215
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قوام أبدانهم و آدابهم۱ بيده، و أمر الماء عندهم شديد ؛ فإنّهم۲ كثيرا ما يقتحمون۳ البوادي، و يعرِّضون أنفسهم للَفح۴ الهجائر و وَقَدان الظهائر، و يفتخرون بذلك، و يتجلّدون عليه، و يذكرونه في مُفاخراتهم، و إذا كان كذلك أدّت الحال إلى تقاسم الماء۵ بينهم بالمَقْلَة۶ و هي حَجَر القَسْم.

و قد قيل: الماء أهوَنُ موجود و أعزّ مفقود.۷

و فائدة الحديث: الحثّ على الأخذ بالأكرم من الأفعال، و التباعد عمّا يَجعل۸ الإنسانَ في معرض الأنذال۹ و لبأس۱۰ الأرذال.

و راوي الحديث: المغيرة.

۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ.

/۵۳/ ۱۱المعرفة و العرفان: الإحاطة بالشيء مع تفكّر و تدبّر، و هو أخصّ من العلم، و في

1.. «ب» : ـ آدابهم .

2.. «ألف» : فإنَّ .

3.. «ألف» : يقحمون .

4.. لَفْحُ النار : حَرُّها و وَهَجُها . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۹ لفح .

5.. «ألف» : المال .

6.. المَقلة ـ بالفتح ـ : حصاة القَسْم توضع في الإناء ليُعرَف قدرُ ما يُسقى كلّ واحد منهم ، و ذلك عند قلّة الماء في المفاوز .لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۲۷ مقل .

7.. اُنظر : المبسوط للسرخسي ، ج ۱ ، ص ۹۶ ؛ التفسير الكبير ، ج ۳۲ ، ص ۲۷۵ ؛ أخبار القضاة لابن حيّان ، ج ۳ ، ص ۶۱ .

8.. «ب» : يجلو .

9.. الأنذال جمع نذلة .
النَّذْلُ و النذيل من الناس : الذي تزدريه في خلقته و عقله ، و في المحكم : الخسيس المحتضر في جميع أحواله ، و الجمعأنذال و نُزول و نُذَلاء ، و قد نَذُلَ نَذالةً و نُذولةً . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۵۶ نذل .

10.. «ألف» : البأس و .

11.۱۱ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۷ ، ح ۸۷ ـ ۸۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۴۴ و ۳۶۰ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۰۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۶۶ ، ح ۴۹۴۷ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۶ ، ح ۱ و ۲ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۵ ، ح ۱۶۸۲ عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ الخصال ، ص ۱۳۴ ، ح ۱۴۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
214

أحملك عليه، و لكن /۵۱/ائت فلانا فلعلّه يحملك. فأتاه فحمله، فقال عليه‏السلام: مَن دلّ على خير، فله مثل أجر فاعله.۱

و يأخذ مأخذه قول الشاعر:

و إذا امرؤٌ أسدى إليك صنيعةً

مِن جاهه فكأنّها من ماله۲

و فائدة الحديث: الحثّ على الدلالة على الخير إذا۳ لم يمكن فعله ؛ لأنّ الدلالة على الخير أحد الخيرين سواء كان ذلك الخير دينيّا أو دنيويّا۴.

و راوي هذا الحديث في مسند القاضي: أبو مسعود الأنصاري.

۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ساقِي القَومِ آخِرُهُم شُرباً.۵

هذا من مكارم الأخلاق الّتي كان صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لا يزال يأخذ بها أصحابه، و يتقدّم بها إليهم، و يكرّرها عليهم، و الأدب في ذلك أنّ الساقي للقوم ـ و هم عطاش مجهودون ـ إذا ابتدأ بنفسه۶ دلّ على جَشَعه۷ و قلّة مبالاته بأصحابه الّذين ائتُمن عليهم، و جُعل ملاك أرواحهم

1.. راجع : مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۴۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۴ .

2.. ابى تمام الطائي ، راجع : الأغاني ، لأبي فرج الإصفهاني ، ج۱۶ ، ص۵۲۷ ؛ بهجة المجالس و أنس المجالس ، ج۲ ،ص۳۰۴ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج۸ ، ص۱۷۱ ؛ التمثيل و المحاضرة ، ص۶۹ ؛ خزانة الأدب و غاية الأرب ، ج۴ ، ص۲۲۷ ؛ الذخيرة في محاسن أهل الجزيره ، ج۱ ، ص۲۶۶ ؛ عيون الأخبار ، ج۳ ، ص۱۵۲ ؛ كتاب الصناعتين ، ص۲۱۳ ؛ المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر ، ج۲ ، ص۲۴۳ ؛ محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء ، ج۱ ، ص۶۵۸ ؛ الموشح للمرزباني ، ص۳۷۲ ، ح ۱۶ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج۳ ، ص۹۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۲۰۸ ؛ أعيان الشيعة ، ج ۴ ، ص ۴۴۳ .

3.. «ألف» : إذ .

4.. «ألف» : دنياويّا .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۶ ، ح ۸۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۱۳۵ ، ح ۳۴۳۴ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ؛ كنز الفوائد ، ص ۷۴ ؛ المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ؛ الثاقب في المناقب ، ص ۸۶ ، ح ۶۸ .

6.. «ألف» : نفسه .

7.. الجَشَع : أسوأ الحرص ، و أشَدُّ الحرص . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۹ جشع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1735
صفحه از 503
پرینت  ارسال به