229
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۷۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرَّجُلُ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضَى۱ بَينَ النَّاسِ.۲

«الظِّلّ»: خلاف الضِّحّ۳، و الفَيء أخصّ منه ؛ لأنّ الظلّ ما لم تصل إليه الشمس، و الفيء ما كانت عليه الشمس فزالت. و لمّا كان الغالب على بلاد العرب و بواديها الحرّ، فكانوا يستريحون إلى الظلّ و البرد، عبّروا عن كلّ طيّب و لذيذ بهما.

قال الأسود بن يعفر:

«و لقد غنوا فيها بأكرم عيشةٍ

في ظلّ مُلكٍ ثابِتِ الأوتاد»۴

و قال:

«يَرى بَردَ ماءٍ ذِيدَ عنه و روضةً

بَرُودَ الضُّحى فَينانةً۵ بالأصائل»۶

و لهذا قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَ عُيُونٍ»۷، و قال تعالى: «أُكُلُهَا دَائِمٌ وَ ظِلُّهَا»۸.

و يعبّر به عن العزّ و المَنعة۹، يقال: أنا في ظلّ فلان، أي في كَنَفِهِ و عِزِّهِ، و يقال: إنّه في

1.. مسند أحمد والمستدرك للحاكم والسنن الكبرى : «يُفصل» بدل «يقضى» .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۴ ، ح ۱۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۴۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ ؛ مسند ابنالمبارك ، ص ۱۹۵ ، ح ۳۴۱ ؛ مسند أبي يعلي ، ج ۳ ، ص ۳۰۱ ، ح ۱۷۶۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ . و راجع : عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ، ح ۲۲ ؛ جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۱۱۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۶۰ ، ح ۷۹۱۳ .

3.. الضِّحّ : الشمس ، و قيل : هو ضوؤها ، أو ضوؤها إذا استمكن من الأرض ، قال أبو الهيثم : الضَّحّ نقيض الظِّل ، و هو نور الشمس الّذي في السماء على وجه الأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۲۴ ضحح .

4.. الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني ، ج۱۳ ، ص۱۵ ؛ غرر الفوائد و درر القلائد ، ج۱ ، ص۳۵ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج۴ ،ص ۲۱۸ ؛ التمثيل و المحاضرة ، ص۴۵ ؛ سلوة الحزين في موت البنين ، ص۷۹ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج۲ ، ص۳۷۳ ؛ العقد الفريد ، ج۳ ، ص۲۴۳ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج۳ ، ص۶۶ ؛ تفسير جوامع الجامع ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۱۸۱ .

5.. امرأة فَينانة : كثيرة الشَّعَر ، و الشَّعر الفَينان : الطويل الحسن ، و الياء زائدة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۸ ؛القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۵۷ فنن .

6.. لم نعثر عليه في موضع .

7.. المرسلات ۷۷ : ۴۱ .

8.. الرعد ۱۳ : ۳۵ .

9.. المَنْعة : القوّة ، و قوم ليست لهم مَنْعة أي قوّة تَمنع مَن يريدهم بسوء ، و يقال : فلان في مَنَعةٍ أي في قوم يَحمونه و يمنعونه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۴۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
228

أصل الصُّنع: الفعل المتنوَّق۱ فيه، فكلّ صُنع فِعل، /۵۷/ و ليس كلّ فعل صنعا، و من هاهنا لا يوصف ما يحصل من الحيوانات بالصُّنع، و يوصف بالفعل، و «الصنيعة»: ما يُصطنع من خير.

و «مصارع۲ السوء»: ورطات الهلكة، و مقاساة۳ سوء المَلَكة۴، و الوقوع فيما لا يطاق من الأمراض و الأوجاع و الآفات و العوارض.

و معنى الحديث: أنّ فعل الخير له طرفان: طرف إلى الباري ـ جلّت عظمته ـ فيرضاه عليه، و طرف إلى الناس فيمدحونه به، فلا يهمّ بالوقوع في شديدة من شدائد الدنيا إلاّ أخذ اللّه‏ بضَبْعه۵، و خلّصه من التورّط فيها، و استَرحم الناسُ له، و اهتمّوا بأمره، و أجدر به بين رضى ربّه۶ و حمد الناس أن ينجو۷. و يمكن أن تَعُمَّ مصارعُ السوء اُمور الآخرة أيضا.

و فائدة الحديث: الترغيب في فعل الخيرات و تجنّب الشرور.

و راوي الحديث: بَهْز۸ بن حكيم عن أبيه عن جدّه.

1.. تنوَّق فلان في منطقه و ملبسه و اُموره : إذا تَجوَّد و بالغ . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۳ نوق .

2.. الصَّرْع : الطرح بالأرض ، و صَرَعَه الدابّة : طَرَحَتْه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۹۸ ؛ مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۳۵۹ صرع .

3.. المقاساة : مكابدة الأمر الشديد ، و قاساه : كابَدَه ، و يومٌ قسيّ : شديد من حَرب أو شرّ . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۱ قسا .

4.. «ألف» : ـ مقاساة سوء الملكة .

5.. الضَّبْع ـ بسكون الباء ـ : وسط العضد بلحمه يكون للإنسان و غيره ، و قيل : العضُد كلّها . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۱۶ ضبع .

6.. «ب» : اللّه‏ .

7.. «ألف» : ينجوه .

8.. «ألف» : نمير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1879
صفحه از 503
پرینت  ارسال به