177
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

على الإنسان أن يشتريه بطريفه و تليده، و قد۱ أعطاكه۲ اللّه‏ تعالى بفضله و كرمه من غير ثمن، فكيف تستجيز أن تشتريَ بمالك ما يزيله عنك؟!

و قال:

ما تَبلغ۳ الأعداءُ من جاهل

ما يَبلغ الجاهلَ من نفسه۴

و دخل نُصَيب الشاعر۵ على عبد الملك بن مروان و هو على شراب له، فعرضه عليه، فقال: أمّا اللون فمرمَّد، و أمّا الشعر فمفلفل، و إنّما أدناني من أمير المؤمنين عقلي، فإن رأى متّعني به.۶

و فائدة الحديث: التخويف من عواقب شرب الخمر، و تعريف /۳۵/ ما فيها من المنكرات و الفواحش و سُخْف الدنيا و عذاب الآخرة.

و روي عنه عليه‏السلام: إذا قال شارب الخمر لا إله إلاّ اللّه‏ اهتزّ العرش و الكرسيّ، و خَلَقَ اللّه‏ تعالى بكلّ حرف ملكا يلعنه إلى يوم القيامة.۷

و قال عليه‏السلام: الشرّ كلّه في بيت، و جُعل مفتاحه الخمر، و مَن شَرِبَ في الدنيا لم يَشرَبه۸ في

1.. «ألف» : ما .

2.. «ب» : أعطاك .

3.. «ب» : «لن تبلغ» خلافا للمصادر .

4.. لصالح عبد القدوس ، راجع : الإعجاز و الإيجاز ، ص۱۶۱ ، ح۵۷ ؛ بدائع السلك في طبائع الملك ، ج۲ ، ص۱۰۸ ؛ التمثيل والمحاضرة ، ص۵۸ ؛ روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام ، ج۲ ، ص۹۷۱ ؛ روضة العقول ، ص۲۰۰ ؛ سمط اللآلي ، ج۱ ، ص۱۰۵ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج۳ ، ص۳۶۸ ؛ العقد الفريد ، ج۲ ، ص۲۷۲ ؛ كتاب ألف باء في أنواع الآداب و فنون المحاضرات و اللغة ، ج۱ ، ص۲۶ ؛ الكشكول للبحراني ، ج۲ ، ص۳۲۴ ؛ نكت الهميان في نكت العميان ، ص۱۴۹ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج۳ ، ص۸۲ ؛ فيض القدير للمناوي ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ۱۶ ، ص ۱۵۰ ؛ فوات الوفيات ، ج ۱ ، ص ۴۹۳ .

5.. هو نصيب بن رباح الأموي بالولاء ؛ لأنّه كان مولى لعبد العزيز بن مروان ، و كان شاعرا فصيحا مقدّما في المديح و النسيب . راجع : الأغاني ، ج ۱ ، ص ۲۵۸ .

6.. راجع : الأغاني ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ .

7.. لم نعثر على الخبر في المصادر .

8.. «ألف» : «فلم يشربه» ، خلافا للمصادر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
176

۴۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الخَمرُ جِماعُ الإِثمِ.۱

أصل «الخمر»: السَّتر، و منه الخِمار لأنّه يغطّي الرأس، و خَمّرتُ الإناء غطّيته، و في الحديث: خمِّروا آنيتكم.۲ و كأنّها سمّيت بذلك لتغطيتها على وجه العقل. و «الجِماع»: ما جَمع الشيء و هو كالنظام للخيط الّذي يُنظَم فيه الخَرَز۳، و هذا الوزن ينبئ عن هذا المعنى كالمِساك و المِلاك و القِوام /۳۵/ و العِصام، فكأنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جعل الخمر سِلكا ينتظم فيه الآثام. و «الإثم»: الذنْب۴ المبطئ عن الثواب من قولهم: نوقٌ آثمات أي مبطئات ؛ و إنّما شبّهها عليه‏السلام بسلك الآثام و الأوزار لأنّ شاربها بصدد أن يرتكب جميع ما يعرض له من المقابح و المعاصي، و كيف لا و قد استنزل عن العقل الّذي كان يكفّه و يردعه عن تعاطي ذلك، و غطّى على وجه رأيه الّذي كان يهديه إلى مراشده، فلذلك جعلها عليه‏السلام جماع الإثم و نظامه.

و روي عنه عليه‏السلام: الخمر اُمّ الخبائث.۵ و إنّما جعلها أُمّا حيث شبّهها بالأصل الّذي تُنتج منه الفروع، و المادّة الّتي يتولّد منها الأشعب.

و روي في حديث: إنّ إثم الخمر يعلو الآثام، كما أنّ شجرتها تعلو الأشجار.۶

و ما أحسن ما قال الحكيم فيها، قال: إنّ هذا العقل جوهر نفيس لو كان يُباع لوجب

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۸ ، ح ۵۶ و فيه : + «الخمر اُمّ الخبائث» ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ سننالدارقطني ، ج ۴ ، ص ۱۶۱ ، ح ۴۵۶۵ ؛ نصب الراية ، ج ۲ ، ص ۴۵ . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ جامع الأخبار ، ص ۱۵۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۲ ، ص ۴۰ ؛ و ج ۳۳ ، ص ۶۲۱ و في كلّ المصادر إلاّ مسند الشهاب : ـ «الخمر اُمّ الخبائث» .

2.. بحار الأنوار ، ج ۷۶ ، ص ۱۷۷ ، ح ۱۴ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۴۱ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۵ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۰ .

3.. الخَرَز : فصوص من حجارة ، واحدتها خزرة . . . و قيل : الخَرَز: فصوص من جيّد الجوهر و رديئه من الحجارة و نحوه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۴۴ خرز .

4.. «ألف» : ـ الذنب .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۸ ، ح ۵۷ ، المجازات النبويّة ، ص ۲۴۲ ، ح ۱۹۶ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۳ ، ص ۵۶۲ ، ح ۶۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۴ ، ص ۸۱ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۴ ، ص ۱۶۱ ، ح ۴۵۶۳ و ح ۴۵۶۶ .

6.. مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۴۵ ، ح ۲۰۶۹۳ مع اختلاف يسير في اللفظ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1583
صفحه از 503
پرینت  ارسال به