ما لا يُرتضى و لا يُحمد ؛ حياءً من الخلق، و استنكافا و تذمُّما، و مراقبةً لجانب اللّه تعالى، و محافظةً على أمره و نهيه، و إذا كان كذلك فإنّ حياءه لم يأت إلاّ بكلِّ خير۱ و بِرٍّ.
و فائدة الحديث: تعريف أمر۲ الحياء، و أنّ كلّ ما يقتضيه و يوجبه خير لا شرّ فيه.
و راوي الحديث: عِمران بن حُصَين.
۵۴.قوله صلىاللهعليهوآله: المَسجِدُ بَيتُ /۴۲/ كُلِّ تَقيٍّ.۳
أصل السجود: التطامن و التذلّل، و «المسجد»: موضع السجود، و أصل هذا البناء إذا كان مِن فَعَلَ يفعُل أن يكون بالفتح ـ اسما كان أو مصدرا ـ إلاّ أحرفا اُلزمت۴ كسر العين كالمسجِد و المطلِع و المغرب و المسقط و المفرق و المجزر۵ و المسكن و المرفق و المنبت و المنسك، فجعلوا الكسر فيهنّ۶ علامةً للاسم، و قد يفتح ؛ و إذا كان مِن فَعَلَ يفعِل فالموضع بالكسر و المصدرُ بالفتح فرقا بينهما، تقول: نَزَلَ منزلاً، و هذا منزله.
و معنى الحديث: أنّ المساجد منازل الأتقياء يأوون إليها و يسكنون فيها، حتّى أنّها لكثرة سكناهم۷ إيّاها كالبيوت الّتي هي مساكنهم و مساقط رؤوسهم.
روى /۴۳/ عامر الجهني عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال: مَن خرج من بيته إلى المسجد كُتب له بكلّ خطوة يخطوها عشر حسنات، و القاعد في المسجد يَنتظر الصلاة كالقانت، و يُكتب من المصلّين حتّى يَرجع إلى بيته.۸