۴۹.قوله صلىاللهعليهوآله: الأَمانَةُ تَجُرُّ الرِّزقَ، وَ الخيانَةُ تَجُرُّ الفَقرَ.۱
يحتمل هذا الحديث وجهين:
أحدهما: أن يكون المعنى أنّ الرجل إذا طارَ صِيته۲ بالأمانة، و طاب ذِكره بالصيانة، رغب الناس في معاملته، فكثر حرفاؤه و معاملوه، و زَكَتْ تجارته، و كان ذلك سببا لرزقه و التوسّع فيه، و بالعكس من ذلك.
و الوجه الآخر: أنّه إذا أدّى الأمانة، و تجنّب الخيانة، و راقب جانب اللّه تعالى فيما يأتي و يذر، بارك اللّه تعالى۳ له فيه، و وسّع عليه رزقه، /۴۰/ و بالضدّ من ذلك، و يكون نسبة الجرّ إلى الأمانة و الخيانة على معنى أنّهما السبب في ذلك.
و فائدة الحديث: الأمر بالأمانة، و النهي عن الخيانة، و التخويف۴ منها.
و راوي الحديث: زيد بن خالد، و رواه في الخُطبة الّتي ذكرها.
۵۰.قوله صلىاللهعليهوآله: الصُّبحَةُ تَمنَعُ الرِّزقَ.۵
«الصَّبحة» و «الصُّبحة» بالفتح و الضمّ: نوم الغداة، و كأنّها بالفتح المصدر و بالضمّ الاسم.
و معنى الحديث: أنّ الغدوة شباب النهار و عنوان المدّة الّتي يَنتدب فيها /۴۱/ العاقل لاكتساب ما يعوَّل۶ عليه دينا و دنيا ؛ إذ هي موسم الذِّكر و الشكر، و مَظِنَّةُ الانتعاش لطلب
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۲ ، ح ۶۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۶۱ ، ح ۵۴۹۹ ، تحف العقول ، ص ۲۲۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۵ ،ص ۱۱۴ ، ح ۶ ؛ و ج ۷۸ ، ص ۶۰ ، ح ۱۳۸ .
2.. «ألف» : إذا أرضيته .
و الصِّيت : الذِّكر الحسن ، يقال : ذَهَبَ صيته في الناس أي ذكره . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۸ صوت .
3.. «ألف» : ـ تعالى .
4.. «ب» : ـ الأمر بالأمانة ، و النهي عن الخيانة ، و التخويف .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۳ ، ح ۶۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۷۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۱۲ ، ح ۲۰۴۰ ؛ و ج ۲ ،ص ۱۱۳ ، ح ۵۱۲۹ . الرواشح السماوية ، ص ۲۸۵ .
6.. «ب» : يعود .