179
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و روي أنّ رجلاً من أصحاب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله توفّي يوم خيبر، فذكروه للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: صَلُّوا على صاحبكم. فتغيّر وجوه القوم لذلك، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ صاحبكم قد غَلَّ في سبيل اللّه‏. قال: ففتّشناه، فوجدنا في متاعه خَرَزا۱ من خَرَز اليهود، فو اللّه‏ ما يساوي درهمين.۲

و روي عن ابن عمر قال: كان رجل۳ على نفل النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۴، فأصابه سهم فمات، فقال عليه‏السلام: هو في النار. فنظروا، فإذا عليه كساء قد غلّه، فقال عليه‏السلام: إيّاكم و الغلول ؛ فإنّ الغلول خزي على صاحبه، فأدّوا الخيط و المخيط و ما فوق ذلك.۵

و فائدة الحديث: النهي عن التلطّخ بالخيانة، و التحذير من الغلول و مدّ اليد إلى ما لا تستحقّه، و إعلام أنّ إحراز ذلك إحراز لنار جهنّم، نعوذ باللّه‏ منها.

و هذا الحديث متّصل بما بعده.

۴۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۶: النِّياحَةُ مِن عَمَلِ الجاهِليَّةِ.۷

يقال: ناحتِ المرأةُ تنوح نوحا و نياحا، و «النياحة» الاسم من ذلك. و «الجاهليّة» ما قبل الإسلام، /۳۶/و إنّما سمّيت جاهليّةً لجهلها۸ و إنكارها و إقدامها على ما لم يأذن اللّه‏ تعالى.

ذَمَّ النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله النياحة، و بيّن أنّها من عمل الّذين لم يؤمنوا باللّه‏ و لم يراقبوا أمره و نهيه،

1.. الخَرَز : فصوص من جيّد الجوهر و رديئه من الحجارة و نحوه. لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۴۴ خرز .

2.. راجع : كشّاف القناع ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ دلائل النبوّة ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ ؛ نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۴ ، ص ۸۴ .

3.. «ب» : الرجل .

4.. «ب» : صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

5.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۳۰ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۹ ، ص ۱۴۷ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۱۵ مع اختلاف في اللفظ .

6.. «ب» : + زنا العيون النظر ، و كذلك هذا الحديث .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ ، ح ۱۵۸۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ،ح ۶۰۵۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۹ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ ؛ كنز الفوائد ، ص ۹۷ .

8.. «ألف» : بجهلها .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
178

الآخرة.۱

و قال عليه‏السلام: مُدمنُ الخمر كعابدِ وَثَنٍ.۲

و هذا الحديث متّصل بما بعده.

۴۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الغُلولُ مِن جَمرِ جَهَنَّمَ.۳

«الغُلول»: الخيانة في المغنم، يقال: غَلَّ يَغُلُّ غُلولاً، و أغلَّ مثله و غَلَّ يَغُلّ غَلاًّ صار ذا غِلّ و غِشّ. و «الجَمْر»: الحطب الّذي اشتعلت فيه النار. و «جهنّم»: اسم من أسماء نار العذاب، و قيل في۴ اشتقاقها: إنّها من قولهم: جَهَمتُ الرجُلَ و تَجهّمتُه إذا كَلَحتْ في وجهه، و إنّه ملحق بالخماسيّ بتشديد الثالث منه، و قيل: إنّها من الجِهِنّام: البئر القعيرة، و قيل: إنّها /۳۶/ فارسيّة تكلّمت العرب بها ؛ فمَن قال إنّها عربيّة فإنّه لا ينصرف عنده للتعريف و التأنيث، و من قال إنّها فارسيّة اعتبر بالعجمة فيها.۵

شبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ما يغلّه الإنسان من المغنم، و يختزله۶ من الفيء۷، و يستلّه من غير وجهه، بجمر جهنّم ؛ لأنّه يستوجب بما۸ يختانه۹ من ذلك النار، فكأنّه يُحرِز النار بما يحتجبه من مال المغنم و فيء المسلمين ؛ لأنّه يؤدّي إليها، فجعل السبب هو المسبَّب.

1.. جامع الأخبار ، ص ۱۴۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۰ ، ص ۱۴۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۵۴ ، ح ۲۰۷۲۴ .

2.. الكافي ، ج ۶ ، ص ۲۴۳ ، ح ۱ ؛ و ص ۴۰۳ ، ح ۴ ؛ و ص ۴۰۵ ، ص ۱ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۳۱ ، ح ۴۵۹ و ۴۶۰ ؛الأمالي للصدوق ، ص ۷۶۴ ، ح ۱۰۲۷ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ شرح السير الكبير للسرخسي ، ج ۱ ،ص ۴۴ ، ح ۳۵ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۲ ، ص ۵۹ . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ ؛ كنز الفوائد ، ص ۹۷ .

4.. «ب» : ـ في .

5.. راجع في الأقوال : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۲ و ۱۱۳ جهنم .

6.. اختزال المال : اقتطاعه و الذهاب به منفردا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۳ خزل .

7.. الفَيء : الغنيمة ، و الخَراج ، و ما ردّ اللّه‏ تعالى على أهل دينه من أموال من خالَفَ دينه بلا قتال . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۲۶ فيء .

8.. «ب» : لما .

9.. «ألف» : يحتانه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1739
صفحه از 503
پرینت  ارسال به