193
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام، و تمامه: و الاحتباء۱ حيطانها، و جلوس المؤمن في المسجد رِباطه۲.

۵۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَياءُ خَيرٌ كُلُّهُ.۳

«الحياء»: الانقباض عن القبائح، يقال: حَيِيَ يَحيى حياءً فهو حَييٌّ، و استحيى فهو مستحيٌ، و استحى فهو مستحٍ ؛ يعني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الحياء و انقباض النفس عن المخازي و الفضائح و جميع ما يُستنكف منه بجميع أنواعه و ضروبه خير.

و روي عنه عليه‏السلام: الحياء من الإيمان.۴

و عنه عليه‏السلام: الحياء شعبة من الإيمان.۵

و فائدة الحديث: مدح الحياء، و إعلام أنّه بجميع أنواعه و أقسامه خير.

و راوي الحديث: أنس بن مالك، و رواه عِمران بن حُصَين.

۵۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَياءُ لا يَأتي إلاّ بِخَيرٍ.۶

هذا الحديث قريب المعنى من الّذي قبله، و معناه: أنّ الحييّ لا يكاد يُقدِم على

1.. الاحتباء بالثوب : الاشتمال ، قال ابن الأثير : هو أن يَضُمَّ الإنسانُ رجلَيه إلى بطنه بثوبٍ يَجمعهما به مع ظهره و يشدّ عليها . قال : و قد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب . . . و منه الحديث : «الاحتباء حيطان العرب» أي ليس في البراري حيطانٌ ، فإذا أرادوا أن يستندوا احتبوا ؛ لأنَّ الاحتباء يمنعهم من السقوط و يصير لهم كالجدار . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۶۰ و ۱۶۱ حبو .

2.. الرِّباط و المرابطة : الإقامة على جهاد العدوّ بالحرب ، و ملازمة ثَغر العدوّ ، و أصله أن يربط كلّ واحد من الفريقين خيلَه ،ثمّ صار لزوم الثغر رباطا . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۰۲ ربط .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۵ و ۷۶ ، ح ۶۹ و ۷۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۶ و ۴۳۶ و مواضع اُخرى ؛ صحيح مسلم ،ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۶ ، ح ۴۷۹۶ . من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۸۰۰ ؛ معاني الأخبار ، ص ۴۰۹ ، ح ۹۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۵۹۷۶ .

4.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۷ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۰۶ ، ح ۱ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۲۳ ؛ تحف العقول ، ص ۳۹۴ ؛كتاب الزهد ، ص ۶ ، ح ۱۰ ؛ دلائل الإمامة ، ص ۶۶ ، ح ۱ .

5.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۵۹ ، ح ۹۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ و ۴۴۲ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۸ ؛ صحيح مسلم ،ج ۱ ، ص ۴۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۲۲ ، ح ۵۷ .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۶ ، ح ۷۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۰۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۳ ، ح ۳۹۹۶ ؛ فتح الباري ، ج ۱ ، ص ۷۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
192

و في حديث آخر: فرقُ ما بيننا و بين المشركين العمائم على القلانس.۱

و روي عنه عليه‏السلام أنّه عمّم أمير المؤمنين عليه‏السلام بيده، فذنَّبَ العمامة من ورائه و من بين يديه، ثمّ قال: أدبر. فأدبر، ثمّ قال: أقبل. فأقبل، فقال عليه‏السلام: هكذا۲ تكون تيجان الملائكة.۳

و عن جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري رضى‏الله‏عنه۴: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دخل يوم الفتح و عليه عمامةٌ سوداءُ تسمّى السَّحاب، /۴۲/ فأهداها لأمير المؤمنين عليه‏السلام فلبسها، فقال الناس: ما أحسن عليّا في السَّحاب؟ فقال بعض من لا بصيرة له من الغلاة ـ و كلّهم لا بصيرة له ـ: إنّ عليّا في السحاب! و أوردوا في ذلك ما نزّه اللّه‏ تعالى۵ عنه قدر أمير المؤمنين عليه‏السلام ۶.

و فائدة الحديث: الإعلام بشعار العرب، و الترغيب في التعمُّم، و بيان أنّ لبس التاج من شأن الأعاجم.

1.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ، ح ۴۰۷۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۴۵۲ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۵ ، ص ۷۱ ،ح ۴۶۱۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۱۲ ، ح ۵۸۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۶ ، ح ۴۱۱۴۲ .

2.. «ب» : هكذي .

3.. مكارم الأخلاق ، ص ۱۲۰ ؛ كنز العمال ، ج ۱۵ ، ص ۴۸۴ ، ح ۴۱۹۱۳ مع اختلاف يسير في اللفظ .

4.. «ب» : رضوان اللّه‏ عليه .

5.. «ألف» : ـ تعالى .

6.. قال مسلم في رواية رواها في صحيحه : « إن الرافضة تقول : إنّ عليّاً في السحاب ، فلا نخرج مع من خرج من ولده حتىينادي مناد من السماء، يريد عليّاً أنه ينادي: اخرجوا مع فلان . . . » . و قال الأشعري في المقالات : «و زعمت فرقة من الكيسانية : أنّ علياً في السحاب . . .» . و قال أبو الحسن الأشعري في ذكر السبئية من مقالات الإسلاميين : « و هؤاء - السبئية - يقولون عند سماع الرعد : السلام عليك يا أمير المؤمنين » . و قال أبو الحسين الملطي : « و الفرقة الثانية من السبئية يقولون : إنّ عليّاً لم يمت ، و إنّه في السحاب ، و إذا نشأت سحابة بيضاء صافية منيرة مبرقة مرعدة قاموا إليها يبتهلون و يتضرّعون و يقولون : قد مرّ بنا في السحاب» . و قال البغدادي في الفرق بين الفرق :« و زعم بعض السبئية أنّ عليّاً في السحاب ، و أنّ الرعد صوته و البرق سوطه ، . . . قال . و قال أبو محمد عثمان العراقي: « و أمّا السحابية : فهم طائفة يزعمون أنّ عليّاً رضى‏الله‏عنه مع كل سحاب ، و الرعد صوت علي ، و ما من نكاح إلاّ و يحضره علي ، و إنّما تنعقد الأنكحة بشهادته ، و بعض هذه الطائفة يزعمون بأنّ شهادة اللّه‏ و رسوله كافية في الأنكحة ، و لا افتقار إلى شهادة الآدميين» .
راجع لتفصيل البحث : عبد اللّه‏ بن سبا للسيد مرتضى العسكري ، ج ۲ ، ص ۳۲۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2003
صفحه از 503
پرینت  ارسال به