207
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۶۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَوتُ الغَريبِ شَهادَةٌ.۱

هذا الحديث لم يكن في نسخة القاضي.

«الغريب»: المتباعد، و اشتقاقه من غَرَبَ أي بَعُدَ، و كلّ شيء فُقد مثله في جنسه فهو غريب، و على ذلك قوله عليه‏السلام: الإسلام بدأ غريبا، و سيعود غريبا۲. و قيل للعلماء غرباء؛ لقلّتهم فيما بين الناس.

و «الشهادة» معناها: شهود الملائكة المحتضرَ أي حضورها إيّاه و بشارتها له بالمغفرة كما قال تعالى: «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَ لاَ تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ۳»۴.

بيّن عليه‏السلام أنّ ثواب المؤمنين الّذين يُقبَضون في الغربة ثواب الشهداء الّذين استُشهدوا دون دينهم و اشتروا الجنّة بأنفسهم و أموالهم، و لعمري إنّه كما قال عليه‏السلام ؛ فإنّ النازح عن وطنه الغريب عن مسكنه البعيد عن معارفه و أحبّائه و أولاده و أقربائه إذا احتُضر في دار الغربة و محلّ النأي۵ عن اُولي القُربة يتصفّح وجوه حاضريه، فلا يَرى مَن يسكن إليه و۶ يعوّل عليه، هذا إذا حضروه، و إن كانت الاُخرى فهو من المنتبذين۷ في دكّة رِباط۸ أو صحن

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۳ ، ح ۸۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۴ ، ص ۲۶۹ ، ح ۲۳۸۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۴۸ و ۱۹۶ ؛الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۵۷ ، ح ۹۱۱۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۴۲۰ ، ح ۱۱۲۰۶ . الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، ح ۳۷۹ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۲۴۲ ، ح ۶۷۹ ؛ منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۴۶۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۲۵۱ ، ح ۱۴۹۸۱ عن الفقيه .

2.. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۲۱۸ ، الباب ۴۶ ، ح ۱ ؛ كمال الدين ، ص ۶۶ ؛ المجازات النبوية ، ص ۳۲ ، ح ۱۳ .

3.. «ب» : ـ بالجنَّة .

4.. فصّلت ۴۱ : ۳۰ .

5.. «ألف» : الثاني .
و النَّأي : البُعد ، و النَّأي أيضا : المفارقة ، و نأى يَنأى : بَعُدَ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۰ نأي .

6.. «ألف» : أو .

7.. «ألف» : المنتدين .
المنتبِذ : المتنحِّي ناحيةً ، و انتبذ من أهله : اعتزلهم بمعزل بعيد عنهم ، و الانتباذ و المنابذة : تحيُّز كلّ واحد من الفريقين في الحرب . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۵۱۲ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۸۹ نبذ .

8.. الرِّباط و المرابطة : ملازمة ثغر العدوّ ، و أصله أن يربط كلّ واحد من الفريقين خيلَه ، ثمّ صار لزوم الثغر رِباطا ، و ربما سُمّيت الخيل أنفسها رباطا . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۰۲ ربط .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
206

و كان يقول عليه‏السلام ۱: التاجر فاجر، و الفاجر في النار، إلاّ من أخذ الحقّ و أعطى الحقّ».۲

و كان يقول عليه‏السلام: مَعاشِرَ الناس، الفقهَ ثمّ /۴۹/ المَتجر، الفقه ثم المتجر۳ ؛ فو اللّه‏ لَلربا في هذه /۴۸/الاُمّة أخفى مِن دبيب النمل على الصفا.۴

و قال الصادق عليه‏السلام: من أراد التجارة فليتفقّه في الدين ؛ ليعلم بذلك ما يَحِلّ له ممّا يَحرُم عليه، و من لم يتفقّه في دينه ثمّ اتّجر تَورَّطَ في الشبهات.۵

و قيل لمحمّد بن الحسن الشيباني۶: هلاّ ألّفت في الزهد كتابا۷ كما ألّفت في الأحكام كتبا؟ قال: قد فعلت. قيل: و ما هو؟ قال: كتاب البيوع ؛ فإنّ فيه معرفة الجائز من البياعات و الفاسد منها، و من فصَّل بينهما و مال إلى الجائز دون الفاسد فقد طلب الحلال، و من طلب الحلال فهو زاهد.۸

و فائدة الحديث: الأمر بطلب الحلال و تجنّب الحرام و الشبهات، و إعلام أنّ ثواب المتحرّي لذلك ثواب المجاهدين الّذين يعرِّضون أنفسهم للبلايا و يتساقون كؤوس۹ المنايا.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

1.. «ب» : عليه‏السلام يقول .

2.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۵۰ ، ح ۱ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۷ ، ح ۱۵ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۹۴ ، ح ۳۷۲۹ و ۳۷۳۱ .

3.. «ألف» : ـ الفقه ثم المتجر .

4.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۵۰ ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۹۵ ، ح ۳۷۳۱ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۷ ، ص ۶ ، ح ۱۶ ؛ روضة الواعظين ،ص ۴۶۵ .

5.. المقنعة ، ص ۵۹۱ ؛ و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۳ ، ح ۴ .

6.. محمّد بن الحسن الشيباني مولاهم أحد صاحِبَي أبي حنيفة ، و الآخر أبو يوسف القاضي ، و هما اللَّذانِ نشرا مذهبة . تولّى القضاء ببغداد ، و مات بالريّ سنة ۱۸۹ هـ . يُعَدُّ من أئمّة أهل الرأي . الأعلام ، ج ۶ ، ص ۳۰۹ .

7.. «ألف» : ـ كتابا .

8.. راجع : المبسوط للسرخسي ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۰ .

9.. «ألف» : كأس .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2077
صفحه از 503
پرینت  ارسال به