و الجمع شُعَب. و «الجُنون» عبارة عن زوال العقل، و المجنون: الّذي به رَيٌّ۱ من الجِنّ على ما تسامحت به العرب في عباراتها، و عبّرت به عن اعتقاداتها، ثمّ قيل لكلّ مَن اختلّ عقله: مجنون، و لكلّ۲ ما تجاوز حدَّ الاعتدال: مجنون، حتّى قالوا: نخلة مجنونة أي طويلة، و قال شاعرهم:
يا رَبِّ أرسِلْ خارِفَ المساكين
عَجاجةً مَسبلةَ العَثانين
تَحدُرُ ما في السُّحُق المجانين۳
و نبات مجنون: طويل.
و قال ابن أحمر:
/۳۳/ تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري
و جُنَّ الخازِبازِ به جُنونا۴
و يقال: جُنَّ الرجُل فهو مجنون، و قد أجنّه اللّه، و قولهم: «ما أجنّ فلانا!» شاذّ ؛ لأنّه لا يقال مِن المضروب: ما أضرَبَه! و لا من المسلوب۵ ما أسلبه! و إنّما يُبنى ذلك من اسم الفاعل في الأكثر الأشهر، و لا يبنى من اسم المفعول إلاّ شاذّا.
شبّه صلىاللهعليهوآله الشباب بطائفة من الجنون ؛ و ذلك لما يستحسنه الشابُّ۶ من ركوب رأسه فيما لا يَحسن و لا يجمل۷ و يُقدِم عليه من المناكير لا يردعه رادع و لا يزجره زاجر، فكأنّه
1.. رَوى الحبلَ رَيّا فارتوى : فَتَلَه ، و رَوِيَ من الماء و من اللبن رَيّا ضدّ عطش . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۴۵ روي .
2.. «ألف» : كلّ .
3.. الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۹۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۹۲ جنن مع اختلاف .
4.. حياة الحيوان الكبرى ، ج۱ ، ص۴۰۵ ؛ الحيوان للجاحظ ، ج۳ ، ص۵۶ ؛ خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب ، ج۱۲ ،ص ۱۶۳ ؛ سوائر الأمثال علي أفعل ، ص۴۰۱ ؛ كتاب الأزمنة و الأمكنة ، ص۳۴۸ ؛ كتاب النبات ، ص۶۷ ؛ المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر ، ج۱ ، ص۱۸۶ ؛ مجمع الأمثال للميداني ، ج۱ ، ص۲۵۸ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۹۳ جنن ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ (فقأ) ؛ ج ۱۳ ، ص ۹۲ (جنن) .
5.. «ألف» : + و .
6.. «ألف» : الشباب .
7.. «ألف» : لا يحمل .