لأنّها أوّل درجات التوبة و الركن الوثيق من أركانها الّتي لا تَصِحُّ من دونها و لا تثبت بسواها.
و فائدة الحديث: الأمر بالندامة على ما يتّفق من الذنوب، و النهي عن الإصرار عليه.
و راوي الحديث: ابن عبّاس رضىاللهعنه.
۵۸.قوله صلىاللهعليهوآله: الجُمُعَةُ حَجُّ المَساكِينِ.۱
«الحَجّ» هو القصد، و قد خصّه تعارف الشرع بالقصد إلى بيت اللّه تعالى لأداء النسك، و الحِجّ ـ بالكسر ـ هو الاسم، و المرّة الواحدة حِجّة بالكسر، و هو من الشَّواذّ. و «المسكين»: الفقير، يقال: تَسكَّنَ الرجلُ و تَمَسكَنَ ـ اشتقاقا من صورة اللفظ ـ كما قالوا: تدرّع و تمدرع، و تنطّق و تمنطق.
و قال يونس بن حبيب۲: «المسكين أشدّ حالاً من الفقير»، قال: «و قلت لأعرابيّ: أ فقير أنت؟ فقال: لا و اللّه، بل مسكين».۳
و في الحديث: ليس المسكين الّذي تَرُدُّه اللقمةُ و اللقمتان، و إنّما المسكين الّذي لا يَسأل و لا يفطن له فيعطى.۴
و قيل: «الفقير الّذي ليس لهُ بلغة من العَيش».
و استَدلّ بقول الراعي۵:
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۷۸ و ۷۹ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۲ ، ح ۳۶۳۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۷۰۷ ، ح ۲۱۰۳۱ ، تهذيب الاحكام ، ج ۳ ، ص ۲۳۷ ، ح ۶۲۵ ؛ الدعوات ، ص ۳۷ ، ح ۹۱ .
2.. أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب البصري الأديب النحوي المتوفّى ۱۸۳ ، له من الكتب كتاب الأمثال و غيره . هدية العارفين ، ج ۲ ، ص ۵۷۱ .
3.. نقله الجوهري عنه في الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۳۷ سكن .
4.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۱۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۳۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۵ ، في كلّهامع اختلاف يسير في اللفظ .
5.. هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل الراعي النميري ، أبو جندل . كان شاعرا ؛ و لقِّب بالراعي لكثرة وصفه الإبل ، و كان عاصر جريرا و الفرزدق ، مات سنة ۹۰ . الأعلام للزركلي ، ج ۴ ، ص ۳۴۰ .