217
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قد جاء في الحديث: إنّ أدنى المعروف إماطة الأذى عن طريق الناس.۱

و قال عليه‏السلام: إنّكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالكم، فسَعوهم ببسط الوجه و حُسن الخلق.۲

و فائدة الحديث: الترغيب في فعل الخير من دون أن يُستصغر و يُستهان به ؛ فإنّه لا يُدرى أيُّ صغير يقع موقع القبول من اللّه‏ تعالى؟

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري رضى‏الله‏عنه.۳

۶۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مُداراةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ.۴

«مداراة الناس» الّتي هي ملاينتهم و حسن۵ معاشرتهم۶ يجوز همزها و ترك همزها عن الأحمر۷، فإذا هُمز كان أصله من الدَّرْء الدفع، يقال: درأتُ عنه أي دفعتُ، و فلان ذو تُدْرَإٍ۸ إذا كان قويّا على دفع أعدائه، و منه «كَوْكَبٌ

1.. مشكاة الأنوار ، ص ۸۶ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ ، ح ۱۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۷۹ و ۴۴۵ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۷۸ و۱۸۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۲۱۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۶ .

2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۳ ، ح ۱ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۳۱ ، ح ۷۱۸ فيهما مع اختلاف في اللفظ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ،ص ۳۸۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۸ ، ح ۶۵۵۰ (و فيه : - «و حسن الخلق») .

3.. «ألف» : ـ رضي اللّه‏ عنه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۸ و ۸۹ ، ح ۹۱ و ۹۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ، ح ۴۷۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ،ص ۱۴۶ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۴۰۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۳۵ . روضة الواعظين ، ص ۳۸۰ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۹۵ .

5.. «ألف» : ـ حسن .

6.. «ألف» : + و حسن مداراتهم .

7.. «ألف» : ـ «عن الأحمر» . و الأحمر من اللغويّين شيخ العربية عليّ بن المبارك ، و قيل : علي بن الحسين ، تلميذ الكسائي ، ناظر سيبويه مرة . قال ثعلب : كان الأحمر يحفظ سوي ما يحفظ أربعين ألف بيت شاهداً في النحو . و قال الأحمر : وصلني في يوم ثلاث مئة ألف درهم . و كان متموِّلاً ، متجمّلاً ، فاخر البزة ، كأن داره دار ملك بالخدم و الحشم . أخذ عنه إسحاق النديم ، و سلمة بن عاصم و يقال : إن محمد بن الجهم أدركه . و قيل : كان شابّاً من رَجّالة باب الخلافة ، و كان يتوقّد ذكاء ، فرأى الكسائي يدخل و يخرج ، فلزمه إلى أن برع ، فندبه لتعليم أولاد الرشيد نيابة عن نفسه . توفّي الأحمر بطريق مكة ، فتوجّع الفراء لموته . فقيل : مات سنة أربع و تسعين و مئة . سير أعلام النبلاء ، ج ۹ ، ص ۹۳ .

8.. «ألف» : تَدرَى .
و إنّه ذو تُدْرَإٍ أي حفاظٍ و مَنَعةٍ و قوّةٍ على أعدائه و مدافعةٍ ، يكون ذلك في الحرب و الخصومة ، و هو اسم موضوع للدفع ، تاؤه زائدة . . . كما زيدت في تَرتُبٍ و تَنْضُبٍ و تَتْفُلٍ . . . ذو تُدرَإٍ أي ذو هجوم لا يَتوقّى و لا يَهاب . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۲ درأ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
216

خلافه الإنكار، و يقال: عرفتُ اللّه‏، و لا يقال: علمت اللّه‏ ؛ لأنّ علم ذلك يَحتاج إلى استدلال و تفكّر، و اللّه‏ تعالى يعلم ذلك، و لا يقال يَعرف. و قيل: هو مشتقّ من عرفتُ أي أصبتُ عَرْفَهُ و رائحته أو عُرفه و هو حدّه. و لمّا كان الخير۱ له صلاحيّة أن يُعرف فيُرغب۲ في فعله سُمِّيَ «المعروف»، و بالعكس منه المنكر، فمَدَحَ اللّه‏ُ تعالى اُمّة نبيّنا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: «تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ»۳.

و «المعروف»: ما يُعرف حسنه بالعقل و الشرع، و كذلك العرف، و خلافه۴ المنكَر و النُّكر، و يعبَّر بالمعروف و العُرف عن الإحسان، و مِن ذلك يقال للاقتصاد /۵۲/في الجود معروفٌ لمّا كان مستحسنا عقلاً و شرعا، قال اللّه‏۵ تعالى: «وَ مَنْ كَانَ فَقِيرا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»۶. و الاعتراف: الإقرار، و أصله إظهار معرفة الجريمة، و هو بخلاف الجحود.

و «الصدقة»: ما يطهِّر الإنسانُ به مالَه متقرّبا إلى اللّه‏ تعالى صادقا فيما يفعله مصدّقا به، و أكثر ما يُستعمل الصدقة في المتطوَّع به۷، و الزكاةُ في الواجب.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ كلّ ما يَتقرّب به العبد إلى اللّه‏ تعالى من المعروف و الخير ـ صغيرا كان أو كبيرا كائنا ما كان ـ إذا قَصد به وجهَه، و صَدَقَت۸ نيّتُه، وقع أجره على اللّه‏ تعالى كوقوع۹ أجر الصدقة ؛ لأنّه في كلا الفعلين متحرٍّ۱۰ جهة التقرّب.

1.. «ألف» : الخبر .

2.. «ب» : و يُرغب .

3.. آل عمران ۳ : ۱۱۰ .

4.. «ب» : بخلافه .

5.. «ب» : ـ اللّه‏ .

6.. النساء ۴ : ۶ .

7.. «ألف» : في التطوُّع .

8.. «ألف» : + به .

9.. «ألف» : وقوع .

10.. «ألف» : متّجه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970
صفحه از 503
پرینت  ارسال به