۷۵.قوله صلىاللهعليهوآله: الرَّجُلُ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضَى۱ بَينَ النَّاسِ.۲
«الظِّلّ»: خلاف الضِّحّ۳، و الفَيء أخصّ منه ؛ لأنّ الظلّ ما لم تصل إليه الشمس، و الفيء ما كانت عليه الشمس فزالت. و لمّا كان الغالب على بلاد العرب و بواديها الحرّ، فكانوا يستريحون إلى الظلّ و البرد، عبّروا عن كلّ طيّب و لذيذ بهما.
قال الأسود بن يعفر:
«و لقد غنوا فيها بأكرم عيشةٍ
في ظلّ مُلكٍ ثابِتِ الأوتاد»۴
و قال:
«يَرى بَردَ ماءٍ ذِيدَ عنه و روضةً
بَرُودَ الضُّحى فَينانةً۵ بالأصائل»۶
و لهذا قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَ عُيُونٍ»۷، و قال تعالى: «أُكُلُهَا دَائِمٌ وَ ظِلُّهَا»۸.
و يعبّر به عن العزّ و المَنعة۹، يقال: أنا في ظلّ فلان، أي في كَنَفِهِ و عِزِّهِ، و يقال: إنّه في
1.. مسند أحمد والمستدرك للحاكم والسنن الكبرى : «يُفصل» بدل «يقضى» .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۴ ، ح ۱۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۴۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ ؛ مسند ابنالمبارك ، ص ۱۹۵ ، ح ۳۴۱ ؛ مسند أبي يعلي ، ج ۳ ، ص ۳۰۱ ، ح ۱۷۶۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ . و راجع : عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ، ح ۲۲ ؛ جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۱۱۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۶۰ ، ح ۷۹۱۳ .
3.. الضِّحّ : الشمس ، و قيل : هو ضوؤها ، أو ضوؤها إذا استمكن من الأرض ، قال أبو الهيثم : الضَّحّ نقيض الظِّل ، و هو نور الشمس الّذي في السماء على وجه الأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۲۴ ضحح .
4.. الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني ، ج۱۳ ، ص۱۵ ؛ غرر الفوائد و درر القلائد ، ج۱ ، ص۳۵ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج۴ ،ص ۲۱۸ ؛ التمثيل و المحاضرة ، ص۴۵ ؛ سلوة الحزين في موت البنين ، ص۷۹ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج۲ ، ص۳۷۳ ؛ العقد الفريد ، ج۳ ، ص۲۴۳ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج۳ ، ص۶۶ ؛ تفسير جوامع الجامع ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۱۸۱ .
5.. امرأة فَينانة : كثيرة الشَّعَر ، و الشَّعر الفَينان : الطويل الحسن ، و الياء زائدة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۸ ؛القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۵۷ فنن .
6.. لم نعثر عليه في موضع .
7.. المرسلات ۷۷ : ۴۱ .
8.. الرعد ۱۳ : ۳۵ .
9.. المَنْعة : القوّة ، و قوم ليست لهم مَنْعة أي قوّة تَمنع مَن يريدهم بسوء ، و يقال : فلان في مَنَعةٍ أي في قوم يَحمونه و يمنعونه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۴۳ .