عندها و لا تبقى معها.

و راوي الحديث: معاذ بن جبل و جابر رضوان اللّه‏ عليهما.

1.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۷ خطأ .

2.. المصدر .

3.. «ألف» : الجلبة .

4.. التوبة ۹ : ۱۲۴ و ۱۲۵ .

5.. هود ۱۱ : ۱۱۴ .

6.. «ألف» : ـ كانت .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
230

عيش ظليل أي طيّب.

قال جرير:

«و لقد تُساعِفنا۱ الديارُ و عيشُنا

لو دام ذاك كما نحبّ ظليلُ»۲

و معنى الحديث: أنّ الرجل إذا تصدّق في الدنيا بصدقة يقصد بها وجه اللّه‏ تعالى، كان في القيامة مستذريا۳ بها عن حرّها و كربها.

و قوله عليه‏السلام: «حتّى يقضى بين الناس» يدلّ على /۵۹/ طول الوقوف في القيامة.

و روي: أنّ امرأةً تصدّقت بخرقة، فرُئيَتْ في المنام، و سُئلت عن حالها؟ فقالت: أنا في ظلّ تلك الخرقة!۴

و فائدة الحديث: الحثّ على الصدقة حتّى تكون في القيامة حاجزةً بينه و بين لفح۵ حرّها و اضطرام وهجها.

و راوي الحديث: عُقبة بن عامر.

۷۶./۵۸/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ.۶

«الخطيئة»: الاسم من خَطِئَ يَخطَأ خَطَأً و خِطأَةً۷، قال أبو عبيد: خَطِئَ و أَخطأ لغتان

1.. الإسعاف و المساعفة : المساعدة و المواتاة و القرب في حسن مصافاة و معاونة . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۵۲ سعف .

2.. اُنظر : معجم البلدان ، ج ۱ ، ص ۳۹۴ .

3.. استذريتُ بفلان أي التجأت إليه و صرت في كنفه ، و استذريت بالشجرة أي استَظللتُ بها و صرتُ في دِفئها . لسانالعرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۴ ذرو .

4.. لم نعثر عليه في المجامع الروائية ؛ و لكن رُويت قصّةٌ شبيهة به في المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۵۱۸ ح ۸۴۵۵ .

5.. لَفَحَته النار تَلفَحه لَفْحا و لَفَحانا أصابت وجهه إلاّ أنّ النفحَ أعظم تأثيرا منه ، و قال الأزهري : لفحَته النار إذا أصابت على جسده فأحرقته ، و قال الجوهري : لَفَحَته النارُ و اسَّموم بحَرِّها أحرقَته . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۸ لفح .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۵ ، ح ۱۰۴ و ۱۰۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۴۸ مع اختلاف يسير ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۴۰۸ ، ح ۴۲۱۰ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۶۰۹ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ ، ح ۳۶ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۳۳۱ ، ح ۱۲۴۹ مع اختلاف يسير ؛ وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۳۹۸ ح ۱۲۳۲۷ (عن مجمع البيان) .

7.. «ألف» : خطاءً .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1989
صفحه از 503
پرینت  ارسال به