191
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

للماء.۱

و قال الشاعر:

ألا إنّ نوماتِ الضُّحى تورِث الفتى

خَبالاً و نوماتُ العُصير جُنون۲

و فائدة الحديث: النهي عن نوم الغداة، و إعلام أنّه تضييع۳ وقت الذكر، و الإمساك عمّا يجلب الحرمان.

و راوي الحديث: عثمان بن عفّان.

۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العَمائِمُ تِيجانُ العَرَب.۴

«العِمامة» معروفة، و اشتقاقها من العموم الشُّمول، و باعتبار اشتمالها على الرأس سمّيت بذلك، يقال: اعتَمّ و تَعَمَّمَ إذا لبس العمامة، و عُمّم الرجل إذا سُوّد في العرب، كما يقال في العجم تُوّج، و التاج: الإكليل۵، يقال: توّجتُه فتتوّج.

أعلَمَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ العمائم هي لباس العرب دون التيجان. و روي /۴۱/ في حديث: العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوها وضع اللّه‏ عزّهم۶.۷ كان معناه إذا تشبّهوا بالعجم.

1.. «ب» : ـ «في الحديث . . . و نقص للماء» ، و ورد في هامشه كما ذكرنا .

2.. هذا البيت ليس في «ألف» . دار السلام في ما يتعلق بالرؤا و المنام ، ج۴ ، ص۴۸۳ ؛ ربيع الأبرار و نصوص الأخيار ، ج۵ ، ص۲۹۱ ؛ المستطرف في كلفن مستظرف ، ص۳۳۸ ؛ الفائق في غريب الحديث للزمخشري ، ج ۲ ، ص ۲۲۹ ؛ الطبّ النبوي لابن الجوزي ، ص ۱۸۸ .

3.. «ألف» : أن تضيع .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۵ ، ح ۶۸ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۶۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۲ ، ص ۲۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ،ص ۱۹۳ ، ح ۵۷۲۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۵ ، ح ۴۱۱۳۲ و ۴۱۱۳۳ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۴۶۱ ، ح ۵ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۲۶ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۱۹ .

5.. الإكليل : شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر ، يُجعل كالحلقة و يوضَع هنالك على أعلى الرأس . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ،ص ۵۹۵ كلل .

6.. «ب» : «منهم» بدل «عزّهم» .

7.. مكارم الأخلاق ، ص ۱۱۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۹۴ ، ح ۵۷۲۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۵ ، ح ۴۱۱۳۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
190

المعاش، و حُرُّ۱ الوقت و صفوته، و الساعة الّتي۲ يقوم فيها الإنسان خالصا۳ في نفسه مستريحا من تعب أمسه، قد تَودّعتْ أطرافُه، و هدأت أعضاؤه. فإذا صرفها إلى الباطل، و غَمَرَها بالنوم الّذي هو أحد الموتين، فقد فوّت نفسه الفائدة الجليلة، و جلب إليها الرذيلة.

و في كلام ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه لبعض ولده و قد رآه نائما نومة الغداة: «قم، لا أنام اللّه‏ُ عينيك! أ ما علمت أنّ نوم النهار ثلاثة: خُلق و خُرق۴ و حُمق؟! فأمّا الخُلق فنومة الهاجرة۵، و هو خلق رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ و أمّا الخُرق فنومة الضحى، تشغل عن أمر الدنيا و الآخرة ؛ و أمّا الحمق فنومة ما بين العصر و المغرب، لا ينامها إلاّ أحمق أو سكران ؛ أ ما علمت أنّ العرب يقول۶ في نومة الضحى: إنّها مَكسلة۷ مَهرمَة مَنسأة!».۸

و في كلام عمر أنّه نهى عن نومة الغداة و قال: «إنّها مَبخَرَة مَجفرة۹ مَجعرة۱۰».۱۱

[و] في الحديث: «وفّروا أشعاركم ؛ فإنّها مَجفرة۱۲».۱۳ يعني مقطعةٌ للنكاح، و نقص

1.. «ب» : حُرّ .
و قال ابن الأعرابي : الحَزّ : الزيادة على الشرف ؛ يقال : ليس في القبيل أحد يحُزُّ على كرم فلان أي يزيد عليه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۶ حزز .

2.. «ألف» : ـ الّتي .

3.. «ألف» : خافضا .

4.. في هامش «ب» : الخرق : قلّة الضبط .

5.. الهَجير و الهَجيرة و الهَجر و الهاجرة : نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۵۴ هجر .

6.. كذا ، و الأوجَه : تقول .

7.. في هامش «ب» : مَكسلة أي مَدعاة إلى الكسل .

8.. الطبّ النبوي لابن الجوزي ، ص ۱۸۸ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۲ ، ص ۲۰ مع اختلاف يسير في اللفظ .

9.. «ألف» : محفرة .

10.. «ألف» : ـ مجعرة .
و في هامش «ب» : المجفرة : سبب يبس الطبيعة . و «وفِّروا أشعاركم فإنّها مجفرة» يعني مقطعة للنكاح و نقص للماء .

11.. الفائق في غريب الحديث للزمخشري ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ .

12.. «ألف» : محفرة .

13.. راجع : مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۹۷ ؛ الفائق للزمخشري ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1937
صفحه از 503
پرینت  ارسال به