183
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: تعظيم أمر النظر إلى المحارم /۳۸/، و إعلام أنّه من قبيل۱ الزنا، و آخذٌ أخْذَه، و طريق إليه، و حاثٌّ عليه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۴۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحُمَّى رائِدُ المَوتِ.۲

«الحُمّى» عبارة عن التهاب الحرارة على البدن، و هي فُعلى من حَمَمتُ الماءَ أحُمُّه و أحممتُه أي سخّنته۳، و الحميم: الماء الحارّ، و المِحَمّ: القُمقُم الصغير يُسخَّن فيه الماء، يقال: حُمَّ الرجلُ و أحَمَّه اللّه‏ فهو محموم، و هو شاذّ مثل زُكِم الرجُلُ و أزكمه اللّه‏ فهو مزكوم. و «الرائد»: الّذي يتقدّم القومَ يطلب لهم الماء و الكَلَأ۴، و في المثل: الرائدُ لا يَكذب أهلَه.

و«الموت» عبارة عن تعطّل الجسد من حلية الحياة، و هو عند المحقّقين ليس بذات۵ ؛ إنّما المرجع فيه إلى النفي ؛ يعني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الحمّى عنوان الموت و رسوله الّذي قدّمه، و ما أقرَبَ وصول المرسِل إلى المرسَل.

و فيه إعلام أنّ العاقل ينبغي أن يكون متأهّبا لأمره، مستعدّا لشأنه، مرتّبا لأحواله۶ أحسن الترتيب ؛ حتّى لا يخترمه۷ الموت عن اُمورٍ متشتِّتةٍ۸، و أحوالٍ غير منتظمةٍ،

1.. «ألف» : قبل .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۴ ، ح ۶۷ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۰۲۵ ؛ الاستيعاب لابن عبد البرّ ، ج ۳ ،ص ۱۰۸۷ ، ح ۱۸۴۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۳۲۶ ، ح ۱۳۰۵۵ و في الثلاثة الأخيرة : «العين» بدل «العيون» ؛ الفتوحات المكّيّة ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ .

3.. «ألف» : أحممه أي سخّنه .

4.. الكلأ : العُشب و هو الرُّطْب ، و العروة و الشجر و النصيّ و الصلّيّان الطيِّب . و العُشب : الرَّطْب من البُقول البَرّية يَنبت في الربيع . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ كلأ ؛ و ص ۶۰۱ (عشب) .

5.. «ب» : بدات .

6.«ب» : أحواله .

7.. اختَرَمَتْه المنيّة من بين أصحابه : أخذته من بينهم ، و اخترمهم الدهرُ و تَخَرَّمهم : اقتطعهم و استأصلهم ، و اختُرم فلان عنّا : مات و ذهب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۲ خرم .

8.. «ألف» : مشعثة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
182

و الثاني: أنّ اللّه‏ تعالى يحبس عنه البركة و النماء بما تعرّض لسخطه، و تحرّى من معصيته، و تعرّى من خشيته ؛ فإذا هو أفقر الفقراء.

و قيل: إنّ المعنى فقر الآخرة. و ما أجدَرَ أن يكون كذلك!

وروي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: في الزنا ستّ خصال ؛ ثلاث في الدنيا، و ثلاثٌ في الآخرة ؛ فأمّا اللواتي في الدنيا: /۳۷/فيذهب بنور الوجه، و يقطع الرزق، و يُسرِع الفناء ؛ و أمّا اللواتي في الآخرة: فغضب الربّ، و سوء الحساب، و الدخول في النار.۱

و فائدة الحديث: التخويف من الزنا، و التنبيه على أنَّه۲ يُعقِب فقر الدنيا و عذاب الآخرة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۴۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: زِنَا العُيونِ النَّظَرُ.۳

و كذلك هذا الحديث لم يكن في نسخة القاضي، و هذا مثل قوله عليه‏السلام: كلّ عين زانية۴. يعني أنّ المعصية تكتسب بجميع الأعضاء و الجوارح۵، و الزنا و إن كان كنايةً عن الوطئ۶ المحرّم فإنّ النظر إلى المحارم جزء من أجزائه، و لا يكاد يَحصل من جارحة البصر أكثر من النظر فهو إذا زناها.

1.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۴۱ ، ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۷۳ ، ح ۴۹۶۰ ؛ الخصال ، ج ۱ ، ص ۳۲۱ ، ح ۴ مع اختلاف يسير فياللفظ .

2.. «ألف» : أن .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۴ ، ح ۶۷ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۰۲۵ ؛ الاستيعاب لابن عبد البرّ ، ج ۳ ،ص ۱۰۸۷ ، ح ۱۸۴۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۳۲۶ ، ح ۱۳۰۵۵ و في الثلاثة الأخيرة : «العين» بدل «العيون» ؛ الفتوحات المكّيّة ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۰۲ و ص ۱۴۹ ، ح ۲۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۴ و ۴۰۷ و ۴۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۴ ، ح ۲۹۳۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۲۴۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۳۸۳ ، ح ۴۵۰۱۰ .

5.. «ألف» : أعضاء الجوارح .

6.. «ألف» : و إن كان عنا به عن وطئ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1767
صفحه از 503
پرینت  ارسال به