203
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

«أمّا الفقير الّذي كانت حَلوبته۱

وَفق العيال فلم يُترَك له سَبَد»۲

«و المسكين: الّذي لا شيء له أصلاً»، و يَردّ ذلك قولُه تعالى: «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ»۳.

و يقال للمرأة مسكينة تشبيها بالفقير، و إلاّ فالشرط في باب مِفعيل أن لا تلحق الهاء به صفةً للمؤنّث، و كذلك مفعال.

بَيَّنَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ ثواب حضور المساكين الجوامع إقامةً للجمعة مثل۴ ثواب حجّ الأغنياء، و لئن لم يقدروا على الزاد و الراحلة، و قعدت بهم الاستطاعة، فلقد۵ قَرّب اللّه‏ تعالى بفضله و رحمته۶ عليهم المسافة، و كفاهم المُؤَنَ الثقيلة، و أفاض عليهم من رحمته ما يوازي ثواب الحُجّاج، و فيه تطييب لقلوب الفقراء و۷ العاجزين عن القيام باُمور الحجّ۸.

و فائدة الحديث: الحثّ على إقامة الجمعات، و الترغيب فيها، و تسلية قلوب الفقراء و المساكين عن التحرّق على فقدان الأموال و التحسّر عليها.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس.

1.. «ألف» : جلوبته .

2.. أدب الكاتب ، ص۳۴ ؛ الاقتضاب في شرح أدب الكتاب ، ج۱ ، ص۱۶۱ ؛ أدب الكتاب ، ص۲۰۳ ؛ الحيوان للجاحظ ، ج۵ ،ص۲۷۶ ؛ الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص۹۸ ؛ شرح أدب الكاتب ، ص۱۴۴ ؛ طبقات فحول الشعراء ، ج۲ ، ص۵۱۱ ؛ مقامات الزمخشري ، ص۱۱۱ و نقله الجوهري في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۸۲ فقر عن ابن السكّيت .

3.. الكهف ۱۸ : ۷۹ .

4.. «ألف» : ـ مثل .

5.. «ألف» : لقد .

6.. «ألف» : ـ بفضله و رحمته .

7.. «ب» : ـ و .

8.. «ألف» : الحاجّ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
202

لأنّها أوّل درجات التوبة و الركن الوثيق من أركانها الّتي لا تَصِحُّ من دونها و لا تثبت بسواها.

و فائدة الحديث: الأمر بالندامة على ما يتّفق من الذنوب، و النهي عن الإصرار عليه.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۵۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجُمُعَةُ حَجُّ المَساكِينِ.۱

«الحَجّ» هو القصد، و قد خصّه تعارف الشرع بالقصد إلى بيت اللّه‏ تعالى لأداء النسك، و الحِجّ ـ بالكسر ـ هو الاسم، و المرّة الواحدة حِجّة بالكسر، و هو من الشَّواذّ. و «المسكين»: الفقير، يقال: تَسكَّنَ الرجلُ و تَمَسكَنَ ـ اشتقاقا من صورة اللفظ ـ كما قالوا: تدرّع و تمدرع، و تنطّق و تمنطق.

و قال يونس بن حبيب۲: «المسكين أشدّ حالاً من الفقير»، قال: «و قلت لأعرابيّ: أ فقير أنت؟ فقال: لا و اللّه‏، بل مسكين».۳

و في الحديث: ليس المسكين الّذي تَرُدُّه اللقمةُ و اللقمتان، و إنّما المسكين الّذي لا يَسأل و لا يفطن له فيعطى.۴

و قيل: «الفقير الّذي ليس لهُ بلغة من العَيش».

و استَدلّ بقول الراعي۵:

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۷۸ و ۷۹ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۲ ، ح ۳۶۳۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۷۰۷ ، ح ۲۱۰۳۱ ، تهذيب الاحكام ، ج ۳ ، ص ۲۳۷ ، ح ۶۲۵ ؛ الدعوات ، ص ۳۷ ، ح ۹۱ .

2.. أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب البصري الأديب النحوي المتوفّى ۱۸۳ ، له من الكتب كتاب الأمثال و غيره . هدية العارفين ، ج ۲ ، ص ۵۷۱ .

3.. نقله الجوهري عنه في الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۳۷ سكن .

4.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۱۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۳۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۵ ، في كلّهامع اختلاف يسير في اللفظ .

5.. هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل الراعي النميري ، أبو جندل . كان شاعرا ؛ و لقِّب بالراعي لكثرة وصفه الإبل ، و كان عاصر جريرا و الفرزدق ، مات سنة ۹۰ . الأعلام للزركلي ، ج ۴ ، ص ۳۴۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1881
صفحه از 503
پرینت  ارسال به