221
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قد قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: لسانك۱ يقتضيك ما عوَّدتَه.۲

و راوي هذا الحديث: أبو هريرة.

۶۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما وَقَى بِهِ المَرءُ عِرضَهُ، كُتِبَ لهُ بِهِ صَدَقَةٌ.۳

«الوقاية»: حفظُ الشيء ممّا يُخاف أن يضرّه، يقال: وقيتُ الشيءَ وِقايةً، و الوِقاء: ما يُحفظ به الشيء، و ربّما يقال له وِقاية، و منه التقوى و هي في عرف الشرع حفظ النفس ممّا يؤثِم.

و «العِرض» يستعمل في معنى الجسد۴ /۵۴/ و في صفة۵ أهل الجنّة، و إنّما هو عَرقٌ يسيل من أعراضهم أي من۶ أجسادهم.

و العِرض أيضا: النفْس، يقال: أكرمت عنه عرضي أي صُنت عنه نفسي. و قيل: العِرض: الحسب، و المعنيّ بالعِرض في هذا الحديث: النفس ؛ يعني أنّ ما ينفقه المرء صيانةً لحسبه و حفظا لنفسه، فإن۷ كان في مرآة العيون أنّه لو أنفقه في غير هذه الجهة كان أجدى و أردَّ عليه و أحرى به يُكتب له به۸ ثواب الصدقة ؛ لأنّه كما تفصل الصدقة عن ماله يفصل۹ ذلك۱۰ أيضا، فهما في هذا الاعتبار سواء، و كما أمر اللّه‏ تعالى بالزكاة و الصدقة

1.. «ب» : + ما .

2.. عيون الحكم و المواعظ ، ص ۱۴۲ و ۴۱۹ ؛ شرح مئة كلمة ، ص ۱۳۶ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۹ و ۹۰ ، ح ۹۴ و ۹۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۵۰ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۳ ، ص ۲۴ ،ح ۲۸۷۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۴۳۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ ، ح ۶۳۵۳ . مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۳۹ ، ح ۸۱۳۶ عن كتاب درر اللآلي لابن أبي جمهور ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۸۲ ، ذيل ح ۲۹ .

4.. «ألف» : الحسد .

5.. «ب» : في وصفة .

6.. «ألف» : ـ من .

7.. «ب» : و إن .

8.. «ألف» : ـ به .

9.. «ألف» : يَفضل الصدقةَ عن ماله يفضل .

10.. «ألف» : + عن ماله بفضل ذلك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
220

اسما كان أو فعلاً أو حرفا، و لذلك قال أميرهم۱: «هذا باب علم ما الكلمُ من العربيّة»۲ و لم يقل الكلام ؛ لأنّه أراد الثلاثة الأشياء.

و «الطيّب»: ما تستلذّه الحواسّ، و إنّما قيل للمتناوَل من حلّه طيّب ؛ لأنّ عاقبته غير مستوخَمة۳، و مَغبّته۴ غير مستوبلة۵، و ليس كذلك المَلاذّ المحرّمة ؛ لأنّها و إن طابت عاجلاً لم تطب آجلاً، فهي في الحقيقة غير مُلِذّة، كما قال: لا خير في لذّة۶ بعدها النار.۷

و «الكلمة الطيّبة» يرضى بها السائل إذا لُوطِف بها. و قد ورد الشرع بإعطاء السائل أو ردّه بالكلام الجميل، و لا تختصّ الكلمة الطيّبة بهذا /۵۵/ الموضع بل في جميع المواطن كما قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: من عذُب لسانُه كثُر إخوانه.۸ و المعنى أنّ اللّه‏ تعالى يثيب بالكلمة الطيّبة ثواب الصدقة، أو تكون الكلمة الطيّبة صدقةَ أخلاقِه الحسنة.

و فائدة الحديث: الحثّ على تحسين الأخلاق، و إطابة الكلام، و تجنّب ما يستهجن منه.

1.. أراد بها أبا بشر عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه المتوفَّى سنة ۱۸۰ هـ .

2.. كتاب سيبويه ، ج ۱ ، ص ۱۲ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۲۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۲۳ كلم .

3.. توَخَّمَه و استَوخَمه : لم يَستمرئه و لا حَمِدَ مَغَبَّتَه . استوخَمتُ البلدَ ، فهو وخِم ـ بالكسر و السكون أيضا ـ : إذا كان غير موافق . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۳۱ وخم ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ (وخم) .

4.. مَغَبَّةُ الأمر و غِبُّه : عاقِبته و آخِره . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۳۴ غبب .

5.. استَوبلْتُ الأرضَ و البلدَ : استَوخمتها ، و قال أبو زيد : استَوبلْت الأرض إذا لم يَستمرئْ بالطعام ، و لم يوافقه في مطعمه و إن كان محبّا لها . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۷۲۰ وبل .

6.. «ب» : + من .

7.. عن الإمام عليّ عليه‏السلام . من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۹۲ ، ح ۵۸۳۴ ؛ نهج السعادة ، ج ۷ ، ص ۳۹۸ .
و في بعض المصادر هكذا :
تفنى الذاذة ممّن نال صفوتها من الحرام و يبقى الإثم و العار
تبقى عواقب سوء في مغبّتها لا خير في لذّة من بعدها النار
راجع : الأمالي للصدوق ، ص ۴۹۹ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۳۱۰ .

8.. عيون الحكم و المواعظ ، ص ۴۲۴ ؛ شرح مئة كلمة لابن ميثم البحراني ، ص ۹۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1912
صفحه از 503
پرینت  ارسال به