و روي أنّ رجلاً من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله توفّي يوم خيبر، فذكروه للنبيّ صلىاللهعليهوآله فقال: صَلُّوا على صاحبكم. فتغيّر وجوه القوم لذلك، فقال صلىاللهعليهوآله: إنّ صاحبكم قد غَلَّ في سبيل اللّه. قال: ففتّشناه، فوجدنا في متاعه خَرَزا۱ من خَرَز اليهود، فو اللّه ما يساوي درهمين.۲
و روي عن ابن عمر قال: كان رجل۳ على نفل النبيّ صلىاللهعليهوآله ۴، فأصابه سهم فمات، فقال عليهالسلام: هو في النار. فنظروا، فإذا عليه كساء قد غلّه، فقال عليهالسلام: إيّاكم و الغلول ؛ فإنّ الغلول خزي على صاحبه، فأدّوا الخيط و المخيط و ما فوق ذلك.۵
و فائدة الحديث: النهي عن التلطّخ بالخيانة، و التحذير من الغلول و مدّ اليد إلى ما لا تستحقّه، و إعلام أنّ إحراز ذلك إحراز لنار جهنّم، نعوذ باللّه منها.
و هذا الحديث متّصل بما بعده.
۴۲.قوله صلىاللهعليهوآله ۶: النِّياحَةُ مِن عَمَلِ الجاهِليَّةِ.۷
يقال: ناحتِ المرأةُ تنوح نوحا و نياحا، و «النياحة» الاسم من ذلك. و «الجاهليّة» ما قبل الإسلام، /۳۶/و إنّما سمّيت جاهليّةً لجهلها۸ و إنكارها و إقدامها على ما لم يأذن اللّه تعالى.
ذَمَّ النبيُّ صلىاللهعليهوآله النياحة، و بيّن أنّها من عمل الّذين لم يؤمنوا باللّه و لم يراقبوا أمره و نهيه،
1.. الخَرَز : فصوص من جيّد الجوهر و رديئه من الحجارة و نحوه. لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۴۴ خرز .
2.. راجع : كشّاف القناع ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ دلائل النبوّة ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ ؛ نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۴ ، ص ۸۴ .
3.. «ب» : الرجل .
4.. «ب» : صلىاللهعليهوآله .
5.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۳۰ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۹ ، ص ۱۴۷ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۱۵ مع اختلاف في اللفظ .
6.. «ب» : + زنا العيون النظر ، و كذلك هذا الحديث .
7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ ، ح ۱۵۸۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ،ح ۶۰۵۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۹ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ ؛ كنز الفوائد ، ص ۹۷ .
8.. «ألف» : بجهلها .